راديو موال-من مهند العدم – لم يخطر في أذهان أهالي بلدة سعير، كما غيرهم ممن هزّتهم قصة القتل على سجادة الصلاة حيث أزهقت روح الصبية أميمة جردات – لم يخطر في أذهانهم أن ثمّة وحشية بهذا القدر يمكن أن تتلبس “رجل” حتى ارتكابه جريمة ( بدافع السرقة ) ضد إبنة شقيقه، و في “رمضان الكريم” …
لو أن وردة الجوري الذبيحة أميمة جردات كانت تدرك أن ثمّة روح وحشية تسكن عمّها و تتربصها في غياب والديها في صلاة التراويح، لكانت تعلّقت – كما الأطفال – بثوب أمها، ولكانت الأخيرة بقيت في المنزل لتسيّج على وردتها بهدب العين؛ غير أن الـ “لو” التي لاتفيد بعد أن “سبقت السكين العذل” ( بالاعتذار عن تحوير المثل العربي الشهير ) ، لم تعد صالحة سوى للندم .
قالت عائلة الضحية أميمة محمد عبد الرحيم جردات البالغة من العمر 15 عاما فقط، أن ابنتها ذبحت أثناء سجودها في صلاة التراويح خلال الليلة الماضية، حيث كان عمها ( 27 عاما ) نجح في التسلل إلى داخل المنزل عبر الشرفة، محمولا على اعتقاد أن كل أفراد الأسرة غادروا المنزل؛ مقدرة أن إقدامه على غرس السكين في عنقها، ثم طعنها مر’ أخرى في وجنتيها ليسفح دمها على سجادة الصلاة، تم بدافع إنهاء حياتها كشاهدة على جريمة اقتحام المنزل بغرض السرقة . صديقات الوردة الشهيدة أميمة جردات، كما الجيران و الأقارب، قالوا أن الصبية التي “كانت خجولة حتى احمرار الوجنتين” و “كانت محبة لرمضان الكريم ومواظبة على الصلاة”، كما أنها كانت متابعة شغوفة لمسلسلات الشهر، فيما يمتلىء سجل عمها منفذ الجريمة بهدف السرقة ( حسب اعترافاته الأولية أمام الشرطة ) – يمتلىء بالسوابق .
أمس، تمكنت الاجهزة الامنية الفلسطينية من القبض على قاتل أميمة بعد ساعات قليلة من الجريمة إثر مطاردته في الجبال. اعترف “الرّجل” بجريمته التي هزت سعير، غير أن هول الصدمة سيترك وطأة “أثقل من جبل” على صدور أفراد العائلة و محبي أميمة من أقاربها و زميلاتها في المدرسة، فيما يطالب أعمامها الآخرون بتسليمهم شقيقهم منفذ الجريمة؛ لكي يقاصصوه …
خبر مقتل أميمة الجميلة و الواعدة على سجادة الصلاة، سيحفر في الذاكرة الجماعية لأهالي سعير و حولها طويلا، فيما تنتظر أمهات و بنات فلسطينيات كثر أفعال أكثر جديه لمواجهة “حرب السكاكين الفلسطينية” التي تستعد للإجهاز على أرواح فلسطينية أخرى، في الانتظار .