الشاعر سامي مهنا يُطلق مسرحيته الشعرية “مأساة وضاح”

راديو موال:القدس-أطلق الشاعر سامي مهنا من الداخل، مسرحيته الشعرية “مأساة وضاح”، في مقر مؤسسة “سيدة الأرض” بمدينة رام الله، حيث تسلط المسرحية الضوء على واقع الحياة الشعرية والسياسية في الفترة التي عاشها الشاعر عبد الرحمن بن إسماعيل الخولاني في العصر الأموي والملقب بـ”وضاح اليمن”.

وجرى توقيع كتاب المسرحية برعاية مؤسسة “سيدة الأرض” بمدينة رام الله، حيث نُظمت أمسية هناك لإطلاق المسرحية مع مراعاة أعداد الدعوات وفق البروتوكول الصحي ضمن الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا، وتحدث فيها الشاعر سامي مهنا عن تجربته في كتابة المسرحية الشعرية.

وقدمت الأمسية الإعلامية مها أمان الله، اتلتي حاورت الكاتب، فيما تخلل حفل الإطلاق مداخلات وبعض الأسئلة.

وتحدث الشاعر مهنا عن المسرحية واستعرض قراءات منها، متطرقاً إلى رموز المسرحية والشاعر “وضاح اليمن”، حيث جاءت المسرحية في سياق تاريخي ببعض الإسقاطات السياسية.

وقال الشاعر مهنا لـ”القدس” دوت كوم: “إن المسرحية الشعرية (وضاح اليمن) هي مسرحية غنائية بأسلوب الشعر العمودي، وهي من إصدار دار (كل شيء) للنشر في حيفا، وصدرت الأسبوع الماضي، وقدم لها الشاعر اللبناني الكبير الدكتور محمد علي شمس الدين، والبروفسور الدكتور عمر عتيق”.

ويوضح الشاعر مهنا أنه اختار كتابة مسرحية “وضاح اليمن” لأن المسرحية الشعرية غير مطروحة في الوقت الراهن، وهي مسرحية من الممكن أن تكون على خشبة المسرح مسرحية مغناة، خاصة أن قصة مأساة وضاح هي قصة مدهشة ومتنوعة، وفيها قصائد حب ووجد ومديح، وتتحدث عن عدة شعراء خلال تلك الفترة، منهم جرير والفرزدق.

ويتابع مهنا: “لقد جمعتُ في المسرحية الشعرية كل المرحلة بشخصية وضاح اليمن، فيما تم التنوع الإيقاعي فيها عبر الكتابة الشعرية من خلال 16 بحراً من بحور الشعر العمودي، وقبل كتابة المسرحية التي احتاجت مدة 3 أسابيع فقط، احتجت نحو 6 أشهر لتحضير العمل من خلال قراءة الفترة التاريخية بشكل مفصل لتجاوز الخطأ التاريخي.

ويضيف: “والشاعر “وضاح اليمن” عاش في فترة الوليد بن عبد الملك بن مروان، وكان من المُقَنّعين لجماله وخوفاً من فتنة النساء وكي لا يصاب بالعين، وسمي وضاح لوضوح الوجه، وكان يعيش في اليمن، وأحب فتاة اسمها روضة التقى بها في اليمن وتشبب بها، وكتب لها الغزل، ومن عادات العرب هناك أنّ من يتغزل بامرأة لا يزوجونه إياها، وطعنه أحد إخوتها وأُغمي عليه فترة طويلة، وبعد مدة وجد أن روضة زوّجها أهلها لمسن ومصاب بالجذام، ثم ماتت روضة”.

ويتابع الشاعر سامي مهنا: “وضاح شعر بتأنيب الضمير بأنّ تغزله سبب موت روضة، فسافر إلى مكة ليحج، وفي كل طواف كان يشعر بأنه يُنقّي نفسه مما جرى، وفي الحج التقى بأُم البنين إحدى زوجات الوليد بن عبد الملك، فانبهرت بشكله وأقنعته أن يأتي إلى دمشق، واقتنع وضاح وخرج من مكة ثم إلى المدينة، وبعدها إلى فلسطين، ثم إلى دمشق، حيث أقنعته زوجة الوليد بن عبد الملك أن يأتي إليها ليتغزل بها غزلاً عذرياً.

ووفق الشاعر مهنا، فقد كان الخدم يدخلوا وضاح عدنها بصندوق كبير ويلتقي بها، وفي يوم من الأيام رأى أحد الخدم المقربين من الوليد بن عبد الملك بن مروان وضاح في صندوق أخبره بما رأى، ثم جاء الخدم بطلب من الوليد ويحملوا الصندوق ويدفن وضاح وهو بالصندوق فمات وهو حي مدفونا.

وتحدث الشاعر مهنا عن الفترة التي عاش بها عبد الله بن الزبير والتي كان لها في مسرحيته إسقاطاتها السياسية لتلك المرحلة وإسقاطاتها السياسية على المرحلة الحالية، وتحدث أيضا في مسرحيته عن المدن الفلسطينية التي مر بها وضاح اليمن.

والشاعر سامي مهنا من البقيعة في الجليل بالداخل من مواليد العام 1971، يعمل محاميا، وشغل منصب رئيس اتحاد كتاب العرب الفلسطينيين السابق في مناطق 1948، وهو ناشط سياسي في الداخل وتعرض للاعتقال لدى الاحتلال على خلفيات سياسية، وهو أديب وشاعر وقدم برنامجا أدبيا في إذاعة الشمس، ومحرر القسم الثقافي في موقع “عرب 48”.