راديو موال – خلال زيارة المحامية بثينة دقماق للاسير رياض العمور في مشفى سجن الرملة أكد لها ان وضعه الصحي في تدهور مستمر وهو باقي الاسرى الذين يعانون من امراض مزمنة ورغم الاحتجاجات والشكاوى لم تتغير سياسة مصلحة السجون التي تعاقبهم بالاهمال وحرمان من كافة حقوقهم وفي مقدمتها العلاج.
واشارت دقماق الى ان الاسير العمور يعاني من عدة امراض اخطرها القلب، وتم زراعة جهاز منظم لدقات القلب ورغم ان تعليمات الاطباء تؤكد ضروره تغييره كل سنة كحد اقصى لكن ادارة السجن لم تلتزم بذلك مما سبب له مضاعفات خطيرة ما زال يدفع ثمنها حتى اليوم، الاسير العمور المعتقل من 5/5/2002 والمحكوم بالسجن المؤبد المتكرر 11 مرة، افاد انه في عام 2012 تم اجراء عملية قلب مفتوح له وتم تغيير محل الجهاز من الجهة اليسرى الى الجهة اليمنى بعدما سبب له معاناة شديدة والتهابات حادة، ورغم ذلك قامت الادارة بتغيير مكان الجهاز دون تغيير الجهاز نفسه الامر الذي ادى الى المزيد من التهابات مرة اخرى.
وقد اوضح الاسير العمور للدقماق ان الاوضاع التي يعيشها الاسرى المرضى مآساوية بسبب سياسة الاهمال من ادارة السجون من جهة ومن جهة اخرى اهمال وتهميش قضيتهم وتقصير الجميع كما قال في التعامل مع قضية الاسرى بشكل عام وملف المرضى بشكل خاص والذين يتعرضون للموت البطيء يوميا وسط صمت واهمال وتقصير الجميع.
رسالة مؤثرة
وفي ظل الاوضاع الصعبة التي يعاني منها الاسرى المرضى اصر الاسير العمور على ان يوجه رسالة مؤثرة عبر المحامية دقماق وبعد ان اقسم بالله العظيم، قال ” اتمنى ان يكون هناك صحافة تدخل علينا، لترى وتسمع انينا ومعاناتنا اليومية، فنحن فقط نأكل لنعيش، فقدنا الثقة بكل الناس وعلى رأسهم القيادة، ولم نعد نصدق احدا، واضاف ” كنا نفخر بهذا الشعب وتضحياته من أجل الانسان والاسرى والوطن، فصار الانسان لا يوجد ارخص منه وبالاخص الاسرى المرضى، وان شاء الله سبحانه تعالى سيحاسبهم على كل أنين وألم وعلى كل دمعة نزلت من امهاتنا وزوجاتنا وابنائنا “.
امنيات المرضى
العمور الذي رفضت اسرائيل اطلاق سراحه وباقي المرضى ضمن صفقة شاليط ورغم خطورة اوضاعهم الصحبة، قال بألم بالغ ” أنا اتحدث بهذا الالم لاننا سمعنا وعودات كثيرة منذ صفقة شاليط والافراجات بأن المرضى سيتحررون، ولم يتم تنفيذ شيء منها ولم يخرج منا الا الشهداء” وتابع ” كل ما اتمناه الان ان نعيش بين ابنائنا وعائلاتنا الذين تركناهم اطفالا والان نرى ابنائهم، حرمنا من رؤيتهم يكبرون امامنا، اليوم صار حلمنا الوحيد هو ان نموت بين اهلنا قبل ان تغمض عيوننا “.
وفي وصف لما ترتكبه سلطات الاحتلال من انتهاكات خطيرة بحق المرضى، قال العمور ” الاسرى المرضى وخاصة الذين تم اجراء عمليات لهم بعد اعتقالهم واطلاق النار عليهم من الاحتلال، كان من المفترض ان يتواجد اهلهم معهم في المشفى، الا ان المريض يستيقظ من عمليته ليجد الجنود محيطين به”، واضاف ” لم يكتفوا باعتقالنا رغم الالم، فانهم يتلذذون بمعاناتنا ويتفننون بعقابنا والتحقيق والضغط علينا ومساومتنا، ورغم ذلك صبرنا وصمدنا وتمسكنا برسالتنا ولم ولن نندم على ما قدمناه من تضحيات”.
واشار الاسير العمور لما يعايشه الاسرى من عذابات ومعاناة بسبب تدني الاهتمام بهم وعلى مستوى المشاركة في حملات التضامن والمؤازرة لهم وقال “ضحينا من اجل فلسطين ولا زلنا نضحي كثيرا، ولكننا نتألم كثيرا عندما نرى المسيرات المتضامنة مع الاسرى بالتحديد حيث يتواجد فيها من 20-30 متضامنا فكيف ولماذا وصلنا الى هذه الطريق”>
واضاف ” في المقابل نرى مشاركة الالاف في المهرجانات والمناسبات الاخرى والميزانيات الضخمة التي تصرف عليها، لذلك فمن حقنا ان نصرخ ونتساءل باستهجان اهذا الذي عاهدتمونا عليه؟، هل تحررنا كي تفرحوا وتقيموا هذه الاحتفالات والمهرجانات ؟ وتابع ” نتساءل ألم نكن منكم وضحينا لاجلكم؟، نستصرخ ونرجو من الله ان يمن علينا بالشهادة كي نرتاح من الالم والويلات والانين وكي نريح اهلنا من العذاب!”.
وفي نهاية رسالته قال الاسير العمور “بعضنا حاول الانتحار، ليس حبا في الانتحار ولكن من قهر السجان والسجن والم الامراض، من المؤسف ان نتمنى من الله سبحانه ان اجاز الانتحار لقمنا بذلك، واضاف “نقول هذا ليس للفخر بل لانكم اوصلتمونا الى هذا الحد من العذاب، وعار علينا ان نتحدث هكذا كأسرى ضحينا من اجل الوطن، ولكن هذه الحقيقة لم يخرج من السجون الا الشهداء”.
وتابع ” في مشوارنا النضالي قبل وبعد الاعتقال تمنينا الشهادة، ورغم الاصابات والامراض كرمنا الله بالحياة، لكننا نرفض ان نعيش حياة الاستجداء والتسول والابتزاز، ورغم مساحات الالم سنبقى نردد بامل دوما :”ان عشت فعش حرا او مت كالاشجار وقوفا ” وقرارنا سنموت واقفين لا راكعين.