الضرب في المدارس.. آفة التعليم العربي

على الرغم من أن أغلب وزارات التربية والتعليم في الدول العربية تمنع التعنيف الجسدي بجميع أنواعه، إلا أن هناك المئات من المعلمين مازالوا يعاقبون التلاميذ بأشكال قاسية.

ويؤدي الضرب في المدارس إلى آثار سلبية قد تؤثر على شخصية الطالب على المدى البعيد، أو تجعله يتخوف من المدارس وينعزل عن التحصيل العلمي، في وقت تعاني فيه المنطقة العربية من تراجع مستويات التعليم وانتشار الأمية.

وشهدت المنطقة العربية مؤخرا، تزايدا في ممارسات العقوبات الجسدية بعدد من المدارس، رغم تجريم مثل هذه العقوبات قانونيا، وتحريمها دينيا في بعض الدول.

لبنان

وانتشر، الأربعاء، فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، في إحدى مدارس الجنوب في لبنان، يظهر تلميذا أجبره معلمه على خلع حذائه للضرب على أقدامه بعصا غليظة، وسط بكاء هيستيري من قبل التلميذ.

وفي الفيديو ظهر المعلم، يقول للطالب: “كل ما أنزلت قدميك على الأرض سأزيد وأضاعف الضرب”.

وعلى الفور أعلنت وزارة التربية والتعليم فصل المدرس.

وبرغم ذلك، ينص قانون العقوبات اللبناني، في المادة 186 منه، على أن “لا تعتبر جريمة ضرب التأديب التي ينزلها بالأولاد آباؤهم وأساتذتهم على نحو ما يبيحه العرف العام”.

السعودية

وأظهر فيديو نشر على موقع “يوتيوب”، الأربعاء، معلم بمدرسة سعودية وهو يضرب عددا من التلاميذ، الأمر الذي علقت عليه وزارة التربية والتعليم في المملكة في بيان لها، يفيد بفتح تحقيق في تسجيل هذا الفيديو الذي استلمت نسخة منه.

وفي الفيديو، اصطف التلاميذ أمام المعلم للسير أمامه، بينما وقف المعلم في مكانه ليستعد لضربهم بالعصا تباعا.

كما شهدت منطقة جازان، جنوبي السعودية، في نهاية العام الماضي، واقعة تصوير معلم لمقطع فيديو يظهر فيه طفل وهو يبكي ويتوسل إلى معلمه.

وأحدث الفيديو الذي نشره المعلم على موقع “يوتيوب” غضبا واسعا خاصة بعد أن قالت مصادر أن هذا الطفل يتيم وكان يتوسل إلى معلمه بشأن مسألة دراسية.

وينتشر التعنيف الجسدي على الرغم من وجود قرارا لوزارة التربية والتعليم السعودية، بمنع “العقاب البدني” بمدارس التعليم العام، الصادر عام 2000.

العراق

وقد أثار فيديو لضرب تلميذ عراقي بالصف الأول الابتدائي، من قبل مدير مدرسته، في منتصف شهر مارس، ضجة خاصة بعد تصريح المدير بأنه كان يمزح معه، ويطلب منه مسح كرسيه.

وشهد العراق واقعة مماثلة، عام 2012، قضي على أثرها التلميذ بعدما حبسته المعلمة في المدرسة حتى منتصف الليل، وهو الأمر الذي راح ضحيته 3 عراقيين بعدما أصر أهل الطفل على الأخذ بثأرهم من أهل المعلمة.

اليمن

وفي اليمن، أظهر مقطع فيديو نشر على موقع “يوتيوب” في أكتوبر 2013، مدرسا يرغم تلاميذه على الوقوف على أرجلهم وأيديهم في باحة المدرسة الرئيسية، لكي يتمكن من ضربهم على ظهورهم الواحد تلو الآخر في مدرسة واقعة شرقي اليمن.

وكان تقرير للمؤسسة الدولية للتنمية، التابعة للبنك الدولي، قد أشار إلى أن قطاع التعليم في اليمن يعاني من رداءة المستوى بسبب ضعف تأهيل هيئات التدريس.

مصر

وشهدت مصر تزايدا في حوادث ضرب التلاميذ، انتقلت بعضها إلى ساحات القضاء. وفي مارس 2010، جلد مدرس في القاهرة، تلميذ في فناء المدرسة لتأخره عن طابور الصباح، حيث وضع المدرس قدمه على رأس الطفل، ثم أخذ يصيح قائلا: “المدرسة محتاجة رجالة”.

وفي ديسمبر 2010، شهدت محافظة الدقهلية حادثة مرعبة لضرب أحد التلاميذ، عندما قرر معلم معاقبة تلاميذه بعد سماع أصواتهم وهو خارج الصف، ولم يسلم من العقاب تلميذ مصاب في يده، وبضرب المعلم له انقطعت شرايينه.

وكانت دار الإفتاء المصرية قد أصدرت فتوى في عام 2012 قالت فيها إن الضرب المبرح للتلاميذ في المدارس من قبل المعلمين والذي قد يؤدي إلى ضرر جسدي أو نفسي للطالب محرم بلا خلاف، وفاعله آثم شرعا.