راديو موال –انطلقت في بيت لحم اليوم الثلاثاء، أعمال المؤتمر الفلسطيني الرابع للتوعية والتعليم البيئي الذي ينظمه مركز التعليم البيئي التابع للكنيسة الانجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة تحت عنوان ‘المسؤولية البيئية للمجتمع المحلي تحديات، وحلول، وأدوار.
وقال ممثل رئيس الوزراء، القائم بأعمال سلطة جودة البيئة، جميل المطور، إن العالم يواجه قضية محورية وهامه وهي التغيرات المناخية التي نتجت عن الثورة الصناعية والتنمية غير المستدامة، والتي تهدد دول العالم النامية وكذلك الدول العربية التي تعتبر في غالبها جافه وشبه جافه وتعاني من محدودية مصادر المياه بصورة كبيرة، مشيرا إلى أن غاز ثاني أوكسيد الكربون وغاز الميثان وغازات التدفئة الأخرى تعتبر من الأسباب الرئيسية التي تساهم في تفاقم تلك الظاهرة.
وأضاف: إن الدراسات المختلفة تشير إلى أن منطقة شرق المتوسط ستواجه زيادة في درجات الحرارة بنهاية القرن الواحد والعشرين تقدر من درجتين إلى خمس درجات. كما تشير إلى حدوث نقص واضح في كميات الأمطار تقدر بعشرين بالمائة، وزيادة التقلبات الجوية وانخفاض انتاجية المحاصيل .
وأشار إلى أن الحكومة الفلسطينية تؤمن بأن تحقيق رسالة سلطة جودة البيئة لا يتم إلا من خلال إشراكها لكافة عناصر وفئات المجتمع، سواء كانت مؤسسات حكومية وأهلية، أفرادا وجماعات، في كافة برامجها وخططها انطلاقا من أن مسؤولية الحفاظ على البيئة مسؤولية تضامنية، وعليه فإن كل مواطن على هذه الأرض مسؤول عن حماية بيئته، لذلك نشجع روح المبادرة والعمل على خلق الوعي البيئي.
وأكد المطور أن تطور ونمو وبناء مجتمع المعرفة يتم عبر البحوث العلمية والتعليم وعبر شراكه قوية بين المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني من جامعات ومؤسسات بحثية ومنظمات غير حكومية، موضحا أن هذا المؤتمر يتيح الفرص أمام الخبراء والمختصين والاكاديميين وصناع القرار الفلسطينيين لتبادل المعرفة والخبرة العلمية والعملية مع المشاركين، ويفسح المجال للاستفادة من الخبرات والتجارب في هذا القطاع الحيوي الهام للحفاظ وحماية البيئية.
بدوره قال محافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل: إن العالم يقف على عتبة مرحلة حرجة على أصعدة عدة أهمها خطر التغير البيئي الناجم أساسا عن سوء الاستخدام للموارد الطبيعية .
وأشار إلى أن العالم ينقسم في رسم ملامح مخاطر التغيير البيئي ما بين متفائل ومتشائم وذلك من خلال رسم كل فريق للسيناريوهات المتوقعة للعام 2050، موضحا أنه على الدول حكومات ومؤسسات شعبية وشركات خاصة وضع سياسات للحد من الآثار السلبية لهذه الظاهرية العالمية، وأن تواجه في ذلك تحديات.
وقال: ‘ان فلسطين تتميز عن تلك الدول بوجود احتلال يضاعف من الآثار السلبية ويفاقهما، وعلى رأسها مصادرة الأرض وقطع الأشجار والاستحواذ على المياه الجوفية وتلويثها في كثير من الأوقات، كما أن جدار الفصل العنصري له كثير من التأثير .
وأضاف: أما الخطر الحقيقي فهو المصانع الكيميائية الإسرائيلية والتي تعمل بدون الحد الأدنى من الرقابة والتي ترمي مخلفاتها من خلال خلطها بالمياه العادمة للمستوطنات ومن ثم تحويلها إلى الأراضي الزراعية الفلسطينية مما يستنزف المصادر الطبيعية ويلوث المياه الجوفية وصولا إلى إتلاف المحاصيل وتسميم النباتات بكل أنواعها.
وأوضح حمايل أنه بناء على معلومات سلطة جودة البيئة الفلسطينية فإن أكثر من 40 مليون متر مكعب من المياه العادمة للمستوطنات تضخ في الضفة الغربية، ورغم كل ذلك إلا أن السلطة الوطنية بكافة وزارتها وإداراتها تعمل للحد من الآثار السلبية بجهد متواضع، وأن الارتقاء بمستوى العمل يتمثل في زيادة الدعم المخصص لقطاع البيئة وإيلائه الأهمية اللازمة لترتقي إلى مستوى المخاطر التي قد نواجهها، ووضع القطاع البيئي على أجندة رسم السياسات العامة.
مطران الكنيسة الانجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة ورئيس الاتحاد اللوثري العالمي المطران منيب يونان، قال: إن البيئة ليست ملك الإنسان بل هي ملك الله وعليه فلنقف وقفة حق ونتعامل مع خليقة الله بمسؤولية لنحافظ عليها لنا وللأجيال القادمة، وعليه فإن العمل الجدي لعدالة بيئية هو مسؤولية كل مواطن فلسطيني مسيحي، بمعنى إإنه مسؤولية وطنية.
وأعرب يونان عن أمله من هذا المؤتمر أن يرفع مذكرة توصيات إلى السلطة الوطنية يطالب فيها وضع خطة بيئية للطاقة المتجددة في فلسطين، رغم وجود ثمة معيقات احتلالية.
وطالب بأهمية التعامل بثلاثة مبادرات تتحقق في فلسطين أسوة بالعالم وما جرى بعد عاصفة الفلبين وهي، إحياء تنفيذ يوم البيئة الفلسطيني، إعلان عصفور الشمس الفلسطيني عصفورا وطنيا، واختيار زهرة وطنية لفلسطين.
من جانبه قال المدير التنفيذي لمركز التعليم البيئي سيمون عوض: إن ديمومة انعقاد المؤتمر والذي يأتي للمرة الرابعة يهدف الحصول على نتائج ملموسه ووضع خطوة أخرى في مسارات التغيير وجني ثمار ما نزرعه من مفاهيم ومحاولات والمضي لتصويب حالنا البيئي الذي لا يسر.
وأشار عوض إلى أنهم استطاعوا خلال السنوات القليلة الماضية توسيع أنشطتهم إلى مناطق مهمشة بدءا من جنين مرورا بمحافظات طوباس وطولكرم ونابلس ورام الله واريحا وصولا نحو الخليل، لافتا أنهم حرصوا على توسيع دائرة الشركاء المحليين ومحاولة إعادة الروح للعمل التطوعي، وإقامة المزيد من الأندية البيئية.
وأوضح أن المؤتمر سيتناول خلال انعقاده المستمر على مدار يومين محاور حول الجانب: القانوني، والثقافي والاعلامي، والتربوي والتوعوي، والمناصرة – العدالة البيئية .
وشارك في حفل الافتتاح: محافظ أريحا والأغوار ماجد الفتياني، ومديرة التربية والتعليم نسرين عمرو، ومدير التربية والتعليم في المدارس اللوثرية تشارلي حداد، ورئيس أساقفة سبطسية المطران عطا الله حنا، والنائب التشريعي عن حركة فتح فايز السقا، ورئيس بلدية بيت جالا نائل سلمان، وعدد من المدعوين والمهتمين بهذا الشأن.