راديو موال:وكالات-في إطار الجهود المبذولة من قبل الحكومة والمؤسسات الرسمية والاهلية والنقابات، للحد من انتشار فيروس (كورونا) في محافظة الخليل دعا رئيس الوزراء محمد اشتية، وجهاء العشائر ورجالاتها وممثلي العائلات في كافة أرجاء الوطن، إلى تبني ميثاق شرف ملزم يمنع الأعراس وبيوت العزاء، لحين انتهاء أزمة (كورونا) التي باتت تشكل خطرا كبيرا على حياة المواطنين.
وقال عضو اللجنة العليا لشؤون العشائر في المحافظات الشمالية الحاج، نافذ الجعبري في تصريحات لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا): “نحن منذ بدء انتشار فيروس (كورونا)، ناشدنا اهلنا وأحبتنا في كافة محافظات الوطن، وفي محافظة الخليل بشكل خاص، الحد من بعض الظواهر والعادات والتقاليد، لمنع التجمعات خاصة المرتبطة منها بالافراح والاتراح، ونحن فور دعوة رئيس الوزراء باشرنا العمل لبلورة واعداد وثيقة شرف وطنية ملزمة لمنع التجمعات بكافة اشكالها”.
وتابع الجعبري: أن “رجال العشائر يؤدون دورهم وواجبهم الديني والوطني، وهم خير سند وعون للرجال الشرفاء الحريصين على مصلحة الوطن، ونعمل في هذه الايام بالتعاون مع كافة الجهات الرسمية لمحاربة وباء (كورونا) ومنع انتشاره، ونشارك بالاجتماعات الدورية التي يصدر عنها مواثيق وقرارات تحدد التعامل مع كافة القضايا والحوادث التي قد تحدث على مستوى الوطن، ومن ضمنها ما يتعلق بمواجهة هذه الجائحة”.
من جانبه، تطرق أحد ابرز وجهاء العشائر بمحافظة الخليل الحاج محمد جبر الرجوب “ابو جبر”، للتحديات والصعوبات التي تواجه رجال العشائر والعائلات في اقناع الناس بالتزام التعليمات الصحية، ومنع التجمعات في الافراح والاتراح وغيرها من المناسبات الاجتماعية.
واوضح انهم “يقفون على مساحة واحدة وخط مستقيم مع جميع الاحزاب والحركات والهيئات والجماعات والمنظمات الفلسطينية، وانهم يمثلون الجميع كمستقلين في حماية المجتمع وبث روح الوحدة داخله ونبذ الفرقة التي قد تطيح بكل مكوناته، خاصة في ظل انتشار مثل هذا الوباء”.
وتابع الرجوب: أن “دعوة رئيس الوزراء التي نصت على اهمية تبني ميثاق شرف ملزم يمنع الاعراس وبيوت العزاء في كافة المحافظات، لحين انتهاء أزمة كورونا، تشكل خطوة جريئة تقدر باحترام عال، للحفاظ على ابناء شعبنا، فأجيالنا لن تغفر زلاتنا وتهاوننا في التعامل مع هذه الجائحة التي يجب ان نتعلم منها الكثير ونستخلص العبر للمستقبل.
وقال عميد رجال العشائر بمحافظة الخليل الحاج عبد الوهاب غيث: إن “أمتنا واهلنا في فلسطين يمرون بظروف عصيبة جدا لم نشهدها في مراحل قضيتنا الفلسطينية سابقا، فنحن نعاني انتشار الوباء وممارسات واعتداءات الاحتلال المتواصلة، فتقسيم الخليل الى منطقتين H1 تخضع للسيطرة الامنية الفلسطينية، وH2 تخضع للسيطرة الامنية الاسرائيلية، زاد الطين بلة، وهذا ما دفعنا لتشكيل لجنة عشائرية منذ البداية في منطقةH2 ، استطعنا من خلالها اقناع المواطنين التزام الحجر الصحي واتباع سبل الوقاية العامة، لكن بعد عيد الفطر عادت الحياة لطبيعتها، ولم يلتزم المواطنون سبل الوقاية، وهذا تسبب بانتشار الفيروس.
وأضاف غيث “ينبغي علينا جميعا تعزيز دورنا وان يتحمل كل منا مسؤوليته، سواء الجهات الرسمية او العشائرية او اهلنا واحبتنا من ابناء امتنا، وفق ما جاء في الهدي النبوي الشريف “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”، وعلى الحكومة القيام بدورها المنوط بها لتوفير المستلزمات الطبية والعلاج اللازم، ونحن بدورنا علينا توعية المواطنين بخطورة هذا الوباء”.
وكرر المطالبة “بعدم التجمع والتجمهر لاي سبب كان، فهذا الفيروس عصف بدول عظمى في العالم ولديها اضعافنا من الامكانيات لمواجهته، وهي لم تستطع السيطرة عليه سوى باتباع سبل الوقاية العامة والزام مواطنيها الحجر الصحي”.
من ناحيته، قال رئيس وحدة السلم الاهلي والامن بمحافظة الخليل محمد الجعبري: “نحن ناشدنا ونعمل منذ البداية على منع التجمعات بكافة اشكالها واطيافها بالشراكة مع وجهاء ورجالات العشائر في الخليل، الذين يؤدون دورهم الفعال في حفظ المجتمع بمساندة المؤسسة الامنية، ولن نسمح لأي أحد بالتمرد على القانون والنظام، والجميع تحت طائلة المسؤولية”.
واردف “نحن بالشراكة مع العشائر وكافة الجهات الرسمية والاهلية والامنية، طالبنا العشائر والعائلات منع التجمعات في كافة المناطق بالمحافظة، وخاصة تلك الاماكن التي تخضع للسيطرة الامنية الاسرائيلية، وهذا كله يندرج في اطار حماية ابناء شعبنا من هذا الوباء القاتل”.
واشار الى اهمية رفع الغطاء العشائري عن كل شخص يعمل على بث الفتنة بين ابناء شعبنا ولا يلتزم بتعليمات وزارة الصحة الوقائية. ونوه الى ضرورة ان يتحلى الجميع في هذه الايام العصيبة بمكارم الاخلاق.
وطالب الأجهزة الامنية بالضرب بيد من حديد كل خارج عن القانون واعتقاله وتقديمه للعدالة.
واكد “التفاف شعبنا الكامل حول الشرعية الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، وقيادته الحكيمة، سائرين خلفه بكل ما اوتينا من قوة وإيمان لدعمه، ومساندة رئيس الوزراء في سياساته لمواجهته هذا الوباء ومنع انتشاره، وكافة التحديات التي يحاول الاحتلال فرضها على الارض، لتحصيل حقوق شعبنا وكرامته حتى اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، والخروج من هذه الجائحة بسلام.”