-راديوموال-نشرت صحيفة “هآرتس” في موقعها على الشبكة أقوال لجنود إسرائيليين يشاركون في العدوان الذي يشنه جيش الاحتلال على قطاع غزة منذ 18 يوما.
وبكشف حديث الجنود عن ليالي الرعب التي يعيشها جنود الاحتلال المرابضين على حدود غزة، وما يواجهونه من خوف من الموت او الأسر على يد عناصر المقاومة الفلسطينية في القطاعة، كما يتضح من خلال حديث الجنود كثافة النيران التي تواجههم أثناء القتال، كما يشير أحدهم إلى حجم الدمار الهائل للمباني، والذي يصفه بـ”الدمار الجنوني”، ورغم ذلك تظل المقاومة الفلسطينية قادرة على مواصلة إطلاق النار وإطلاق الصواريخ.
وقال الجندي “ش” من سلاح الهندسة: “إن كل ما يستطيع تخيله هو أن يكون إطلاق النار من الدبابات التي إلى جانبه، وليس صاروخا مضادا للدبابات”، ويضيف أن “إطلاق النار باتجاه الجيش الإسرائيلي يتواصل بكثافة، وأنه يرى أيضا رد الجيش، وعندها يدرك أنه تحت النار، وأنه كل الوقت هناك خطر وإطلاق نار باتجاه قوات الجيش إلى جانبه من نيران خفيفة”.
وعن الدمار في قطاع غزة، يقول الجندي “ش”: “إن ما حصل هو “دمار جنوني”، ويضيف أن “مهمته كانت فتح الطريق أمام قوات الجيش، ولكن في نهاية المطاف هناك دمار جنوني”، ورغم أنه يقول إنه “من المؤلم النظر إلى ذلك، والتفكير بإمكانية أن يكون الأمر نفسه في الحي الذي يسكن فيه، لكنه يخلص إلى القول “إن ذلك من أجل قوات الجيش ولكي تكون أقل عرضة للخطر”.
ويشير أيضا إلى الخوف من الاختطاف أو من خطر هجوم مفاجئ محدق بشكل دائم فوق الجنود، ويقول: “كل الوقت هناك إحساس بأن نفقا جديدا سينفتح فجأة أمامنا”.
ويقول الجندي “يوآف” من وحدة طبية تابعة للواء “غولاني” في الجيش، إنه “حارب في لبنان وفي الضفة الغربية، بيد أنه لم ير مثلما رآه في غزة، إنه عندما بدأت وحدته تتقدم نحو الشجاعية، كان من حولها قوات مدرعة، ومدافع لا تتوقف عن القصف، وفوقها طائرات سلاح الجو، وكانت جميعها على اتصال مع وحدته”.
وفي سياق حديثه يقول إنه “بعد يوم قتالي طويل، خرجت الوحدة من قطاع غزة إلى داخل إسرائيل، إلا أنها فوجئت بأن المقاومة الفلسطينية لا تزال تطلق الصواريخ”، ويقول: “إن جنود الوحدة لم يفهموا كيف يمكنهم الخروج وإطلاق النار، بعد كل ما فعلناه”، في إشارة إلى عملية التدمير الهائلة التي يقوم بها الطيران والمدفعية.
ويشير الجندي إلى حادثة حاول فيها اعتراض امرأة في العقد السادس من عمرها، قرب أحد المنازل في منطقة خان يونس، وعندها تعرضت القوة لنيران القناصة.
ويقول جندي آخر من كتيبة “الناحال” إن “الجنود يريدون أن يكونوا على اطلاع بشأن ما يحصل في العالم، وهم لا يعرفون ماذا يجري حولهم، ويريدون أن ينتهي، ويشعرون أنهم ينجزون المهمة، بيد أنهم يريدون تأكيدا على ذلك”.
ويضيف الجندي أنه يشعر بأنه تحت النار كل الوقت، وأن هناك “أشباحا وهو أمر مخيف”، مشيرا إلى أنه يتعرض لإطلاق النار من أسلحة خفيفة وأحيانا لقذائق “آر بي جي” وصواريخ مضادة للدبابات.