د.ابو الحاج: لا بد من اطلاق سراح الاسرى المرضى اذا امتدت المفاوضات

راديو موال – في خضم وقوف ابناء الشعب الفلسطيني مع قضية الاسرى العادلة ، وتأكيدا على حقهم بنيل الحرية واطلاق سراحهم من معتقلات الاحتلال الاسرائيلي ، والوقوف في وجه الهجمة الاستيطانية المسعورة .

واقامت حركة الشبيبة الطلابية ومجلس اتحاد الطلبة في جامعة النجاح الوطنية ،ندوة خاصة للوقوف على قضية الاسرى ومقاومة الاستيطان ، حيث استضافت الدكتور فهد ابو الحاج مدير عام مركز ابو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة في جامعة القدس، للحديث حول قضية الاسرى وما طرء عليها كما اعطاءه نبذة تاريخية عن الحركة الوطنية الاسيرة لطلبة الجامعة .

واستضافت الاستاذ ماهر السلمان رئيس جمعية مقاومة الجدار والاستيطان، والذي بدوره قدم صورة للمخططات الاحتلاللية والتي تستهدف السيطرة على الارض الفلسطينية .

وابتدأت الندوة بقراءة الفاتحة على ارواح شهداء الثورة الفلسطينية ،تلا ذلك كلمة ترحيبية من قبل مجلس اتحاد الطلبة ،القاها الطالب محمد عبد الرحمن نيابة عن رئيس مجلس اتحاد الطلبة ،اشار خلالها الى ان تنظيم الندوة ياتي استمرارا لفعاليات المجلس الوطنية ولابقاء مجمل القضايا المطلبية حاضرة ،كما وتأتي للتضامن مع اسرى الثورة الفلسطينية ،مشيرا الى ان جوهر الصراع مع الاحتلال يرتكز على السيطرة على الارض ومن هنا لا بد من الوقوف ايضا على مخططات الاحتلال الاستيطانية .

وفي بدء الندوة عبر د.ابو الحاج عن سعادته بلقاءه اهم شريحة بالمجتمع وهي شريحة الطلبة الجامعيين والتي منها انطلقت نخبة من الكادر الثوري في تاريخ الثورة الفلسطينية ،ومما يضيف اهمية للقاء انه ينطلق من اهم حاضنة وطنية صرح جامعة النجاح التي خرجت الاجيال الرائدة بالكفاح الوطني ، وقدم شكره لكل من اسهم في تنظيم الندوة والعمل على انجاحها .

ثم بدأ حديثه باعطاء نبذه تاريخية حول الحركة الاسيرة وكيف كانت البدايات بالنسبة للاسرى الاوائل ، ممزوجا ذلك بتجربته الشخصية في سجون الاعتقال ، وقال : دخلت المعتقلات وكان عمري لا يتجاوز 17 عاما ،وكنت شبه اميا لا اقرأ ولا اكتب تقريبا ،ومرد ذلك الى الظروف البائسة التي كانت تمر بها معظم الاسر الفلسطينية ،غير انني منذ اللحظة الاولى لدخولي المعتقلات ، عكفت على نفسي بتحدي كل هذه الظروف القاهرة بالمعتقل ،كما اصريت على تعويض ما فاتني حيث معركة اثبات الذات ،وحين دخولي المعتقلات عايشت جموع الاسرى الذين خاضوا افضل معارك تحدي الاحتلال ، حيث ان الاحتلال ومنذ الفترة التي تلت السيطرة على الارض عام 1967 ، نظر الى ضرورة التعامل مع الاسرى وراحت الامور باتجاهين ،اما اعدامهم، واما تحويلهم لادوات طوعية تصنع المعدات العسكرية لدولة الاحتلال ،وجرى الاستقرار لديهم على هذه الفكرة ،غير ان هذه الفكرة قد فشلت فشلا ذريعا نحيث ان عشرات الاسرى استطاعوا تحدي الاحتلال ورفضوا العمل ،وكان سلاح المواجهة عبر معركة الامعاء الخاوية بالاضرابات عن الطعام .

واضاف انه في تلك الاونة كان وضع السجون بائسا حيث ابسط الاشياء غير متوفرة ، وانا اذكر كيف كنا نجري الاحتياطات والاجراءات الكثيرة فقط من اجل ان نخبيء “رصاصة القلم ” حيث تمنع الاقلان والكراسات وكل شيء ،وبفكر ادارة المعتقلات كانت الاقلام توازي السلاح بخطورتها لانهم كانوا يعوا ان الكادر الموجود بالمعتقلات له القدرة على تحويلها الى قلاع عبر العلم ،وبالفعل هذا ما كان يجري فقد كنا نستغل اي مواد بسيطة من الكتابة من اوراق علب الزبده وغيرها من الاشياء التي لا تخطر بال احد ،وبالمجمل استطيع القول ان اعدادا بسيطة من الاسرى استطاعت الانتصار على ارادة المحتل ،وقد قضى عدد منهم كشهداء في سبيل ذلك .

وبالمحصلة استطاع هؤلاء الاسرى انجاز العديد من الامتيازات والتي استفاد منها عشرات ىلاف الاسرى بعد ذلك ،وانا من ضمنهم ،حيث اني اكملت مشواري التعليمي داخل المعتقلات وانهيت الثانوية فيها ،ولاحقا ما بعد خروجي اكملت التعليم وصولا الى حصولي على درجة الدكتوراة ،واصبحت السجون قلاع حقيقية وحين دخولي كان وضع المعتقلات جيد نوعا ما .

انشاء مركز ابو جهاد
ابتدأ مشوار الانطلاق لمركز ابو جهاد بالعام 1997 ، بعد ان جرى التشاور والاتفاق مع الاسستاذ الدكتور سري نسيبة رئيس جامعة القدس ،حول ضرورة حفظ تاريخ الحركة الاسيرة وحمايته من الضياع والنسيان ، وتقديمه للعالم اجمع بافضل صورة نوعلى ذلك فان المركز اليوم يحوي متحفا يعرض بطرق متقدمة كل ما يجري داخل المعتقلات وكل ما انجزته ايدي الاسرى .

كما واستطاع المركز جمع ما لا يقل 110 آلاف وثيقة مختلفة منها الكراسات الادبية والثقافية نومنها الرسائل الشخصية والتنظيمية ،كما اهتم المركز بجمع الارشيف القانوني للاسرى وتقديمه بطريقه رائعة للباحثين ،والانجاز الاهم هو اطلاق اول موسوعة متخصصة بتأريخ تجارب الاسرى وهي الانجاز الاول من نوعه والتي جاءت بدعم وتمويل من الاخوة في بلدية نابلس والذين نقدم لهم كل آيات الشكر والتقدير .

الوضع الحالي داخل المعتقلات
حيث يتواجد بالمعتقلات حاليا ما يقارب 5 آلاف اسير واسيرة ،وان هذا الرقم غير ثابت بسبب ان الاحتلال مستمرا باعتقالاته في كل يوم ،كما يوجد من ضمنهم 16 اسيرة تاتي على راسهن الاسيرة لينا الجربوني والتي امضت ما يقارب 16 عاما الى الان وهي عميدة الاسيرات ،وكل هؤلاء الاسرى يمضوا اعتقالهم في ظروف بائسة ومن غير ان يعرفوا متى ستنتهي معاناتهم .

وان اهم شريحة من هؤلاء والاكثر حاجة للتسريع بانقاضها هي شريحة الاسرى المرضى ، حيث يتجاوز اعداد الاسرى المرضى 1200 اسير بامراض مختلفة، جزء منهم يقيم بشكل دائم فيما يسمى مستشفى معتقل الرملة ،وهؤلاء بمجموعهم مهددين بالموت باي لحظه نوحتى مصلحة السجون الاسرائيلية اعترفت بأن هناك ما يقارب 25 حالة مصابة بالسرطان ووضعهم خطير للغاية ،ونحن ومن على منبر جامعة النجاح الوطنية نطلق سرخة بضرورة مناصرتهم والعمل على اطلاق سراحهم .

كما لا بد من الاشارة الى ان حكومة الاحتلال لا تزال تعتقل اعداد من الاطفال دون سن ال 18 وتقوم باستغلالهم بشتى الطرق وتصادر طفولتهم ،وقد وقفت على ذلك اكثر من مؤسسة دولية وطالبت دولة الاحتلال بالتوقف عن اعتقال الاطفال، غير ان الاحتلال يرمي بعرض الحائط كل هذه المطالب ويستمر باستهداف الطفولة الفلسطينية .

وبالنهاية اقول انه اذا ما تم تمديد المفاوضات ولو ليوم واحد فان ذلك لا بد ان يكون مقرونا باطلاق سراح الاسرى المرضى كاولوية لانهاء معاناتهم،كما واحذر من ان هناك محاولات جدية من قبل الاحتلال لتاجيل اطلاق سراح الدفعة الرابعة من اسرى ما قبل اوسلو ،وبالمجمل اقول انه لا بد من وجود رؤية متكاملة لاطلاق سراح كافة الاسرى .

وبالنهاية اوجه شكري لكل من اسهم في تنظيم الندوة كما واقدم شكري لاسرة جامعة النجاح وعلى رأسها الاستاذ الدكتور رامي الحمد الله واشكر مجلس اتحاد الطلبة وحركة الشبيبة الطلابية .

الاستاذ ماهر السلمان
حيث ابتدا حديثه بتقديم الشكر للقائمين على الندوة ، كما رحب بالدكتور ابو الحاج والذي قال عنه انه المناضل الذي قضى سنوات طويلة في سجون الاحتلال ولا زال يضع بصمات وطنية عظيمة من خلال اهتمامه بقضية الاسرى بشكل ملفت ورائع عبر مركز ابو جهاد .

ثم نوه الى انه من الرائع ان نقول كلمات الوفاء بحق كل من سبوقني من مناضلين وشهداء ،ولكن الاروع هو ان نعيش هذه الكلمة بكل جوارحنا نوان شعبنا الفلسطيني ارتقى فوق الابجدية فابدع لغة لا يقراها الا من احب الحرية لفلسطين ،وان البعض بدول اخرى فهم الحرية لانه قراها بالكتب،اما نحن فقد جسرنا وسطرنا معنى الحرية بدماء سالت من خيرة ابناء شعبنا .

واضاف ان الاراضي الفلسطينية وصلت الى ما يجري بها من استيطان الى مرحلة خطيرة للغاية ،فلم يعد الوقت بصالحنا وحكومة الاحتلال تسارع الوقت للحيلولة دون قيام اي كيان فلسطيني وذلك من خلال الانتشار الاستيطاني المسعور ،والاحتلال يستخدم سلاح الاستيطان للوصول الى مبتغاه ،سواءا لعدم قيام دولة فلسطينية ،او للسيطرة على القدس وتهويدها وفرض الامر الواقع .

وتطرق الى الاخطار التي بات يشكلها المستوطنين من الاعتداء على سكان الارياف الى قطع اشجار الزيتون وحرق المزروعات والقضاء على الثروة الحيوانية، وان مجمل هذه الاعمال تأتي تطبيقا لخطة موضوعة من قبل دولة الاحتلال لجعل حياة الناس مستحيلة وحملهم على ترك اراضيهم، غير ان وعي ابناء شعبنا كفيل باجهاض كل هذه المحاولات والوقوف في وجهها .

كما لفت الى ان الاحتلال يستخدم الاستيطان من اجل السيطرة على الموارد المائية وسرقتها حيث تتواجد العديد من الكتل الاستيطانية على ىبار المياه ، ولا صحة لادعاءات الاحتلال سواء الدينية او التاريخية او غيرها .

غير انه لا بد من الاشارة الى ضرورة ان يتكاتف الجميع من اجل وضع خطة استراتيجية للوقوف في وجه هذه الحملة وانه يمكن عمل الكثير في هذا المجال اذا ما سخرنا كل الطاقات الوطنية ، وبالنهاية اقول ان التاريخ اثبت ان اي شعب يملك ارادة وطنية قوية وصادقة لا يمكن كسره والتغلب عليه ،ولا يزال شعبنا يحمل روح العطاء .