بقلم مايك سلمان – في خطوة غير مسبوقة، أدرجت سفارة اسرائيل لدى ايطاليا مدينة بيت لحم ومواقع أثرية ودينية وسياحية فلسطينية أخرى ضمن لائحة المدن السياحية الإسرائيلية .ووفقاً لموقع “فلسطينو 48″، فإن مصادر إعلامية عبرية أوضحت، يوم امس الجمعة 15-11-2013، أن المكتب السياحي التابع للسفارة الإسرائيلية في روما، قام بتوزيع إعلانات لتنظيم ورشة عمل للمتخصّصين الإيطاليين في مجال السياحة والحج بالتعاون مع عدة شركات إسرائيلية، جاء فيه أن الدولة العبرية أصبحت رائدة في هذا المجال، لا سيّما بفضل مجموعة واسعة من مواقعها السياحية والدينية والاثرية ذات الخصائص الفريدة على حد زعمها، وتشمل اللائحة مواقع مختلفة ومتعددة مثل الميناء القديم في يافا والناصرة وطبريا وكفر ناحوم والقدس وبيت لحم ومسعدة، هذا إضافة إلى البحر الميت وحصن هيرودس والكهوف القريبة من قمران وغيرها.
ونقلت المصادر عن مدير المكتب السياحي الإسرائيلي في مدينة ميلانو الإيطالية، “تسفي لوطان”، تصريحات أدلى بها بمناسبة مرور 40 عاماً على افتتاح المكاتب السياحية الإسرائيلية في إيطاليا، وجاء فيها أن السياحة في إسرائيل اليوم أصبحت مبتكرة تماما ومتجددة، مقارنةً مع السياحة في اسرائيل قبل 15 عاما مضت.
وأما على الصعيد الفلسطيني فإن العديد من التساؤلات تثار حول الجمود السياسي والاقتصادي والظروف الصعبة التي تعصف بمجتمعنا الفلسطيني وحول الدور الذي يجب ان تلعبه دوائرنا الرسمية ووزاراتنا في هذه المرحلة بالذات للرد على هذه الافتراءات الاسرائيلية وادعاءاتها الكاذبة حيث أن الحكومة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة باتت تستخدم كافة أساليب التضليل الإعلامي للترويج للسياحة في اسرائيل ضاربة بعرض الحائط القانون الدولي وكافة القرارات الاممية المتعلقة بقضيتنا الفلسطينية العادلة، وهذه خطوة ضرورية فلسطينياً كي لا تبقى مؤسساتنا مجرد مناصب ومسميات فارغة المضمون وتكبل نفسها ببنود إتفاقية أوسلو واتفاقية باريس الاقتصادية رغم تنكر اسرائيل لهذه الاتفاقيات واستغلال البنود التي في صالحا وغض النظر عن البنود التي في صالح شعبنا الفلسطيني. ومن الجذير بالذكر انه يتعذر على المكاتب السياحية الفلسطينية استيراد السائح مباشرة لزيارة فلسطين بسبب عدم سيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية على المعابر، ولذلك فإن غالبية هذه المكاتب تبقى رهينة لمكاتب السياحة الاسرائيلة التي تتمنن علينا بدخول السياحة الى المدن الفلسطينية بطريقة ممنهجة تخدم مصلحة اسرائيل ما دامت الحكومة الاسرائيلية تسمح بذلك.
ومن جهة أخرى فإن مسئولية الترويج للسياحة في اسرائيل لا تقتصر فقط على وزارة السياحة الاسرائيلية فحسب، لا بل تعدتها حيث انضم مؤخراً رئيس الوزراء الاسرائيلي نتانياهو شخصياً للترويج للسياحة وذلك من خلال مشاركته في تصوير برنامج تلفزيوني عالمي في هذه الايام، ويحظى هذا البرنامج بانتباه 300 مليون مشاهد من شتى أنحاء العالم وعنوانه “The Royal Tour- رويال تورز” والبرنامج من اخراج وتقديم الصحفي والمخرج التلفزيوني بيتر غرينبرغ، ويشارك نتنياهو خلال هذا البرنامج بجولة مع المصورين والمخرج لجميع الاماكن السياحية والاثرية والدينية في ما يسمى بإسرائيل ومن ضمنها مواقع دينية واثرية فلسطينية على انها ضمن البرنامج السياحي الذي توفره اسرائيل للسائح، ولا يتوانى نتانياهو وحكومته اليمينية المتطرفة في استغلال كافة الفرص واستخدام الاساليب المتاحة ومن ضمنها التضليل والتزوير وتشويه الجغرافية والتاريخ للترويج للسياحة في إسرائيل.