راديو موال – نجيب فراج -فاض النور المقدس من كنيسة القيامة التي تعيش آلام الاحتلال منذ عام 1967، وتهافت المؤمنون لإشعال مصابيحهم.
وهذا النور يوزع من كنيسة القيامة إلى مختلف أرجاء العالم وتتركز الاحتفالات في فلسطين في القدس وبيت لحم ورام الله، والناصرة وحيفا واللد ويافا وغزة حيث يضيئ المواطنون مصابيحهم احتفالا بالنور القادم من داخل كنيسة القيامة بالتزامن ويوزع للعالم فيما بعد.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدعومة بوحدات من الشرطة وقوات ‘حرس الحدود’ نشرت منذ ساعات صباح اليوم دوريات راجلة ومحمولة في شتى أرجاء القدس المحتلة مع بدء آلاف الحجاج المسيحيين بالتوافد الى البلدة القديمة للمشاركة بشعائر يوم ‘سبت النور’ الدينية بكنيسة القيامة.
ونصبت شرطة الاحتلال الحواجز والمتاريس الحديدية عند جميع الابواب المفضية للبلدة القديمة بالقدس، حيث يتجمع آلاف السياح الأجانب والعرب معظمهم أقباط ومئات الفلسطينيين ممن ينتظرون الفرصة لدخول البلدة القديمة وصولا الى كنيسة القيامة في هذا اليوم المقدس.
من جانبها قالت صحيفة النهار اللبنانية إنه من المتوقع ان تصل الشعلة المقدسة الى مطار رفيق الحريري الدولي السابعة من مساء اليوم وستنقل الى كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت، من حيث سيضيء عدداّ من الكهنة شعلاتهم لنقلها الى كافة الأراضي اللبنانية.
هذا وخلال الاحتفالات الحاشدة في قلب القدس القديمة سمعت هتافات مؤيدة لسوريا ورئيسها على شالكة”الله وسوريا وبشار وبس”، كما سمعت هتافات مؤدية لمصر ومنددة بالاحتلال وتؤكد على حرية فلسطين وعروبتها
ووصل ‘النور’ عصر اليوم السبت، إلى بيت لحم قادما من القدس، حيث استقبل على دوار العمل الكاثوليكي، واحتفل به من قبل المحتفلين الذين احتشدوا منذ الصباح بانتظار وصول النور المتدفق من كنيسة القيامة.
وقدمت فرق كشفية استعراضات عزفت خلالها الالحان الشجية، لينطلق بعدها المحتفلون من دوار العمل الكاثوليكي مخترقين طريق الالام، عبر شارعي راس فطيس والنجمة وصولا الى كنيسة المهد وسط هتافات معتادة في هذه المناسبة.
وجرى للنور احتفال رسمي، على بلاط كنيسة المهد حيث كان في استقباله محافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل، ومستشار الرئيس للشؤون الدينية المسيحية زياد البندك، والوكيل البطريركي للروم الأرثوذكس المطران ثيوفلكتوس، والكهنة والأساقفة، ورئيسة بلدية بيت لحم فيرا بابون، ونائب مدير شرطة محافظة بيت لحم المقدم محمد ابو الرب.
وبعد الاستقبال دخل النور في موكب رسمي إلى كنيسة المهد، وأقيمت الصلوات الخاصة وقام المحتفلون بإضاءة الشموع، إيذانا للبدء بإقامة القداديس الاحتفالية لمناسبة عيد الفصح.
كما جرى استقبال النور في مدينتي بيت جالا وبيت ساحور، وخرج الأهالي ورجال الدين وشخصيات رسمية واعتبارية تقدمهم رئيس بلدية بيت جالا نائل سلمان، وبيت ساحور هاني الحايك.
وقال المحافظ حمايل، ان هذه المناسبة دينية ووطنية وان بيت لحم تؤكد اليوم للعالم انها آمنة وهادئة وهي تنشد السلام والمحبة، وتستقبل زوارها بصورة جميلة.
واوكان الالاف من المواطنين قد اصطفوا على مداخل المدن الثلاث بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا، لمشاهدة لحظة وصول النور العظيم القادم من كنيسة القيامة بالقدس المحتلة.
وعقب وصول النور جابت العديد من السيارات شوارع المدن الثلاث فرحا لوصوله ، فيما عبر العديد من المواطنين رغم فرحهم عن استنكارهم لممارسات قوات الاحتلال التي منعت الاف المواطنين المؤمنين من الوصول الى قلب مدينة القدس للمشاركة بهذه اللحظات المجيدة حيث قال الياس غطاس ان هذا العام هو الاكثر قمعا من حيث التشديد على التصاريح حيث الذين حرموا من الوصل الى القدس يفوق اضعافا عن العام الماضي بدعوى المنع الامني ، مشيرا الى ان الاصل هو ان يذهب كافة المحتفلين لاداء شعائر العيد في موطنه القدس المحتلة.