عندما تطأ قدماك مطار مدينة ساو باولو البرازيلية تدرك أن رحلة معاناة غير الناطقين بالبرتغالية قد بدأت، فحين تحتاج لمساعدة وتسأل أحد العاملين بالمطار يأتيك الجواب سريعا “عفوا لا أتكلم الإنجليزية”.
وتعتبر البرتغالية اللغة الرسمية في البرازيل التي تعد أكبر البلدان الناطقة بها، ويعزو فرناندو -برازيلي يعمل في الدوحة- أسباب عدم تحدث البرازيليين بلغة ثانية إلى المدرسة والجامعة، معبرا عن استغرابه من عدم إجادة العاملين في المطار وقطاع السياحة والسفر لغة ثانية.
بدوره، اعتذر لويس -موظف شركة طيران محلية في مدينة بورتو ألغيري- عن عدم معرفته سوى كلمات معدودة بالإنجليزية تتعلق بمجال عمله، وفي معرض إجابته عن سؤال للجزيرة نت عن سبب ذلك، قال إن “المدرسة كانت تخصص ساعة واحدة في الأسبوع لتعلمنا الإنجليزية، وهذه هي النتيجة”.
وعبر المواطن السعودي فهد -الذي حضر مع نجله لمتابعة الأدوار النهائية لكأس العالم- عن معاناته في التواصل مع الموظفين بسبب اللغة، معتبرا أن “توفير طاقم من الموظفين الذين يجيدون عدة لغات في المطارات والمرافق السياحية والملاعب يعد جزءا مهما من الاستعدادات المطلوبة من البلاد التي تنظم حدثا عالميا كبيرا مثل المونديال”.
وتساءل فهد -الذي التقته الجزيرة نت في المطار- عن أسباب عدم تجهيز بلاد بإمكانيات البرازيل-العضو في مجموعة “البريكس” ونادي الدول العشرين الكبار- فرقا من العاملين يتكلمون الإنجليزية والفرنسية ولغات أخرى لتسهيل إقامة الناس وتنقلاتهم.
مطار مدينة ساو باولو (الجزيرة نت) |
جاهزية البرازيل
كما أبدى استغرابه لغض الطرف من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن عدم جاهزية بلاد السامبا من ناحية العنصر البشري لاستضافة المونديال، “ناهيك عن سوء أرضية الملاعب والتأخر في تسليم المنشآت التي لا تزال غير جاهزة فعليا، فيما طالب (فيفا) بالتحقيق بملف استضافة قطر لكأس العالم عام 2022، بسبب مزاعم سيقت في الصحافة البريطانية يبدو أن لا أساس لها من الصحة”.
وتتواصل مشاهد معاناة الزائر من داخل المطار إلى خارجه، حيث يواجه المشكلة نفسها مع سائقي سيارات الأجرة وباعة الأكشاك وأصحاب المحلات وغيرهم من السكان، ويواجهك الجميع بالعبارة ذاتها “لا أعرف الإنجليزية”، ترافقها ابتسامة عريضة، وظهرت أهمية التعامل بلغة الإشارة واستخدام المعجم الإلكتروني.
وتتكرر الحالة ذاتها في الشوارع والمنشآت والأسواق، فجميع الإشارات واللافتات باللغة البرتغالية عدا ما له علاقة بالمونديال وهي قليلة.
أما موظفو الفنادق فقد كانوا أفضل حالا من غيرهم، وكان التواصل معهم أكثر سهولة، على الرغم من شكوى فيليب الفرنسي -أحد نزلاء الفندق- الذي بدأ حديثه عن معاناته في التواصل مع المواطنين في مختلف المدن التي زارها لمتابعة مباريات منتخب بلاده، وعبر عن صعوبة وضعه بقوله “إذا وجدت أشخاصا يتحدثون القليل من الإنجليزية فإن هناك استحالة لتجد شخصا يعرف كلمتين بالفرنسية”.