“كهرباء القدس” تفتتح محطة للطاقة الشمسية في أريحا بتكلفة تجاوزت أربعة ملايين دولار
-إمكانية تزويد ما يقارب 1000 منزل إضافي بالكهرباء النظيفة، وتخفيض انبعاثات الكربون بما يزيد عن 6000 طن سنويًّا
احتفلت شركة كهرباء محافظة القدس، اليوم الثلاثاء، بانطلاق أعمال محطة الطاقة الشمسية المقامة على أراضي مخيم عقبة جبر جنوب غرب مدينة أريحا.
وحضر الحفل الذي أقيم في مدينة أريحا بحضور رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء محافظة القدس المهندس هشام العمري والمدير العام للشركة المهندس محمد زيدان ومحافظ أريحا والأغوار د. حسين حمايل ورئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية م. ظافر ملحم، ومحافظ سلطة النقد الفلسطينية د. فراس ملحم ومدير عام بنك فلسطين السيد محمود الشوا ولفيف من الشخصيات الوطنية والاقتصادية.
وقال م. زيدان: “هذا المشروع يعتبر إضافة مهمة في مسيرة الشركة نحو مستقبل أكثر استدامة، واستقرارًا، وانعتاقًا من التبعية في قطاع الطاقة، ما يعكس التزام الشركة بالمساهمة في تحقيق رؤيتنا المتعلقة بالتنمية المستدامة، والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة، من خلال دمجها ضمن المنظومة الكهربائية.
وأضاف: “هذه المحطة أضافت إلى مشاريع الطاقة الشمسية القائمة، قدرة إضافية قيمتها 5.5 ميجاواط، ليصبح إجمالي قدرات المشاريع المنفذة في مناطق امتياز الشركة 80 ميجاواط، 28 ميجاواط منها مربوطة مع الشبكات الكهربائية في محافظة أريحا والأغوار، أي أن 35 بالمئة من القدرة الإجمالية لمشاريع الطاقة الشمسية، تقع في محافظة أريحا والأغوار، لأهمية نشاطها الاقتصادي والسياحي، ما ينعكس على جودة التزويد الكهربائي وموثوقيته، وبربط هذه المحطة تصبح نسبة الطاقة المتجددة، 11 بالمئة من مجمل خليط الطاقة على شبكات الشركة المقدسية.
وأشار الى أن ما تترجمه هذه النسب والأرقام المتعلقة بمحطة عقبة جبر على أرض الواقع، هو إمكانية تزويد ما يقارب 1000 منزل إضافي بالكهرباء النظيفة، بالإضافة إلى المساهمة في تخفيض انبعاثات الكربون بما يزيد عن 6000 طن سنويًّا، وتشغيل الأيدي العاملة الفلسطينية بالمجالات المتعددة، وتقليل الشراء من المصادر الأخرى التقليدية، والأهم من ذلك أيضًا، الثبات في أرضنا والحفاظ عليها.
وأكد المهندس زيدان أن الشركة ومن أجل تحقيق أهدافها التي وضعت نصب عينيها، زيادة القدرة الإنتاجية من مشاريع الطاقة الشمسية، خلال السنوات الخمس القادمة، لتشكل ما نسبته 25 بالمئة، من مجمل مصادر الطاقة الكهربائية، الأمر الذي يتطلب منا جميعًا، أفرادًا ومؤسسات، مواصلة العمل الجاد والمثابرة والابتكار، وتطوير السياسات والمنهجيات المتعلقة بالطاقة المتجددة، لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي.
وأضاف: “منذ انطلاق مشاريع الطاقة الشمسية، كانت شركة كهرباء القدس ولا تزال، في طليعة شركات التوزيع والشركات العاملة في هذا القطاع، وتعدى دورها إضافة محطات جديدة على الشبكات الكهربائية لأبعد من ذلك، وأبت إلا أن تقود قاطرة التطوير والمبادرة في هذا القطاع، من خلال الاستثمار في كوادرها وبرامجها ومعداتها وآلياتها، على جميع المستويات الفنية والإدارية والقانونية”.
وأكد رئيس سلطة الطاقة م. ظافر ملحم أن الحكومة الفلسطينية التاسعة عشرة برئاسة د. محمد مصطفى وضعت أمن الطاقة على سلم أولويات عملها، حيث تركز برامج الحكومة ومشاريعها على قطاع الطاقة، بهدف تخفيض الاعتماد على مصدرٍ واحد وزيادة الإنتاج المحلي من الطاقة من خلال الاستثمار في الطاقة البديلة، وزيادة إنتاج الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى أن تنوع مصادر الطاقة مهم جدًّا سواء أكان ذلك ممثلاً بالربط الإقليمي أم المحلي، وأيضًا التركيز على كفاءة الطاقة التي تمثل مصدرًا مهمًّا لها.
كما أكد أن سلطة الطاقة وبالتعاون مع الجهات الرسمية كافة، وبهدف تشجيع الاستثمار في الطاقة المتجددة، عملت على تحديد الخارطة القطاعية للطاقة الشمسية لمعرفة كافة المشاريع التي تم تنفيذها في الأراضي الفلسطينية بالإضافة للأراضي المتوفرة التي يمكن الاستثمار عليها سواء أكانت أراضي دولة أم أراضي وقفية. واعتمدت مشاريع تركيب ألواح شمسية على جميع أسطح المساجد في الضفة إلى جانب المدارس الحكومية والمستشفيات لتقليل فاتورة الكهرباء والحفاظ على البيئة، حيث سيتم تمويل جزء من هذه المشاريع من خلال البنك الإسلامي للتنمية.
وأشار المهندس ملحم إلى أن سلطة الطاقة والموارد الطبيعية تعمل على إعادة النظر في المشاريع والقوانين ذات العلاقة، ودعم تشجيع الاستثمار في مشاريع الطاقة الشمسية في المناطق المصنفة “ج” في الضفة كالأغوار ومسافر بني نعيم إلى جانب مناطق أخرى في محافظتي بيت لحم ورام الله.
وعبّر رئيس سلطة النقد د. فراس ملحم عن سعادته بافتتاح محطة الطاقة الشمسية في مدينة أريحا، مؤكدا أن افتتاح المحطة الجديدة يتواءم مع استراتيجية سلطة النقد القائمة على تمويل مشاريع الاستدامة، معتبرًا إنتاج الطاقة من مواردنا الخاصة خير مثال على ذلك.
وأكد ملحم أن سلطة النقد وبالتعاون مع البنوك قامت بإنشاء برنامج “استدامة بلس” بقيمة نصف مليار شيقل، حيث تم تمويل أكثر من 2300 مشروع بفائدة صفرية، وقدمت 270 مليون شيقل لدعم هذه المشاريع من خلال صندوق استدامة بلس، مشيرًا إلى أن 25% من هذه المشاريع نسوية.
وقدم مدير عام بنك فلسطين السيد محمود الشوا التهئنة لشركة كهرباء محافظة القدس بافتتاح محطة الطاقة الشمسية الجديدة في أريحا، قائلاً: “نلتقي اليوم لا لندشن إنجازًا جديدًا فحسب، بل لنثبت للعالم على أننا قادرون على العمل والبناء ومواجهة كل العقبات والتحديات والاستمرار في التنمية المجتمعية.
وأكد الشوا أن بنك فلسطين يفتخر بأن يكون له دور في إنشاء محطة الطاقة الشمسية وهذا يعكس إيمان البنك بتعزيز المشاريع التنموية وعلى رأسها مشاريع الطاقة المتجددة، مشيرًا إلى أن بنك فلسطين عمل في السنوات الماضية على إنشاء شركة “قدرة” الخاصة بمشاريع الطاقة المتجددة لإيمانه العميق بأهمية الاستثمار في هذا المجال.
وقال محافظ اريحا والأغوار د. حسين حمايل: إنه رغم الجرح النازف وهذه الحرب والحصار المفروض على شعبنا في الضفة وغزة على حدٍ سواء، إلا أننا عندما نرى هذه المشاريع التي تنفذها مؤسسات فلسطينية يبقى الأمل بالنسبة لنا حاضرًا بأن القادم والمستقبل للفلسطينيين.
ووجه المحافظ حمايل رسالة للحاضرين قال فيها: “إننا في محافظة أريحا والاغوار نعمل بجدٍ لتقديم أفضل الخدمات لمواطنينا من خلال المجلس التنفيذي للمحافظة وبالشراكة مع كافة الفعاليات الرسمية والقطاع الخاص والأهلي، مؤكدًا أن الأيام القادمة ستشهد تنفيذ حملة أمنية تستهدف كافة الخارجين عن القانون في المحافظة واعتقال كل من يحاول العبث بممتلكات الآخرين ، مشيرًا إلى أن المؤسسة الأمنية على أتم الجاهزية لدعم وإسناد هذا المشروع الوطني الذي نفخر به.
واختتم الحفل بجولةٍ ميدانية للاطلاع عن قرب على عمل محطة الطاقة الشمسية في مدينة أريحا.