راديو موال – اختتمت جامعة بيت لحم احتفالاتها بمرور خمسين عامًا على تأسيسها بتدشين مبنى جديد للطلاب والزوار في الحرم الجامعي. وبهذه المناسبة نظمت الجامعة احتفالا كبيرًا بحضور رسمي وشعبي ودولي في ساحة مبنى الالفية في الجامعة صباح يوم الأحد الأول من تشرين الأول 2023.
افتتح الاحتفال بقداس لمباركة هذه المناسبة في كنيسة الطفل الإلهي في الجامعة حضره عدد من الشخصيات الاعتبارية في المحافظة، بالإضافة الى إدارة الجامعة وأعضاء من مجلس الأمناء العالمي ومجلس الأمناء المحلي وعدد من أعضاء مجلس إدارة مؤسسة جامعة بيت لحم في الولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة على عدد من أصدقاء الجامعة والمانحين وممثلين عن المؤسسات المحلية والرسمية.
وتلا القداس مراسم تدشين مبنى الطلاب والزوار الجديد والذي حمل اسم “مركز جورجيت سلامة” تخليدًا لذكرى المرحومة جورجيت سلامة والتي تبرع ابنها غسان سلامة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة جامعة بيت لحم بجزء كبير من تكلفة إنشاء المبنى وتجهيزه.
وأعلن الأب الدكتور إياد الطوال، نائب الرئيس التنفيذي للجامعة والذي تولى عرافة الحفل عن بدء مراسم التدشين مرحبًا بالحضور ودعا للوقوف دقيقة صمت اجلالا واحترامًا لشهداء فلسطين تلاها عزف النشيد الوطني الفلسطيني من قبل مجموعة الكشافة. ثم رحب الأخ الدكتور بيتر براي، نائب الرئيس الأعلى للجامعة بضيوف الجامعة وأصدقائها، وتحدث عن المبنى الجديد الذي سيضم مكانًا مخصصًا لاستقبال زوار الجامعة وضيوفها ومكانًا مخصصًا لطلبة الجامعة لممارسة الرياضة. كما شكر الأخ براي جميع الداعمين لجامعة بيت لحم وخص بالذكر عائلة سلامة وجورج فلتن الذي ساهم في تمويل ملعب كرة السلة الذي أقيم على سطح المبنى، بالإضافة الى الوكالة الأمريكية للتعاون الدولي التي مولت جزء من المبنى أيضًا.
ثم تحدث البروفيسور بارت مكجاتريك، رئيس مجلس الأمناء العالمي مهنأً جامعة بيت لحم بمرور خمسين عامًا على تأسيسها منذ العام 1973. فقد أكد البروفيسور مكجاتريك على أن هذا المبنى سيكون إضافة إيجابية للجامعة وان تدشين هذا المبنى اليوم يعطينا فرصة للاطلاع على المساهمة الهامة التي تقدمها جامعة بيت لحم للمجتمع الفلسطيني من خلال التعليم العالي، مؤكدًا أن جامعة بيت لحم هي نبع أمل يغذي واحات السلام في فلسطين. وشكر مكجاتريك الأخ بيتر براي على 15 عامًا من العطاء في جامعة بيت لحم، حيث سينهى الأخ براي خدماته في نهاية هذا العام 2023، متمنيًا التوفيق للأخ هيرنان هيكتور جونزاليس من دولة الباراغواي والذي سيتسلم مهام منصبه في بداية العام 2024.
ثم قام القاصد الرسولي في القدس، الرئيس الأعلى لجامعة بيت لحم، رئيس الأساقفة أدولفو تيتو إيلانا بتلاوة الصلاة على المبنى الجديد وحيث قام الأخ بيتر براي وغسان سلامة وزوجته الدكتورة سوافا سلامة بإزاحة الستار عن اسم المبنى الجديد.
وبعد انتهاء مراسم التدشين تحدث سلامة عن قصة تسمية المبنى باسم والدته الراحلة (جورجيت)، حيث أنه فلسطيني ولد في لبنان بعد أن لجأت عائلته هناك في العام 1948، وتعلم في مدارس الوكالة حتى الصف العاشر، وكان لوالدته الفضل الأكبر في تعليمه حيث حصل على منحة من احدى المدارس العالية التكاليف في لبنان لدراسة السنة الأخيرة هناك، ومنها انطلق إلى التعليم العالي، وأصبح رجل أعمال كبير في عدة مجالات. وكانت والدته قد وعدت مدير المدرسة أن ابنها (غسان سوف يعوض المنحة التي حصل عليها بطريقة ما في المستقبل) وهذا السبب الرئيسي الذي دفعه للتبرع لجامعة بيت لحم من أجل تشييد هذا المبنى وتسميته باسم والدته تخليدًا لذكراها.
ثم قام الأخ بيتر براي بتكريم الأصدقاء الذين ساهموا في تمويل المبنى، مقدمًا لهم دروع تكريمية من خشب الزيتون المصنوع في فلسطين.
وبعد استراحة الغداء، توجه المشاركون الى مسرح الجامعة حيث نظمت عمادة شؤون الطلبة عروضًا فلكلورية احتفالًا بالثقافة الفلسطينية، من أجل تعريف الضيوف على الثقافة والتراث الفلسطيني الذي يمثل الهوية الفلسطينية. وقدمت فرقة وجد التابعة لعمادة شؤون الطلبة بالتعاون مع معهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى، عرضًا موسيقيًا اشتمل على بعض الأغاني التراثية، بينما قدمت فرقة الشروق دبكة شعبية وقامت الطالبة تالا نوفل بإلقاء قصيدة للشاعرة الفلسطينية رفيف زيادة. كما اشتملت الفعالية على عرض فيديو عن حياة الطلاب في الجامعة قدمه الطالب جيمي الصليبي، وكلمة لرئيس مجلس اتحاد الطلبة معتصم أبو غليون رحب فيها بضيوف الجامعة وشكر الذين ساهموا في تمويل المبنى الخاص بالطلاب والزوار وهنأ الجامعة على مرور خمسين عامًا على تأسيسها.
كما أقامت الجامعة عشاءً احتفاليا على شرف المناسبة رعته مؤسسة جامعة بيت لحم في الولايات المتحدة الأمريكية. وتخلل الحفل تكريم خاص لغبطة البطريرك ميشيل صباح، بطريرك القدس للاتين السابق تقديرا لجهوده ومساهمته في التعليم. وكان البطريرك صباح قد شغل منصب رئيس جامعة بيت لحم في الفترة الواقعة ما بين نيسان 1980 حتى كانون الثاني 1988.
استمرت الفعاليات الختامية لمدة أربعة أيام تخللها اجتماعات لمجلس الأمناء الدولي وزيارات ميدانية في مدينة بيت لحم والقدس، حيث زارا كنيسة المهد في بيت لحم وحقل الرعاة في بيت ساحور، كما زاروا أحد المشاريع الذي مولها مشروع “آفاق” وهو مشروع مشترك بين الجامعة والبطريركية اللاتينية في القدس لدعم المشاريع الصغيرة ينفذه معهد الشراكة المجتمعية التاليع للجامعة، بالاضافة الى متحف فلسطين للتاريخ الطبيعي التابع للجامعة.
وفي القدس، قام أعضاء مجلس الأمناء والضيوف بزيارة البلدة القديمة وكنيسة القيامة، بالاضافة الى بطريركية اللاتين ومدرسة الفرير والتقوا بعدد من المسؤولين هناك. وقد التقى أعضاء مجلس الأمناء في الفترة الصباحية مع عدد من طلبة برنامج “ألطالب السفير” الذي تشرف عليه الجامعة، وهو برنامج يتيح للطلبة اللقاء مع ضيوف الجامعة ويحصلون من خلاله على تدريب في كيفية الحوار والتواصل مع الضيوف الأجانب لايصال الصورة الحقيقية عن الوضع في الجامعة وفي فلسطين بشكل عام.
واختتمت الفعاليات باجتماع مع أسرة جامعة بيت لحم في المسرح الداخلي.، حيث افتتح اللقاء الأخ مارك مكيون، مسؤول القيم المؤسساتية عن المعنى الروحي للرسالة اللسالية في التعليم وعن القيم التي يتبعها اخوة المدارس المسيحية في ادارتهم للجامعة.
وبدورها، اثنت الدكتورة ايمان السقا، نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية على الدزر الذي يقوم به الكادر الأكاديمي والاداري للجامعة من أجل الطلبة، فقالت، “ان الكادر الأكاديمي والاداري والطواقم المساندة هي فخر لنا وكلنا من اجل الطلبة وكلنا من اجل تعلم نوعي. هدفنا ان نجعل من الجامعة واحة علم وبيتنا الثاني في حرصنا وتمسكنا برسالة الجامعة.”
ودعت السقا الجميع للاستمرار في “العمل سوية بروح الفريق الواحد المسؤول تحت سقف واحد وهو الجامعة وتحت السقف الاعلى وهو سقف الوطن.”
أما البروفيسور مكجاتريك، رئيس مجلس الأمناء العالمي، فلقد ركز في كلمته على دور مجلس الأمناء العالمي في خدمة الجامعة من جميع النواحي. وشكر مكجاتريك جميع العاملين في جامعة بيت لحم على الجهود المبذولة في استمرار تقدم الجامعة وتطويرها.
ومن جهته هنأ الأخ بيتر براي نائب الرئيس الأعلى للجامعة جميع موظفي الجامعة بمناسبة مرور خمسين عامًا على التأسيس، شاكرًا لهم ولجميع من عملوا في الجامعة جهودهم الحثيثة في تطوير الجامعة، معتبرًا هذه المناسبة مدعاة لمزيد من العمل من أجل الاستمرار في التطور من أجل تحقيق رسالة الجامعة في توفير تعليم عالي متميو ذا جودة لأبناء الشعب الفلسطيني.
ثم تحدث الأخ هيرنان هيكتور غونزاليس، والذي سيشغل منصب نائب الرئيس الأعلى بحلول شهر كانون الثاني من العام 2024، الذي عبر عن سعادته لتوليه هذا المنصب، مؤكدًا على أنه سيستمر في العمل مع الطاقم لاستكمال ما تم بنائه في السنوات السابقة وتطويره في المستقبل.
كما تحدث في اللقاء أبو الأمير الدجاني، أول مدير لمعهد ادارة الفنادق والسياحة في الجامعة منذ العام 1973، والذي ركز في حديثه عن التجربة التي عاشوها في تلك الفترة التأسيسية للجامعة وعن الصعوبات التي واجهتهم في بناء المعهد حتى أصبح كما هو عليه الآن. وتلا ذلك حديث من سامي اليوسف، الذي شغل عدة مناصب في الجامعة، منها عميد كلية إدارة الأعمال، ونائب الرئيس للشؤون المالية، والذي تحدث هو الآخر عن تجربته في الجامعة والفترة الانتقالية التطويرية التي مرت بها الجامعة حيث كان هناك ثلاث مبانٍ فقط عندما بدأ العمل في الجامعة كأستاذ. من الجدير ذكره أن اليوسف يشغل حاليًا منصب الوكيل العام لبطريركية القدس للاتين.
وقد أعرب الأب الدكتور اياد الطوال، النائب التنفيذي لرئيس الجامعة عن أهمية هذه المناسبة لجامعة بيت لحم التي تعد أول جامعة مسجلة في فلسطين عام 1973، وكان ذلك بعد عقود من التعليم المدرسي حيث ساهمت الجامعة في رفد المجتمع الفلسطيني على مدار الخمسين عام بالخريجين والخريجات الذين يعدون من قيادات المجتمع الفلسطيني على كافة المستويات الاجتماعية، الاكاديمية، السياسية، والاقتصادية.