الدكتور فيكتور بطارسة والعودة الى البدايات

راديو موال-نجيب فراج -لم يلبث الدكتور فيكتور حنا بطارسة ان انهى مهامه رئيسا لبلدية بيت لحم على مدى سبع سنوات ونصف حتى استلم النطاسي الثمانيني منصبا اخر وهو مدير مستوصف دير الروم الكاثوليك الطبي او ما يعرف اليوم بمركز بيت ساحور الطبي وهو تابع لاتحاد لجان العمل الصحي، اذ استلم هذا المنصب في تشرين اول الماضي أي بعد نحو عام من انهائه لمنصب رئيس البلدية، اجرى خلاله عملية جراحية في الولايات المتحدة تمثلت بزراعة كتف ومكث هناك لسبعة اشهر، وقد تكللت بالنجاح.

لا يكل الدكتور بطارسة ولا يمل من مواصلة عمله بجد واجتهاد رغم دنوه من عتبة العقد الثامن من عمره، وهو يؤكد بالنسبة له ان العمر غير مهم ، المهم هو روح الانتماء للوطن والشعب والقناعة التامة في تقديم الافضل للمواطنين ومن هنا يكمن الابداع.

اهمية المركز الطبي

وقال في مقابلة لـالقدس دوت كوم في مكتبه الكائن بمدينة بيت ساحور وهو على رأس عمله ان تبوأه لهذا المنصب وهو المدير الطبي للمركز بمثابة عودة الى المهنة الاصلية الا وهي الطب “وعملي هنا له دلالات كبير من بينها انه مركز طبي هام له بصمات كبيرة في تقديم الخدمات الجليلة لجميع ابناء محافظة بيت لحم فكان السباق في معالجة شبان الانتفاضة الاولى من الجرحى وكذلك ابناء الطبقات الفقيرة والمهمشة وهذا شرف لي ان اعمل بهذا المركز الذي اصبح صرحا وطنيا كبيرا ، وانا اعتبر ان العمر ليس له علاقة بالعطاء والتميز بل بالعكس تماما ربما يكون السن عاملا كبيرا للتقدم لما يتميز به صاحبه من الخبرة والتجرية الطويلة”.

مواجهة الازمة المالية

الدكتور بطارسة خلال مرافقته لوفد اجنبي في اروقة المشفى- عدسة نجيب فراج

الدكتور بطارسة خلال مرافقته لوفد اجنبي في اروقة المشفى- عدسة نجيب فراج

ويضع “ابو حنا” نصب عينيه تطوير هذا الصرح الطبي وخاصة العمل على توسيع المستشفى التابع له اذ ان المشفى اليوم يضم 11 سريرا تجرى فيه عمليات سريعة لمدة 24 ساعة في مجال جراحة الانف والاذن والحنجرة والعظام والعيون وهناك طموح ان يكون مشفى اكبر من ذلك، كما يضع الدكتور بطارسة في خطته ايضا تجاوز الازمة المالية التي يمر بها اتحاد لجان العمل الصحي وبالتالي تؤثر على المركز الطبي الذي يديره كونه تابعا له ، مشيرا الى ان الازمة نابعة اولا من ازمة الجهات المانحة وخاصة في اسبانيا منذ ثلاث الى اربع سنوات ، وبالتالي تحاول لجان العمل الصحي تحسين الوضع والتغلب على هذه الازمة الصعبة حتى الان، اما بالنسبة الى المركز فان الادارة تمكنت من وقف الخسارة في المرحلة الاولى وهذا هام جدا فالثلاثة اشهر الماضية شهدت هذا الانعطاف مؤكدا ان لاخوف على اغلاق المركز وانما هناك جهود لتطويره من خلال بناء الطابق الثاني من المستشفى وقد تقدمنا بطلبات لعدة جهات طالبين الدعم المالي ومن بين هذه الجهات مؤسسة تطوير بيت لحم والسفارة الروسية والصداقة الامبراطورية الروسية والمساعدات الايطالية ، ومؤسسة فلسطين الغد برئاسة الدكتور سلام فياض.

البلدية والمقاطعة

وردا على سؤال ان كان سيتقدم لجهة الوكالة الامريكية للتنمية من اجل تقديم الدعم اجاب بالنفي القاطع حيث ان لجان العمل الصحي لا تتلقى مثل هذا الدعم ولها موقف بشان ذلك ، وهذا جعلنا التطرق الى فترة رئاسته لبلدية بيت لحم منذ العام 2005 وحتى اواخر العام 2012 على مدى سبع سنوات ونصف حيث قاطعت الوكالة الامريكية للتنمية البلدية في فترة رئاسته واصفا تلك الفترة بانها فترة صعبة وشيقة في ذات الوقت حيث المقاطعة اعطته حافز الصمود في وجهها معربا عن اعتزازه بكونه تبوأ هذا المنصب الهام وقال “انني اعتز بانه كان لي الشرف ان اكون رئيسا لبلدية بيت لحم العاصمة الروحية للعالم المسيحي حيث تمكنت من مواجهة المقاطعة الامريكية البريطانية الامر الذي يدلل على وجود موقف سياسي منحاز لاسرائيل ومع ذلك تمكنا من ان نقيم علاقات ممتدة في الخارج مع كافة الدول الاخرى فخلال فترتنا عقدنا نصف اتفاقيات التوامة مع بلديات اخرى من اجمالي الاتفاقيات حيث بلغت هذه الاتفاقيات ما بين 36 الى 38 اتفاقية من ضمنها اتفاقيتان مع مدن امريكية وهذا يعني ان مجلسنا اخترق تلك المقاطعة الظالمة وتلقى العديد من المساعدات الخارجية من ايطاليا وفرنسا وبلجيكا وحقق العديد من الانجازات من بينها تعبيد عدة كيلو مترات من الشوارع في المناطق المهمشة ، وكنا ندفع رواتب الموظفين شهريا مع بداية كل شهر بمعدل نصف مليون شيكل شهريا”.

واشار الدكتور بطارسة الى ان المجلس البلدي برئاسته وحينما استلم منصبه كان هناك ديون على المجلس بنحو مليون ونصف شيكل وذلك في 21/ايار / من العام 2005، وحينما جرى تسليم البلدية الى المجلس الحالي في 15 / 11/2012 كان في صندوق البلدية 2.5 مليون شيكل نقدا وبدون ديون، هذا عدا عن تسليمه مشاريع بقيمة مليونين دولار منها قيد التنفيذ وبعضها جرى تنفيذه ومن بين كل تلك المشاريع مشروع حوش السريان، ومشروع مصنع البوظة ومشروع تجديد اقسام البلديات.

ولذلك فقد عبر بطارسه عن اعتزازه بكل تلك الانجازات التي نفذها المجلس البلدية بروح الجسم الجماعي وبنفس الرجل الواحد “ولذلك تمكنا من مواجهة تلك المقاطعة البغيضة”، مشيرا الى انه في بعض الاوراق الرسمية الصادرة عن الوكالة الامريكية للتنمية فهي تؤيد بوضوح يهودية الدولة ولربما في بعض الاحيان تفرضها كشرط من شروط الدعم وهذا ما جاء في وثيقة رسمية صادرة في العام 2009.

الدكتور بطارسة في مكتبه  بمستوصف بيت ساحور - عدسة نجيب فراج

الدكتور بطارسة في مكتبه بمستوصف بيت ساحور – عدسة نجيب فراج

وخلال اللقاء الذي استغرق نحو ساعة ونصف جرى مقاطعته مرتين الاولى حينما وقع على بداية عمل رسمي مع احد مسؤولي قسم التمريض، والثاني حينما استقبل وفدا اجنبيا تجول في اقسام المشفى حيث شرح لهم الدكتور عن الية العمل وبحيوية ونشاط منقطع النظير وسط ترحابه الحار بهم.

 

وخلال اللقاء تطرق بطارسة الى مواقفه السياسية حيث اوضح انه مؤيد للفكر القومي العربي متاثرا بجمال عبد الناصر والذي حاول فيها توحيد الامة العربية وهي الوسيلة الوحيدة التي تساهم في نهوض الامة العربية واعادة الاعتبار اليها امام العالم باكلمه وكي نستيطيع نجابه المشروع الصهيوني الامريكي الذي يعصف بمنطقتنا ، وتطرق الى ما يحدث في سوريا واصفا هذه الاحداث “بانها مؤامرة امريكية صهيونية وبالتامر مع بعض الدول العربية التي تدور في فلك السياسة الامريكية والتي تهدف الى تدمير قوة الجيش العربي السوري لكي لا يصمد في وجه الاحتلال الذي يسعى الى تقسيم الدول العربية لدويلات فما يحصل في ليبيا واليمن والعراق وحتى مصر وارجو ان يكون المشروع في مصر، وانا متأكد ان ارادة الشعب السوري نحو الحرية والاستقلال والحفاظ على عروبة الاقطار العربية سوف تنتصر في نهاية المطاف”.

بطارسة وجريدة القدس

يواظب الدكتور فيكتوز بطارسة على مطالعة جريدة القدس منذ العام 1960 وبشكل يومي حيث يحرص على مشاهدتها وقراتها كل يوم ولا يمكن لاي زائر يدخل مكتبه سواء كان ذلك وقت ترؤسه للبلدية او في عيادته الخاصة او في مكتبه الحالي الا ويشاهد جريدة القدس على مكتبه مطوية بعد تصفحها في الوجبة الاولى على ان يعود اليها على فترات، ويصف في حديثه القدس بانها قاطرة وسائل الاعلام”، كما يصف المرحوم محمود ابو الزلف صاحبها ومؤسسها حيث يعرفه جيدا وهو صديق له بانه بالفعل عميد الصحافة الفلسطينية”.

وتبوأ “ابو حنا” عددا من المناصب خلال مسيرته ومن بينها انه كان مسؤولا طبيا في الجيش العربي الاردني ما بين 1959 الى 1962، ونائب رئيس مجلس امناء جامعة بيت لحم لمدة 22 سنة، وونائب رئيس مجلس ادارة نادي الخريجين العرب بالقدس لعدة سنوات، ورئيس مجلس ادارة نقابة الاطباء في بيت لحم لعدة سنوات، وعضو نقابة الاطباء بالقدس لعدة سنوات ورئيس ادارة لجان العمل الصحي لعدة سنوات وعضو الهيئة العليا للانف والاذن والحنجرة، ونائب رئيس مجلس الادارة المنتخب لشركة كهرباء محافظة القدس لعدة سنوات ، وهو خريج من جامعة عين شمس بمصر عام 1959 وحصل على تخصص جراحة الاذن والانف والحنجرة في لندن وكورس متطور اخر من باريس

نقلا عن القدس دوت كوم