يهوديّة دولة إسرائيل، لماذا ؟ وماذا بعد ؟!..
بقلم :عدنان برهم
لا يوجد بين الفلسطينيين على مختلف طوائفهم وحركاتهم وأحزابهم مَن لا يعترف بأنّ “إسرائيل” قد وُجِدت بالقوّة الغاشمة وبالمؤامرة الدنيئة،من خلال شّراكة النظام الإستعماري العالمي مع الحركه الصهيونية بسبب تقاطع المصالح بين الطرفين،للهيمنة على المنطقة العربية لموقعها الإستراتيجي، ولأهمية قناة السويس، ولاستثمار النفط،ولاستغلالها كأسواق تجاريه…وبأنّ إقامة هذه الدّولة يتناقض مع الشرائع والقوانين الدولية التي لا تجيز الاستيلاء على أرض الغير بالقوة،وتشريد أهلها الأصليين وتغيير معالمها التاريخيّة والطوبوغرافيّة، وإحلال مستوطنين يهود مستوردين من شتّى بقاع وجنسيات العالم،حيث جاء وعد بلفور المشؤوم لتنفيذ تلك الأهداف ، وقد ترافق ذلك مع أسانيد توراتيّة عنوانها -أرض الميعاد-،.،ولكي لا نبتعد كثيراً ولكي ندخل في الموضوع مباشرةً نرجع إلى الإنتفاضة الفلسطينيّة الأولى – 8/12/1987حيث رفضت حركة الإخوان وذراعها الفلسطيني “حماس” مجرّد التنسيق مع القيادة الوطنيّة الموحدّة وأصرّت على القيام بفعاليات منفردة..أربكت الشّارع الفلسطيني في حينه لبعض الوقت، فعندما كانت القيادة الموحدّة تعلن عن أنّ الإضراب سيكون يوم الثلاثاء، كانت حماس تصدر بياناً تقول فيه بأنّ الإضراب سيكون يوم الإثنين..وأحياناً يوم الأربعاء،وعندما كانت القيادة تعلن بأنّ إغلاق المحلات سيكون صباحاً، تُعلن حركة حماس بأنّ الإغلاق سيكون مساءً ..وهكذا..!..،إلى أن إنكشفت اللعبة ، وانضوت الجماهير تحت لواء القيادة الوطنيّة الموحدة ” لا صوت يعلو فوق صوت الإنتفاضة، لا صوت يعلو فوق صوت منظمة التحرير الفلسطينيّة “..،في انتفاضة الأقصى 28/12/2000 والتي اندلعت بعد أنّ دنّس شارون تراب المسجد الأقصى المبارك،وعندما أرادت الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة تنظيم الصفوف وإصدار البيانات ، أصرت حركة حماس على أنْ تصدر البيانات بتوقيع ” القوى الوطنيّة والإسلاميّة”.. في حينه جرى نقاش طويل ، وكان السّؤال الكبير بعلامة استفهام أكبر ، لماذا وطنيّة وإسلاميّة ؟ هل الوطني ليس بمسلم ؟ هل المُسلم ليس بوطني ؟ .. لماذا هذه التسميّة .. لماذا لو أصر المسيحي على أن توقع البيانات باسم القوى الوطنيّة والإسلاميّة والمسيحيّة .. وربّما السّامريّة أيضاً؟ ! ؟ لماذا هذا التمييز ، التخصيص ،، وما هي التسمية التي يجب اعتمادها لتشمل كافة ألوان وأطياف وحركات وأحزاب الشّعب الفلسطيني ..؟.. رضخت قوانا الوطنيّة وتمّ اعتماد ما فرضتهُ حماس ،؟ ! .. يهوديّة دولة إسرائيل الصهيونيّة هو الثمن المّسْتَحق لإسلاميّة إمارة فلسطين الإخوانيّة، كلّ طرف يلغي الآخر لفظياً .. بينما هو يتفق ويتحالف معه عملياً .،..ألحَبْل على الجرار ..ومَنْ لا يفهم بالإشارة فليفهم بصريح العبارة ..، ..
أراء المقالات لا تعكس بالضرورة عن توجه الصفحة .