راديو موال– يبدأ البابا فرنسيس زيارته الأولى للاراضي المقدسة اليوم السبت مصطحبا معه حاخاما وإماما في مهمة معقدة للترويج لرؤيته بشأن الحوار بين الأديان كقاطرة للسلام في المنطقة، حيث ستكون الاردن محطته الاولى.
ومن المقرر أن يستقبل العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني قداسة البابا في القصر الرئاسي في عمّان قبل أن يشرف الحبر الأعظم على قدّاس في الاستاد الدولي في العاصمة الأردنية.
وينتقل قداسته غدا الأحد على متن مروحية من عمان إلى مدينة بيت لحم – المحطة الثانية من رحلة حجه للأراضي المقدسة.
وفي مساء الأحد ذاته سيصل بابا الفاتيكان مطار بن غوريون مستهلا زيارة رسمية لإسرائيل حيث يلتقي رئيس اسرائيل بيريس ونتنياهو واعضاء الحكومة وممثلين عن كافة الطوائف والمشارب الدينية.
وقد حرص الكرسي الرسولي على تأكيد طابع الحج الروحي للزيارة ولا سيما الصلاة المشتركة التي يقيمها في كنيسة القيامة في القدس مع البطريرك المسكوني برثلماوس الأوّل في ذكرى الحدث التاريخي المماثل الذي جمع رئيسي الكنيستين الغربية والشرقية قبل خمسين عامًا.
لكن في منطقة يمتزج فيها الدين بالسياسة فإن الزيارة التي تستغرق ثلاثة أيام وتشمل الأردن والأراضي الفلسطينية وإسرائيل ستجعل زعيم 1.2 مليار كاثوليكي في العالم يسير على حبل دبلوماسي مشدود.
وسوف تسلط الأضواء بقوة على كل اقوال وأفعال البابا سواء اجتماعاته مع الفلسطينيين واللاجئين السوريين أو لقاءاته مع المسيحيين الذين تتناقص أعدادهم في الأراضي المقدسة أو محادثاته مع زعماء المنطقة بحثا عن أي مدلولات سياسية.
وحتى البرنامج الرسمي للبابا اصطدم بالحساسيات التي تهيمن على الحياة السياسية في الشرق الأوسط. فقد وصف البرنامج المحطة الثانية من جولته إلى بيت لحم والتي تستغرق ست ساعات بانها زيارة إلى “دولة فلسطين” وهو مصطلح ترفضه إسرائيل.
وقال المستشار الدبلوماسي المخضرم للبرلمان الإسرائيلي والسفير السابق لدى الفاتيكان عوديد بن هور “لسنا سعداء بهذا الشأن لكنها حقيقة (أن يستخدم الفاتيكان هذا المصطلح).”
وكان الفاتيكان قد أغضب إسرائيل عام 2012 بتأييده تصويتا في الجمعية العامة للأمم المتحدة لمنح الفلسطينيين اعترافا بوضع دولة مراقب غير عضو. وتجادل إسرائيل بأن مثل هذه الخطوة لا يمكن أن تأتي إلا من خلال التفاوض.
وتؤيد دولة الفاتيكان حلا للصراع بإقامة دولتين مع حدود آمنة لإسرائيل لكن هناك رؤى متباينة بشأن وضع القدس في المستقبل.
وتريد الفاتيكان ضمانات دولية لحماية القدس كمدينة مقدسة للمسيحية والإسلام واليهودية.