نشطاء:اسرائيل تخطط لاقامة جسر معلق في اراضي المخرور

راديو موال – نجيب فراج -اكد نشطاء فلسطينيون نقلا عن نشطاء اجانب مطلعين عن وجود مخطط اسرائيلي يهدف لاقامة جسر معلق يربط بين مستوطنة هار جيلو المقامة في منطقة راس بيت جالا مع مستوطنة جديدة ستقام في منطقة وادي المخرور الي يقع مناصفة بين بيت جالا والخضر وبتير وتبلغ مساحته نحو خمسة الاف دونم وهي منطقة مهددة بالمصادرة.
وقال خالد بركات والذي كان يشارك في جولة بهذه الاراضي مع مجموعة من اصدقائه الذين يهوون القيام برحلات استكشافيه بانه ولدى قيامهم برحلة الى منطقة وادي المخرور التقوا بمجموعات اجنبية منهم من قدم من المانيا واخرى من شمال القارة الاوروبي اضافة الى طلبة من جامعات بلجيكية احدهم يدرس في جامعة بروكسل بكلية علم الاجتماع
وهو ناشط في حزب يساري ومتابع لما يحدث في الارض الفلسطينية وقد دار بين الطرفين حديثا عن كل شيء وعندما تطرقوا الى وادي المخرور كان الطالب البلجيكي يحمل خارطة بين يديه عن الموقع وبدا يوصي بالشبان الفلسطينيين بضرورة ان يعملوا على الحفاظ على هذا الموقع الجميل والمهدد، وقال اكثروا من زيارتكم لهذه الروائع الطبيعية فمستوطنة على وشك ان يبدأ بتنفيذها ستبتلع كل ما يصلح للبناء في”المخرور”، حيث تقوم قوات الاحتلال بين الحين والاخر باقتحامه وسبق لها ان هدمت مباني قديمة فيه من بينها مطعم ومنازل اضافة الى اقتلاع اعمدة كهرباء توصل التيار الكهربائي واقتلاع مئات الاشجار، وتبلغ مساحة اراضيه نحو خمسة الاف دونم.

7

 

 

 

 

 

 

 

 

بركات قال ان المخطط الاستيطاني في هذا المكان سيكون كارثي وسوف يقطع اوصال المناطق مع بعضها البعض عدا عن انه تنفيذا لمخطط “القدس الكبرى” تبدأ من مستوطنة جيلو الى هار جيلو ومرورا بمستوطنة بيتار عيليت ومجمع غوش عصيون غربا ومستوطنة افرات الى الجنوب وتكواع ونيكوديم شرقا وانتهاءا بمستوطنة هار حوماة المقامة على اراضي جبل ابو غنيم من اراضي بيت ساحور والتي تحولت كي تكون احدى ضواحي القدس الجنوبية وبذلك يتم تطويق بيت لحم من كل جوانبها ولتتحول الى كانتون مغلق وكان عدد من النشطاء الذين اطلقوا على انفسهم ” مكتشفو الاماكن الاثرية الفلسطينية ” ضمن الفعاليات المستمرة لهم بهذا الصدد قد نفذوا باتجاه بتير ومقاطع من مسارها السياحي ، وشارك في الجولة كلا من خضر أبو عبيد، خالد بركات، محمود أبو سالم، نزار العيسه، محمد أبو عجمية، محمد رقبان ومحمد أبو زر وقد بلغوا قرية بتيرالتي ما زالت تتشبث بخواصرجبال تشرف على احد أهم الممرات التي تربط القدس بالداخل والساحل سيرا على الاقدام .
وبدأت الجولة من عين البلد والحمام الروماني الذي يجاورها قبل أن تنطلق المجموعة نحو سكة الحديد مرورا بالبركة الرومانية وضريح (أبو يزيد) وحارة السبع أرامل، ثم انحدار الدرب المتعرج بين المساطب الزراعية الأقدم في هذه النواحي حيث لقد كانت هذه المساطب احد الأسباب الرئيسة التي ساهمت في إيصال ملف بتير المدرجة على قائمة التراث العالمي إلى اليونسكو” .
وبهذا الصدد قال محمد أبو عجمية مدرس اللغة العربية في ثانوية بيت لحم وهو يتأمل المدرجات الزراعية التي تأسر الألباب. صوت القطار القادم من جهة القدس المحتلة ، ومن ثم توجهوا الى منطقة وادي المخرور ذو المساحة الواسعة والذي يناصف ما بيت جالا والولجة وبتير حيث يتميز بكثافة الاشجار من مختلف الانواع وبنظامه الحيوي بحسب محمود أبو سالم الموظف في وزارة التربية والتعليم واحد أعضاء المجموعة الاستكشافية الذي انطقته روعة المكان فقال “للحظة تخيلت أن الساعة قد قامت وأننا بعثنا وأنني ممن استلموا كتابهم بيمينهم فأفضل وصفاً لهذا المكان انه قطعة سقطت من الفردوس واستقرت على الأرض” .
أثناء تنقل أفراد المجموعة في المخرور استوقفتهم روائعه المتنوعة فهذه عين عمدان العذبة وتلك قلعة الكلية، الجلمود الصخري هائل الضخامة ذو الأربعة طوابق ارتفاعا والذي تدحرج من سفح الجبل، ومجموعة من الكهوف الرومانية وسفح تتصارع اشجار البلوط مع الصنوبر على ستر عورته وجرف صخري يتشظى عبر ملايين السنين ولكنه ما زال يقاوم ويقاوم .
ويقول خالد بركات “كانت مسارات ودروب الفردوس الأرضي “المخرور” فقيرة إلا من بعض المجموعات القادمة من بلاد بعيدة .فهذه عائلات آباء وأمهات وأطفال أتوا من مدن الساحل الألماني المطل على بحر البلطيق وتلك مجموعات شبابية آتت من أقصى شمال القارة الأوروبية ليس بعيداً عن القطب الشمالي ، فهم من السويد والنرويج وفنلندا. المجموعة الأخيرة كانت تتكون من طلاب جامعات بلجيكيا جلهم كان يتقن اللغة الانجليزية وهذا كان سبباً في لقاء حضارات شهدت عليه جنبات المخرور. لقد ابتدأ اللقاء بابتسامات ومجاملات وأحاديث عن الحياة والإنسانية والطبيعة والمكان والزمان وخصوصا هذا المكان وهذا الزمان ولكنه انتهى بشكل مأسوي لدى الحديث عن الهجمة الاستيطانية
واشار المشاركون انهم امضوا سحابة يومهم في واحدة من روائع الطبيعة والتاريخ -بتير ومسارها “المخرور”. ما أن بدأت الشمس تهجر الأرض حتى بدأ أفراد المجموعة يهجرون المخرور سيراً على الاقدام باتجاه بيوتهم. في الطريق الطويلة الملتوية بين الجبال قطع خضر أبو عبيد مدرس اللغة الانجليزية صمت الليل وسأل بصوت حالم “أيعقل ان يعلم كل أهل الدنيا عنا وعن أرضنا ومستقبلنا ما لم نعلمه ؟ إنْ صدق هذا الشاب البلجيكي فهذه حتما طامة كبرى ” وما ان بلغت الساعة التاسعة مساء حتى كانوا قد انهوا يومهم الاستكشافي بعد ان قطعوا أكثر من 15 كيلومتر .