راديو موال – اعتبر كثيرون إعلان مغني الراب الأمريكي كاني وست، زوج كيم كارداشيان، ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة، طعنة في ظهر “صديق العائلة” الرئيس دونالد ترامب لكن هذا ربما ليس التفسير الوحيد.
أما زوجته، فدعمت الديمقراطية هيلاري كلينتون في انتخابات عام 2016، إلا أنها أقامت علاقة جيدة مع ترامب في وقت لاحق، وزارت البيت الأبيض أكثر من مرة، كان آخرها الشهر الماضي عندما جاءت برفقة ثلاثة سجينات سابقات للقاء جاريد كوشنير، صهر ومستشار ترامب، وزوجته إيفانكا لبحث قضايا متعلقة بإصلاح السجون والأحكام القضائية في الولايات المتحدة.
واستغلت كيم أحد لقاءاتها مع ترامب عام 2018 لتطلب منه عفوا رئاسيا عن سيدة ستينية تدعى أليس جونسو، التي كانت تقضي منذ 1996 حكما بالسجن المؤبد على خلفية تورطها في تجارة المخدرات، وبعد أيام أعلن ترامب عن تخفيف حكم جونسون واستعادت حريتها.
وفي الوقت نفسه، ألمح كاني وست في وقت سابق إلى أن لديه طموحات رئاسية، وقال في إحدى المقابلات الصحفية إن دعمه لترامب كان حيلة لإبعاد الديمقراطيين وتمهيد الطريق لخوض سباقه الخاص إلى البيت الأبيض.
وربما أعطت موجة الاحتجاجات المناهضة للعنصرية التي اجتاحت الولايات المتحدة بعد وفاة المواطن الأسود جورج فلويد على يد شرطي أبيض في مينيابولس الشهر الماضي، زخما جديدا لطموح وست الذي انخرط بنشاط في حملة دعم أسر ضحايا عنف الشرطة.
وتكفل وست بتغطية نفقات جيانا ابنة جورج فلويد، طوال حياتها، فيما يتعلق بتعليمها ورسومها الدراسية المستقبلية، كما قدم أيضا تبرعات لسلسلة من الشركات السوداء فى شيكاغو للمساعدة فى إبقائها قيد التشغيل خلال أزمة كورونا.
فهل هي فعلا طعنة في ظهر ترامب، خاصة بعد أن أبدت كيم “الناكرة للمعروف” تأييدا لخطوة زوجها عبر نشر علم أمريكي في تغريدة لها؟
هل جاء تحد جديد لترامب من حيث لم يتوقع، خاصة بعدما أعلن رجل الأعمال المشهور إيلون ماسك أيضا تأييده لوست، في حين رفع وكلاء المراهنات عبر الإنترنت احتمالات فوز وست على وجه السرعة من 0,2% إلى 2%؟
الصورة لم تتضح بعد، ووست نفسه لم يقدم بعد تفاصيل حول خطواته اللاحقة، لكن البعض اعتبر تحرك المغني “حيلة تهدف إلى إعادة انتخاب ترامب”، متهما إياه بمحاولة تقسيم أصوات المعسكر المعادي لترامب، حيث يعتمد الديمقراطيون ومرشحهم المحتمل جو بايدن إلى حد كبير على أصوات الأقليات العرقية التي سيحاول وست أيضا كسب ولائها.
وقد يكون تحرك وست ونيته خوض غمار العمل السياسي ناجما عن تنافس ضمني مع زوجته والغيرة على شهرتها المتزايدة كناشطة اجتماعية ومدافعة عن إصلاح السجون والأحكام القضائية في البلاد.
بالإضافة إلى هذه الفرضيات، هناك من يرى أن قرار وست قد يكون مجرد حيلة دعائية للمساعدة في الترويج لمجموعة جديدة من الأحذية أو ألبوم قادم، وبالتالي فإنه قد يسحب ترشحه في وقت لاحق، مثلما فعل كثيرون قبله، لتهدأ أصداء الضجة الحالية دون أن تترك أثرا في الحياة السياسية الأمريكية.