راديو موال :وفا-عثر عمال يقومون بحفر وتسوية أراضي خاصة ببناء مدينة سكنية بتمويل مصري في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع مؤخرا، على قبور تعود للقرن الأول الميلادي، قد تناثرت وطُمرت تحت الرمال.أحد العمال المشاركين في أعمال التنقيب بالموقع الأثري، قال “لقد تم العثور على أربعة وثلاثين قبراً وكلها سليمة إضافة إلى أواني فخارية ويبدو أن مقبرة كبيرة موجودة ترتبط بموقع القادية الرومانية بمنطقة البلاخية الساحلية شمال القطاع”.
وكيل وزارة السياحة والآثار صالح طوافشة وفي تعقيبه على هذا الاكتشاف الأثري في غزة، أوضح لـ”وفا”، أن “فلسطين كلها تمتاز بالتنوع وكثافة وجود المواقع الأثرية وعناصر التراث الثقافي، وهذه المقبرة تشكل جزءا من التراث الوطني وهي جزء من الهوية الثقافية”.
ودعا طوافشة إلى وقف عمليات التجريف فورا في المكان والشروع بأعمال التنقيب العلمي للكشف عن هذه المقابر والموقع الأثري وعمل تقييم شامل للمنطقة، قائلاً: “هناك كثافة في المقابر الموجودة فهذه المنطقة تستحق كغيرها الدراسة الكاملة من قبل مختصين وعمل توثيق لما هو موجود على الأرض”.
وبين طوافشة أن موظفي الوزارة الرسميين الشرعيين التابعين لوزارة السياحة والآثار ممنوعون من العمل، قائلاً “عندنا خبراء لكنهم ممنوعون من العمل، ولا اعتقد أن حماس (سلطة الأمر الواقع في غزة) أو القوة التي تحكم غزة الآن ممكن أن تسمح لنا أن ندخل خبراء لغزة”.
وتابع وكيل وزارة السياحة والآثار، أن “المطلوب فورا عند اكتشاف الموقع التواصل مع فريقنا المختص المدرب، من أجل القيام بأعمال التنقيب والتوثيق ودراسة الموقع”.
وتعرض الموقع الأثري خلال أعمال الحفر لسرقة ونهب من قبل نباشين عن الحجارة وبيعها للكسارات بأثمان زهيدة. وفقا لشهود عيان من المنطقة المكتشف بها الموقع الأثري.
وأكد طوافشة أن القانون الفلسطيني يمنع بيع الآثار، وهذا تجارة بهويتنا الثقافية، فهذه المعالم والمواقع الأثرية ومكوناتها كلها جزء من تاريخ شعبنا ومن وهويتنا الثقافية، يجب أن المحافظة عليها وحمايتها بشكل كامل.
ووصف من يقومون بنهب الآثار وإخراجها من سياقها وبيعها بالشيء الخطير، يؤثر على الحالة الحضارية في المكان، مضيفاً أنه عند ظهور هذه المقبرة يجب توقيف العمل بأي مشاريع في المكان، وعمل دراسة واضحة وعلمية وحماية هذا الموقع بشكل فوري.
وأردف طوافشة: أنا أطلب من أهلنا في غزة وأقول لهم هذا تراثكم أنتم وتراث شعبنا يجب المحافظة عليه وعدم المساس به، ويجب أن يكون هناك مختصون لدراسة هذا الموقع، وتوثيقه.
ويضم قطاع غزة الكثير من المواقع الأثرية البيزنطية والرومانية والمملوكية والفارسية والآشورية والكلدانية والإسلامية.
البروفيسور عبد القادر حماد، المختص والخبير في التاريخ والتراث، يقول لـ”وفا”: “غزة هي عبارة عن منطقة تعاقب حضارات كلها عبارة عن آثار”، مضيفا أن اكتشاف المقابر إن دل على شيء فإنما يدل على غنى وثراء فلسطين عامة وقطاع غزة على وجه الخصوص بالآثار.
وأردف حماد، “بلدنا غنية بالآثار والتراث، والمطلوب مزيد من الوعي للمحافظة على هذه الآثار، وسن قوانين رادعة لمنع سرقة الآثار”.
وأضاف أن عملية التنقيب عن الآثار تحتاج دقة عالية، مثلاً يتم استخدام آلات كفرشاة الأسنان للتنقيب على الآثار حتى لا تزول، أو تختفي كلمة موجودة على آثر مكتشف، موضحاً أنه خلال السنوات الماضية من قيام السلطة الوطنية كان عندنا وفود فرنسية عملت ترميما لمواقع أثرية، لكن بعدما حصل الانقسام، لا يوجد بعثات بحكم الوضع السياسي القائم.
وتابع حماد: نحن بحاجة إلى بعثات حقيقة وليست بعثات تأتي لتصوير الآثار، ولخبراء قادرين على التنقيب عن الآثار، ويقومون بتدريب الكوادر الفلسطينية الموجودة، منوهاً إلى أن قطاع غزة والضفة الغربية يفتقدان لمتحف وطني قادر على أن يضم في ثناياه جميع القطع الأثرية والتاريخية الموجودة في البلد، موضحاً أنه عند تأسيس هذا المتحف يكون هو النواة أو البوتقة الموجود فيها جميع الآثار.
وتمنع سلطات الاحتلال إدخال المواد الخاصة بترميم المواقع الأثرية في غزة، إضافةً إلى منعها دخول البعثات الدولية المتخصص في الآثار للاهتمام بالمواقع الأثرية.
- وتعرض قطاع الآثار في غزة لخسائر فادحة خلال الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة وتدمير مواقع ومبان أثرية بشكل كلي وجزئي، ما يتطلب توفير الحماية والحفاظ على هذه الآثار، خصوصاً من المنظمات الدولية كمنظمة التربية والثقافة والعلوم “اليونسكو”.