راديو موال – قال القنصل الأمريكي العام في القدس مايكل راتني إن خلق دولة فلسطينية يتطلب قيادة قوية، وهذا يعني قول الامور الصحيحة حتى لو كانت لا تلقى شعبية، و”تعني تهميش وإقصاء المجموعات التي تقوم بخطف الإسرائيليين الثلاثة”.
وأضاف القنصل خلال حضوره المؤتمر السنوي السادس والخمسين لاتحاد أبناء رام الله فلسطين: “أرجو منكم أن لا تنخدعوا بأولئك الذين يقولون لكم بأن إسرائيل ستقدم تنازلات فقط إذا تعرضت لضغط من المجتمع الدولي او إذا هددت بالمقاطعة. دولة فلسطين القابلة للحياة ستبنى بالعمل الجاد والتفاوض القوي والأنشطة السلمية العقلانية. سنبدأ برؤية زخم ايجابي لحل الدولتين حين يراه العالم كإستثمار لا كعمل خيري وحين يرى الفلسطينيون والاسرائيليون أنفسهم شركاء لا أعداء”.
وعن المصالحة الفلسطينية، قال القنصل: “ربما نحن الآن في اكثر وقت من عدم الوضوح منذ وصولي الى هنا. نحن نراقب عن كثب تطور عمل الحكومة الإنتقالية للسلطة الفلسطينية وتطور جهود المصالحة ومن يقوم بإتخاذ القرارات وما هي القرارات التي تتخذ”.
وأكد أن وزير الخارجية الامريكي جون كيري لا يزال ملتزما بايجاد حلا للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، لانه أصبح يفهم القضية جيدا ويعرف اللاعبين السياسيين من الطرفين جيدا، ويدرك مدى الصعوبة في أن يسرع نحو تنفيذ مسعى طموح بهذا الشكل ضمن المناخ السياسي الحالي.
وأضاف القنصل أن هناك شيء سيتغير واذا لم نتحرك من أجل تحفيز التغيير الإيجابي فإن الوضع سيسوء أكثر للشعوب من طرفي النزاع.
وتحدث القنصل العام راتني بشكل مستفيض عن جهود إدارة الرئيس أوباما فيما يتعلق بالمفاوضات الإسرائيلية- الفلسطينية، حيث أخبر ما يزيد عن 1500 فلسطيني أمريكي في المؤتمر، أن إدارة الرئيس أوباما لا تزال ملتزمة بعملية السلام وأن حل الدولتين يتطلب بناء إقتصاد قوي ومستقر ومستدام.
وأشار إلى “أن جهود وزير الخارجية الامريكي ساهمت في جلب إهتمام أكبر لقضية السلام، فهناك الكثير من الأمور التي تحصل في المنطقة وحول العالم وقد أدرك وزير الخارجية أنه من الخطأ أن نهمل الوضع هنا لحين أن نصطدم بأزمة حقيقية”.
وقال القنصل العام “من أجل أن يتحقق حل الدولتين لا بد من بناء إقتصاد فلسطيني قوي ومستقر وقادر على الإستمرار. لقد إلتزمت الولايات المتحدة بهذا الأمر منذ وقت طويل. والولايات المتحدة هي أكبر دولة مانحة منفردة تدعم الفلسطينيين”.
ولفت القنصل راتني الى أن أحد القطاعات التي يعمل عليها الفلسطينيون والمجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة هو السياحة. من الجيد أن نرى أعضاء من الإتحاد الأمريكي لأبناء رام الله يساهمون في دعم هذا القطاع الهام. نحن نتطلع لرؤيتكم جميعا تعودون في المستقبل إلى هنا من اجل السياحة ونأمل ان يقوم العديد منكم بالإستثمار بوقتكم وأموالكم من أجل استمرار بناء دولة فلسطين المزدهرة والآمنة والتي تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل في سلام وأمن”.
كما شجع القنصل العام راتني أبناء الإتحاد على الإستثمار بالوقت والمال للإستمرار في بناء دولة فلسطين المزدهرة والآمنة التي تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل بسلام وأمن وأن الدولة الفلسطينية القابلة للحياة ستبنى من خلال العمل الجاد والتفاوض القوي والأنشطة السلمية العقلانية.
واستذكر القنصل خلال حديثه تطورات المفاوضات، “حين وصلت إلى هنا في عام 2012 كان هناك القليل من الإهتمام موجه لعملية السلام سواء على الصعيد الدولي أو داخل الحكومة الأمريكية. فقد كانت فترة ما بعد الربيع العربي حيث كان الوضع في سوريا يسوأ أكثر فأكثر، وكان هناك مظاهرات في عدة بلدان في المنطقة، كما أننا فقدنا في شهر سبتمبر سفيرنا في بنغازي كريس ستيفنز. أود أن أشير أن كريس الذي عرفته خلال عملي في وزارة الخارجية عمل في القنصلية الأمريكية العامة في القدس لمدة أربع أعوام وكان شغوفا بايجاد حل للصراع الأسرائيلي الفلسطيني”.
وأوضح “كانت الأشهر الأولى لي في القدس صعبة حيث كان هناك الكثير من عدم الوضوح لدى الفلسطينيين حول الوجهة التي ستؤول إليها الامور و ما هو الدور الذي ستلعبه الولايات المتحدة, ولكن في آذار من عام 2013، وفي بداية ولاية الرئيس اوباما الثانية بدأت الأمور تتغير. فكانت زيارة الرئيس الأولى لخارج الولايات المتحدة خلال ولايته الثانية إلى هنا ليلتقي شخصيا مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين. لقد كنت معه حين استقل الهيلوكبتر للمقاطعة في رام الله للقاء الرئيس عباس حيث وجد الرئيس أوباما في أبو مازن شريكا قويا للسلام. وقد أحضر معه وزير خارجيته الجديد المثابر آن ذاك جون كيري”.
وتابع: “بعد هذه الزيارة الأولى أصبح الوزير كيري زائرا شبه دائم هنا للبحث عن حل – ليس حل مؤقت – وإنما حل نهائي وشامل متفق عليه للصراع الذي شغل المنطقة لأجيال متعاقبة. خلال الإثنى عشر شهرا اللاحقة، جاء كيري للمنطقة عشرات المرات وعقد لقاءات عديدة في واشنطن وعمان والخليج وأوروبا. وأحضر فريقا بقيادة خبير متخصص في هذه القضايا وهو السفير مارتن انديك”.
وذكر القنصل “بالطبع كان هناك عدة انتقادات في حينها. قال البعض إن الوزير كيري لن يستطيع أبدا أن يجمع الأطراف على طاولة المفاوضات. ولكنه فعل حيث كان هناك مفاوضات جادة استمرت لمدة تسعة شهور تقريبا. خلال ذلك الوقت تم نقاش الكثير من القضايا. ومرة أخرى بالرغم من الإنتقادات، فإنه تم إحراز تقدم في القضايا المحورية. أصبح لدينا الآن فهم أكبر لمواقف المفاوضين من الطريفين وللإعتبارات الامنية وغيرها من العوامل الأخرى التي ستضعنا في وضع أفضل في أي مفاوضات مستقبلية”.
وختم حديثه بالقول “لقد كنا نعرف أنه قد يكون صعبا انجاز اتفاق نهائي في نهاية التسعة اشهر يغطي كل التفاصيل فيما يخص حل الدولتين النهائي ولكن نأمل ان نكون قطعنا شوطا كبيرا في إدراك الأطراف والعالم حول تصور النتيجة النهائية. ولكن بما أنه كان من الصعب الوصول إلى إتفاقية إطار في الوقت المتبقي بدأنا الحديث عن تمديد المفاوضات حين اقترب موعد التسعة شهور من الأنتهاء.كما تعلمون، هناك العديد من الأفعال من الطرفين اعتبرناها غير مفيدة ومنذ ذلك الحين توقفنا حيث نحن هنا اليوم فقد توقفت المفاوضات وأصبحنا في فترة غير واضحة سياسيا بشكل أكبر من تلك التي كانت حين وصلت إلى هنا قبل عامين”.