افتقد الشاب الفلسطيني صالح نعمتي السمع والنطق، واضطر لترك دراسته مبكرا، لكنه امتلك إرادة تساعده على التفوق والإبداع. بدأت الحكاية مع صالح منذ كان طفلاً عندما كان يركّب الألعاب الصغيرة ويكوّن منها أشكالاً فنية.
أحمد عبد العال-غزة
يطرق الشاب الفلسطيني صالح أبو عمرة بأنامله الصغيرة مخلفات الحديد، مشكّلاً منها أشكالاً فنية عبارة عن مجسمات لمعدات وآلات بناء كبيرة، تكشف ما لديه من خيال وإبداع.
الفتى الغزي (18 عاما) أصم أبكم منعته نظرات أقرانه ممن حوله من إكمال دراسته، فتركها من الصف السادس الابتدائي، لكن ظروفه الخاصة ظلت دافعاً للتفوق وإن في مجال آخر تمثل في إتقان وتكوين أشكال فنية من لا شيء في قصة تلخص حكاية الإرادة والإبداع لديه.
بدأت الحكاية مع صالح منذ كان طفلاً عندما كان يركّب الألعاب الصغيرة ويكوّن منها أشكالاً فنية جميلة، وتطور إبداعه ليشكّل من الأخشاب مجسمات لسيارات وعربات نقل ومعدات بناء، وبعد توقفه عن الدراسة عمل في ورشة الحدادة مع والده الذي كان يعمل سابقاً في مجال المعدات وآلات البناء الكبيرة في إسرائيل.
يقول الوالد للجزيرة نت، إن صالح سرعان ما أتقن كل الأعمال داخل الورشة، وخلال فترات الراحة كان يجمع المخلفات ويبدأ بتشكيل المجسمات.
علم الحدادة
في الوقت نفسه، لم يكتف الشاب بتعلم مهنة الحدادة، فبدأ يتصفح المواقع على شبكة الإنترنت ويطالع كيفية صناعة المعدات الكبيرة، ثم يبدأ برسم أشكالها على كراسته قبل أن يتحول إلى تشكيل مجسمات مصغرة لهذه المعدات.
بعد شهرين من العمل احتفل صالح بتشكيل أول مجسماته الصغيرة، ثم تعددت مجسماته ما بين جرافة وخلاط لمواد البناء حيث استخدم مع الأخير مولدا كهربائيا يستخدم مع غسالة الملابس ليحوله إلى خلاط حقيقي لكنه صغير الحجم، ويستخدمه بالفعل في بناء بيت صغير في فناء ورشة أبيه.
تقول والدة الفتى للجزيرة نت إنه يعمل حاليا على إعداد مجسم لحفار وآخر لرافعة تعلم طريقتهما عبر الإنترنت، لكنها تشير إلى أنه يشعر بحزن عميق لعدم الاهتمام به من قبل أي من الجهات الرسمية وغير الرسمية المختلفة، فضلا عن جمعيات الصم، وذلك لعدم توفر هذا المجال في قطاع غزة.
وتناشد الوالدة كل من يستطيع مساعدة نجلها لتحقيق هدفه وتطوير مهارته أن يعمل على ذلك، مضيفة أن هؤلاء ليسوا معاقين إنما أصحاب إرادة ولديهم ذكاء وعقول فذة تفوق عقول الأصحاء.
أ