راديو موال – نجيب فراج – سرد الناشط الفلسطيني عماد ابو نصار الذي يقطن في مدينة بيت جالا وتعود جذور عائلته الى قرية القبو المدمرة جنوب القدس تجربته المثيرة في المجموعة التي تطلق على نفسها “مقانلون من اجل السلام” والتي تضم اسرائيليون وفلسطينيون من مختلف المناطق والاسرائيليون من بينهم جنود وضباط ورجال مخابرات سابقون في بداية الامر ، اما الفلسطينيون فهم نشطاء اما اسرى سابقون او نشطاء عاديون معظمهم مدنيون لم يمارسوا الكفاح المسلح ومع ذلك ساووا انفسهم بالعسكريين الاسرائيليين الذين شاركوا في الحروب وفي قمع الفلسطينيين حتى بالمدفعية والطائرة.
ويقول ابو نصار في حديثه ان المجموعة تاسست في العام 2007 وانضم اليها في العام 2011 عندما كان من بين المبادرين في تنظيم مسيرات اسبوعية في بيت جالا ضد بناء جدار الفصل العنصري على اراضي دير كريمزان الشاسعة فتعرف على افراد من هذه المجموعة لينضم اليها واستمر بين صفوفها لنحو ثلاث سنوات وقد اختلط في صفوف الاعضاء من اليهود والعرب وعرف كيف يفكرون ومن بين الاعضاء اليهود ممن قالوا انهم ضد الخدمة العسكرية الاسرائيلية هم في الحقيقة خدموا حتى في المناطق المحتلة منذ العام 1967، ومنهم لا زال يعمل في الخدمة العسكرية بمختلف التشكيلات، اما فيما يتعلق بمواقفهم ازاء السلام فهم مؤيدون لعملية المفاوضات على طريقة الحكومة الاسرائيلية وليس تحقيقا لمطالب الفلسطينيين وجميعهم متفقون على رفض حق العودة ومتفقون على ان تكون الدولة منزوعة السلاح وبدون القدس العاصمة ، وهناك منهم من يقول انه مع الدولة الواحدة وطرف ثالث ينادي بالحرية بدون ارض، ان هذه المجموعة يمثلون اراء المجتمع الاسرائيلي وهي مجموعة صغيرة غير مؤثرة ويبلغ عدد اعضائها اربعماية شخص فقط.
ويشير ابو نصار ان النشطاء الاسرائيليون متحمسون وخلال النشاطات المشتركة التركيز على اقامة الحفلات بين الطرفين والسفر الى الخارج اذ الان هناك رحلة مشتركة بين الجانبين في العقبة ، وهم متحمسون ايضا على تبادل الزيارات على المنازل بين الفلسطينيين والاسرائيليين ليدخلوا منازلنا ، ويقول ابو نصار انه لم يكن متحمس لهذه الفكرة كثيرا اما زملاؤه الفلسطينيين تحمسوا لذلك ، كما يتحمسون لاقامة سهرات الدبكة والاغاني والترفيه عدا عن ان الجانب الاسرائيلي لديه القدرة في استخراج تصاريح لاعضاء الجانب الفلسطيني للدخول الى المناطق الاسرائيلية بشكل مفتوح على مدار الساعة ويحرصون على جلب الاعضاء الفلسطينيين لحضور مراسم ذكرى “احياء جنود الجيش الاسرائيلي السنوي” في تل ابيب واحياء ذكرى ما يسمى “بالكارثة والبطولة ” حيث اصبح هذا التقليد في كل عام منذ تاسيس هذه المنظمة.
ومن بين المفارقات التي يذكرها ابو نصار ايضا بان الاعضاء الاسرائيليين لا يتحمسون كثيرا للمشاركة في المسيرات ضد الجدار والاستيطان بدعوى انه لا يوجد ميزانيات للمشاركة فيها رغم ان ذلك لا يكلفهم كثيرا لتامين مواصلات اعضائهم الى مكان المسيرة ولكن حينما يتم تنظيم نشاطات وسهرات في المطاعم تحت اسم ورشات عمل فان المنظمة تحرص على تغطيتها وفي بعض الاحيان يصل الى نحو 40 الف شيكل، مؤكدا ان الجانب المالي جانب هام للصرف على الاعضاء حيث يحصل المنسق عن الجانب الفلسطيني نحو اربعة الاف شيكل شهريا بينما يحصل نظيره الاسرائيلي على ضعف هذا المبلغ مرتين على الاقل، مشيرا الى ان العناصر الاسرائيلية ولدى مشاركتها في مسيرة فلسطينية يحرصون على رفع العلم الاسرائيلي بجانب العلم الفلسطيني وهذا ما جعله في احدى المرات ان يستشيط غضبا ويرفض رفع العلم الاسرائيلي مطالبا بإنزالها وذلك في احدى مسيرات قرية المعصرة الى الجنوب من بيت لحم.
كما ذكر ابو نصار بان الاعضاء الاسرائيليين قد رفضوا الانضمام الى مبادرة مقاطعة البضائع الاسرائيلية حيث قال احدهم ان هذا معناه سوف يقاطعون منتوجاتهم التي يعتزون بها وهذا لا يجوز وهم لايفرقون بين المنتجات سواءا في المستوطنات او غيرها فكلها مصانع وشركات تتبع بعضها البعض فلا فرق بين مصنع في تل ابيب ومصنع تابع له في مستوطنة ارئيل.
ويختتم ابو نصار حديثه بان كل هذه المشاهدات جعلته ان ينسحب من هذه المجموعة التي تعمل بشكل واضح على قتل الروح الوطنية لدى الفلسطينيين المشتركين فيها حسب تعبيره مشيرا الى ان نحو 50 فلسطينيا قد انسحبوا من هذه المجموعة واغلبهم من سكان بيت لحم مطالبا كافة الاعضاء الفلسطينيين من كل المحافظات الانسحاب من هذه المنظمة التي هي تحمل اجندة اسرائيلية بامتياز رغم محاولات تجميلها، فحقيقة الامر ان الاعضاء الاسرائيليون يأتون الينا بالأوامر لتنفيذها لنكون تابعون والثمن بعضا من المال وإغراءات بالسفر والاقامة في فنادق فارهه وهذا ما حصل معه حينما سافر الى لندن قبل نحو العامين.
في لقاء سابق مع احد افراد هذه المجموعة عن الجانب الاسرائيلي ويدعى عيدان برير قال انه خدم لمدة ثلاث سنوات كجندي على المدفعية، وحينما سئل ان كان قد خدم في الاراضي المحتلة اجاب بنعم وانه اطلق قذائف في مدينة نابلس خلال عملية ما يسمى بالسور الواقي ، واجاب عن سؤال ان كان قد ادى الى قتل فلسطينيين ام لا فاجاب انه لايدري لان القصف كان باتجاه اهداف لا ترى، وربما حصل ذلك.
الشعار الذي تتبناه هذه المنظمة هو شخصان يقابلان بعضهما البعض واحد اسرائيلي والاخر فلسطيني وكل يلقي ببندقيته الى الوراء، وهذا الشعار بحسب نشطاء يناهضون التطبيع بحد ذاته غير منصف فهو يساوي الضحية بالجاني فبندقية اسرائيل تستخدم ضد شعبنا على مدى العقود الماضية من السنين بينما الفلسطينيون المشاركون في هذه المجموعة جميعهم لم يحمل السلاح فكيف يتساوى هذا بذاك .