راديو موال – نجيب فراج -روى الطبيب الفلسطيني ثائر ابراهيم مزهر من سكان مخيم الدهيشة والذي يتلقى تعليمه في احدى جامعات استطبول التركية حيث يتخصص الان في مجال التخدير، عن اصابته بفايروس كورونا -مشيرا الى انه و منذ ظهور اول مريض كورونا في اسطنبول بتاريخ 3/11 عمل في اربع وحدات عناية مكثفة تخص مرضى كوفيد-١٩ ومع بداية شهر حزيران قررت المستشفى اراحته بارساله الى وحدة عناية مكثفة عادية وفي هذه الوحدة ارسل أطباء قسم الباطنية أحد مرضاهم اليها مؤكدين ان مسحته سلبية أي سليمة ولكن للاسف تم اكتشاف هذه الحالة لاحقا اصابتها بالكورونا وقد كان ثائر واحداً من ١٦ طبيب وممرض انتقلت اليهم العدوى، وقال انه قبل ظهور الاعراض عليه ارسلت عينات من دمه الى المختبر وجاءت اختبارات التخثر وانزيمات القلب مرتفعة جداً وهذا يدل على ان الكورونا تتسبب لكن نتيجة المسحة كانت سلبية، وقال انه في اليوم التالي مع بدء السعال والتعب الشديد أحسست باختناق ونقلت الى المستشفى للحصول على الاكسجين. قمت بتصوير صورة طبقية للرئتين لأجد أنني مصاب بالكورونا ومنتشر الى الرئتين، وقمت بإرسال مسحة ثانية جاءت سلبية أيضًا. للأسف فإن نسبة كبيرة من النتائج السلبية خاطئة وهذا يتعلق بطريقة أخذ العينة أو بموعد أخذها المبكر.
واشار مزهر الى ان الأعراض أخذت تسوء وبدا لون الساق يتحول للأزرق . كان قد مضى على بداية الأعراض ٥ أيام وهنا أرسلت مسحة ثالثة جاءت ايجابية لتبدأ رحلة اسبوعين من الحجر المنزلي، وقام المستشفى بعرض التكفل بالاقامة لعدم توفر تأمين صحي تركي لكن الأعراض كانت قد بدأت بالتحسن.
وقال “ان رهاني كان على جهاز المناعة حيث أنني لست بمدخن ولا أعاني أمراضًا مزمنة لكن المرض مر لدي اشد من زملائي الاخرين ولدينا بعض زملائنا من عمر ووضع صحي مشابه وصل بهم المرض حتى العناية المكثفة. يعني بالفلسطيني “هذا المرض مش معروف قرعة ابوه منين”، وفي الأيام الأولى وقبل ظهور الأعراض اختلطت بالكثيرين خارج المستشفى ومنهم اصدقاء اكلت معهم على طاولة واحدة. لكنّا التزمنا جميعًا بالكمامات، التعقيم والمسافة المناسبة ولم يصب أحد ممن خالطتهم.
وتطرق مزهر الى الاصابات المذهلة القطاع الصحي في تركيا وهم بالآلاف وقد جرى خسارة كثير من الزملاء . لكن اكثر من احزننا الممرضة ديليك. لأنها حامل تم إعطاءها اجازة وللأسف بينما هي في البيت اصيبت عن طريق جارتها المستهترة. ولدى اصابتها كانت في الشهر التاسع من الحمل لذلك قررت المستشفى توليدها قيصريًا. بعد عدة ايام توفيت ديليك بسبب الكورونا عن عمر ٢٩ سنة والصور المرفقة الصورة من آخر مكالمة ڤيديو كانت المرة الوحيدة اللي تشاهد بكرها اسم ديليك معناه بالتركي “أمنية” وامنيتنا يا ديليك.
بيت لحم /PNN