راديو موال :نجح المتحف الوطني “ناشيونال بورتريت غاليري” في بريطانيا في جمع عشرة ملايين استرليني كانت مطلوبة للإبقاء على اللوحة الأخيرة للفنان فان دايك التي رسمها لشخصه داخل البلاد.
وجمع ذلك المبلغ من خلال حملة عامة أطلقت لذلك الغرض، وتبرع خلالها 10 آلاف شخص بأكثر من 1.4 مليون استرليني.
ويشمل المبلغ منحة مقدمة من صندوق الفن في بريطانيا قيمتها 500 ألف جنيه استرليني، بالإضافة إلى 700 ألف جنيه استرليني مقدمة من ميزانية المتحف الوطني نفسه.
وتوصف تلك اللوحة التي رسمها الفنان الفلمنكي قبل وفاته عام 1641 بأنها “واحدة من أفضل وأهم لوحات رسم الذات” في الفن البريطاني.
وقبل ذلك، بيعت هذه اللوحة عام 2013 قبل فرض حظر مؤقت على الصادرات المتعلقة بمثل هذه الأعمال التراثية.
وكان المشتري هو جامع الأعمال الفنية البليونير جيمس ستونت الذي قرر أن يسحب شراءه لتلك اللوحة في مارس/آذار بعد أن لاحظ “شغف الناس” بالاحتفاظ باللوحة في بريطانيا.
ثم قدمت اللوحة بعد ذلك للمتحف الوطني مقابل 10 مليون استرليني، وهو ما يقل عن السعر الأصلي للوحة الذي تحدد بـ12.5 مليون استرليني.
جولة محلية
وقال مدير المتحف الوطني البريطاني ساندي نارين عند إطلاق تلك الحملة العام الماضي: “فان دايك هو أحد أعظم الفنانين الذين عملوا في بريطانيا”.
وأضاف: “لم يكن لأي فنان مثل هذا التأثير الكبير في فن رسم الأشخاص في بريطانيا. لقد حوله بعيدا عن النهج الرسمي الجامد الخاص برسوم تودور وجاكوبيان، وطور نمطا متميزا من الرسم بالسوائل سيطر على فن رسوم الأشخاص في القرن العشرين”.
ولد السير أنتوني فان دايك في مدينة انتويرب، وأصبح فنان البلاط الملكي للملك تشارلز الأول في لندن عام 1632.
ومنحته العائلة الملكية في بريطانيا وسام الفروسية، وسلسلة ذهبية، وراتبا شهريا نظير رسوماته الفنية التي تمتدح العائلة، والتي صورت الملك الضعيف آنذاك ليبدو قويا وقادرا على فرض رأيه.
ورسم فان دايك ثلاث لوحات فنية لنفسه في انجلترا، وهذه هي اللوحة الأخيرة التي أمكن الحفاظ عليها من بين تلك اللوحات.
وفي عام 2009، بيعت تلك اللوحة مقابل 8.3 ملايين جنيه استرليني في أحد المزادات، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف السعر الذي قدر لها، وهو ما حطم رقم المزاد السابق الذي بلغ فيه ثمن إحدى لوحاته 3.6 ملايين جنيه استرليني.
وستظل اللوحة معروضة في المتحف الوطني في لندن حتى نهاية شهر أغسطس/آب، قبل أن تبدأ في جولة محلية تستغرق ثلاث سنوات تبدأ في عام 2015.