راديو موال : قد تكون مفاجأة للبعض، لكن برشلونة نجح في إثبات جبروته وقوته في سانتياجو بيرنابيو بعدما تفوق اليوم على غريمه التقليدي ريال مدريد المنقوص بأربعة أهداف لثلاثة، في الكلاسيكو الذي جمع بينهما الليلة ضمن الجولة 29 من الليجا.
من دون مفاجآت، قرّر مدربا ريال مدريد وبرشلونة، أنشيلوتي وتاتا مارتينو، الاعتماد على التشكيل المثالي منذ البداية في معركة البيرنابيو، ومع صافرة الحكم، انطلق السهم البرتغالي كريستيانو رونالدو على الطرف الأيسر مُرعباً دفاع البلاوجرانا.
لكن أولى الفرص الخطيرة كانت من نصيب برشلونة، بعد سلسلة من الحملات من هذا الجانب وذاك، أسفرت في النهاية على مرتدة سريعة للبلاوجرانا، ختمها المهاجم البرازيلي نيمار دا سيلفا بتسديدة كانت في متناول الحارس دييجو لوبيز.
بعدها ردّ النادي الملكي من هجمة منظمة انتهت بكرة استلمها بنزيمة داخل منطقة الجزاء، لكن تسديدته اليسارية كانت غير مرّكزة، وفجأة لسع الفنان ميسي بتمريرة ضربت دفاع مدريد ومنحت الفرصة لإنييستا للتسديد وهزّ الشباك في الدقيقة 7.
واختنقت حركة ريال مدريد في الملعب طوال الدقائق الأولى بفضل تكتيك برشلونة، لكنه سرعان ما وجد المفاتيح التي تُخوّل له الوصول إلى منطقة الخصم، لكن النجم الفرنسي بنزيمة أضاع فرصتين متتاليتين بسبب رعونته في التسديد على المرمى.
وأبى برشلونة إلا أن يفرض سيطرته وأسلوب لعبه في البيرنابيو، وتمكن من تهديد مرمى دييجو لوبيز في مناسبة ثانية بعد تمريرة بينية من تشافي ضربت دفاع الريال واستلمها ميسي بروعة، لكن تسديدته مرّت بمحاذاة القائم الأيسر في الدقيقة 15.
لكن حلاوة الكلاسيكو لم تزدد إلا عندما عادت الأمور إلى نصابها، وبالتحديد في الدقيقة الـ20 بعد عرضية من الأرجنتيني دي ماريا ارتقى لها بنزيمة بنجاح وحوّلها برأسية محكمة لم يوقفها فالديس، لتنطلق الاحتفالات في مدرجات البيرنابيو.
لكن أي حلاوة هي بعدما تنقلب الأمور رأساً على عقب، حيث انطلق مجدداً السهم الأرجنتيني دي ماريا ليرسل عرضية روّضها بنزيمة جيداً قبل أن يرسلها بكامل قوته إلى الزاوية اليسرى في الدقيقة 24، معلناً عن قلب النتيجة إلى 2-1.
ردّ فعل برشلونة لم يأت سريعاً، إذ فقد لاعبوه التركيز بعد الهدف الثاني لبنزيمة، إذ انتظروا حتى مرور نصف ساعة من اللعب حتى تتحرك الآلة الهجومية بقيادة سيسك وإنييستا، لكن الدفاع المدريدي كان منظماً وتمكن من إبعاد كل الخطورة.
لكن هيهات هيهات، ميسي كان له كلام آخر، فقد أسمع صرخته للبيرنابيو بعدما تمكن من خطف كرة داخل منطقة الجزاء والتسديد بلا رحمة على يسار الحارس معلناً عن تعديل النتيجة في وقت مناسب جداً، وبالتحديد في الدقيقة 43.
وكاد يفعلها الفرنسي كريم بنزيمة ويُسجل أول هاتريك في الكلاسيكو بعدما ارتقى لعرضية جميلة من كارباخال وحوّلها برأسية بجوار القائم الأيسر بقليل، وعلى إثر تلك اللقطة، أعلن الحكم عن نهاية الشوط الأول بالتعادل الإيجابي 2-2.
ومع انطلاق الشوط الثاني، اندفع برشلونة للأمام بحثاً عن ترجمة استحواذه وقوته في الوسط إلى أهداف، لكنه اصطدم بالدفاع الجيد للريال والذي أدرك مدى قدرة نجوم البلاوجرانا على الاختراق، خاصةً من العمق بقيادة ميسي وإنييستا.
لكن شيئاً فشيئاً خرج أصحاب الأرض من مناطقهم للضغط على الخصم في منتصف ملعبه، وهذا ما حدث وأتت ثماره بحصول البرتغالي كريستيانو رونالدو على ركلة جزاء مثيرة للجدل في الدقيقة 54 حوّلها بنفسه بنجاح على يمين فالديس.
وتصدى حارس برشلونة لمحاولة من جاريث بيل بعدها بأربع دقائق، ثم ردّ إنييستا من تصويبة قوية مرّت فوق العارضة بقليل. لكن مفترق الطرق كان في الدقيقة 63 بطرد راموس واحتساب ركلة جزاء لنيمار حوّلها ميسي لهدف التعادل 3-3.
ونظراً للنقص العددي في صفوف ريال مدريد، فإن برشلونة كان الأكثر استحواذاً و صاحب الخطورة الواضحة في الدقائق المتبقية من عمر اللقاء، وأتت أخطر فرصة من تصويبة لداني ألفيش ارتدت من القائم الأيمن في الدقيقة 73.
ولم ينجح برشلونة في ترجمة أفضليته وتفوقه العددي إلا من منطقة الجزاء، بعدما احتسب الحكم مخالفة ضد كارباخال وألونسو بعد إسقاطهما معاً للرّسام إنييستا، إذ انبرى الأرجنتيني ميسي لها كالمعتاد ووضعها في المقص الأيسر في الدقيقة 84.
وفي اللحظات الأخيرة، فضّل برشلونة الاحتفاظ بالكرة والاكتفاء بأربعة أهداف في شباك مدريد دون المبالغة في الهجوم وإتاحة الفرصة لرونالدو وبيل للانطلاق في المرتدات السريعة، لتأتي صافرة الحكم معلناً عن اشتعال الليجا بفوز برشلونة 4-3.