لا تُطفئوا قناديل مدينتنا بقلم م.هشام العُمري رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء محافظة القدس ومديرها العام لا يخفى على أحد، أن قطار محاربة السرقات والتعديات قد انطلق، والذي يسابق الزمن: إما مواجهة السرقات ووضع حد للتعديات أو أن يكون الانذار الاسرائيلي الاخير الذي تلقته الشركة أسرع من اجراءاتنا ليقطع الكهرباء عن مناطق امتيازنا التي ستمس مشتركي الدفع المسبق والمتلزمين بدفع فواتيرهم. إن الملتزمين بالدفع ومشتركي الدفع المسبق، هم الهاجس الذي نفكر فيه في كل مرة، ولهذا السبب، طواقمنا تلقت التعليمات ببذل المستحيل لا الممكن من أجل حماية النظام الكهربائي، وتكثيف حملات التفتيش والكشف الميداني، كما هي التعليمات للطواقم القانونية بإسقاط أشد العقوبات بحق سارقي التيار الكهربائي، والطواقم الاعلامية بضرورة تعريف جمهور المشتركين بخطورة ظاهرة السرقات والتعديات. نحن إذا توقفنا عن محاربة هذه الظاهرة، ستعود العتمة إلى بيوتنا، إلى شوارعنا، وإلى مدينتنا القدس الشريف، وسيتسلل البرد على أجسادنا في الشتاء القادم، لهذه الأسباب وأكثر، فإننا لن نتوقف عن محاربة هذه الظاهرة، ولن ننتظر حتى تمارس (شركة كهرباء اسرائيل) تهديدات القطع، والتي إذا –لا قدر الله- نفذت تهديداتها، فإن سارقي التيار الكهربائي هم أول من سيهاجمون الشركة، بل انهم أول من سيرفعون صوتهم مطالبين بعودة الكهرباء. إن أنانية سارقي التيار الكهربائي، أدخلتنا بظلام دامس في شتاء عام 2019-2020، وإذا ما استمرت أنانيتهم وجشعهم فإنهم سيدخلوننا في ظلام دامس، هذا عداك، أن سرقة التيار الكهربائي هي المسبب الأول إن لم يكن الوحيد في الانقطاعات الفجائية، ضعف الجهد الكهربائي، حالات الوفاة والاحتراق والتكهرب، تكرار أعمال الصيانة بسبب الأعطال التي تتسببها السرقات، بالإضافة إلى استنزاف مقومات الشركة التي تتكبد خسائر بملايين الشواكل بشكل شهري. من الضرروي والمهم في هذا المقال التنويه، أن اغلب الاعتداءات الخطيرة على طواقمنا قام بها “سارقو التيار الكهربائي” والذين فعلاً يشكلون خطراً حقيقياً على المجتمع، وعلى النظام الكهربائي، وعلى حياة طواقمنا الميدانية التي تُخاطر بحياتها خاصة في المناطق المصنفة (ج) ومنطقة غلاف القدس. لكن، وأتحدث هنا بإسم شركة كهرباء محافظة القدس، أُطمئن جمهور مشتركينا أن محاربة هذه الظاهرة لن تتوقف حتى انهائها، كما أنني أريد أن أقول بصوت عالي شكراً كثيراً للطواقم الميدانية التي تواصل الليل بالنهار، وشكراً لمجلس إدارة الشركة الذي يواجه المخاطر بثباتٍ وحكمة، وشكراً أخيراً لسلطة الطاقة والموارد الطبيعية، ولمجلس تنظيم قطاع الكهرباء، أيضاً الشكر للحكومة الفلسطينية والأجهزة الأمنية الفلسطينية التي تدعم وترافق طواقمنا التفتيشية.