راديو موال: عرب48 -يتهم سياسيون اسرائيليون من داخل الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، وكذلك صحافيون، رئيس حكومة الاحتلال ، بنيامين نتنياهو، بالسعي للتهرب من محاكمته بتهمة ارتكاب مخالفات فساد، بعدما قُدمت ضده لائحة اتخام وعُقدت الجلسة الأولى من محاكمته، الشهر الماضي. وأنه على خلفية اتهامات الفساد جرت خلال السنة الأخيرة ثلاث جولات انتخابية، وأن نتنياهو تمكن من تشكيل الحكومة الحالية فقط بعد انشقاق كتلة “كاحول لافان”، وتراجع القياديين المنشقين عنها، بيني غانتس وغابي أشكنازي، عن شرط الامتناع عن الانضمام إلى حكومة برئاسة متهم بالفساد.
ومنذ تشكيل حكومة الاحتلال الحالية، تشير التقديرات إلى أن نتنياهو لا يعتزم إكمال ولايتها، وأنه في مرحلة معينة سيعمل على حلها والتوجه إلى انتخابات جديدة، مبكرة، ولذلك هو يضع عقبات، مستفيدا من خلافات بينه وبين غانتس وأشكنازي، حول مخطط ضم مناطق واسعة في الضفة وقانون الميزانية ، ويوصفان بأنهما “محطتان” تسمحان بالتوجه إلى انتخابات جديدة للكنيست، إذ يطالب نتنياهو بإقرار ميزانية للعام الحالي فقط بينما الاتفاق الائتلافي ينص على إقرار ميزانية لعامين.
على هذه الخلفية، قالت صحيفة “يسرائيل هيوم” اليمينية المؤيدة لنتنياهو، اليوم الإثنين، إن نتنياهو وغانتس أجريا محادثات حول مخطط الضم، وأن نتنياهو “أوضح” لغانتس خلال هذه المحادثات وأيضا من خلال تبادل رسائل بين مكتبيهما، أنه “إذا لم ينفذ الضم فإنه لن تكون هناك حكومة” أي التوجه إلى انتخابات مبكرة.
ورغم وجود أغلبية في الكنيست مؤيدة لتنفيذ مخطط الضم، إلا أن الإدارة الأميركية تشترط إعطاء ضوء أخضر لتنفيذه بموافقة “كاحول لافان”. وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس حزب شاس ووزير داخلية الاحتلال، أرييه درعي، ألمح الأسبوع الماضي إلى أن الضم ينبغي أن يكون بالاتفاق بين نتنياهو وغانتس، ورغم أن درعي لم يضع ذلك كشرط لتأييد الضم، لكن نتنياهو يتحسب من إمكانية كهذه.
كذلك أكدت صحيفة “معاريف”، اليوم، على انعدام يقين وخلافات داخل الحكومة حول مخطط الضم، مشيرة إلى أن خلافا كهذا موجود أيضا داخل إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي طرح “صفقة القرن” كخطة لتسوية مزعومة لحل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وشملت ضم مناطق في الضفة الغربية . وقالت الصحيفة إنه بسبب الخلافات في حكومة الاحتلال والإدارة الأميركية، فإن تنفيذ مخطط الضم لن يبدأ بحلول الأول من تموز/يوليو المقبل، مثلما يتعهد نتنياهو، وإنما سيؤجل.
وأوضحت الصحيفة أن الخلافات داخل الحكومة لم تتغير. وفيما نتنياهو يسعى إلى تنفيذ مخطط ضم المستوطنات وغور الأردن، فإن غانتس يرفض حتى الآن تنفيذ بند الضم فقط في “صفقة القرن” وإنما الخطة الأميركية كلها. كذلك يطالب أشكنازي بألا يكون مخطط الضم البند الأول الذي سينفذ في إطار الخطة الأميركية، ويطالب بأن تعلن حكومة الاحتلال عن تأييدها لخطة ترامب بكاملها، وبضمن ذلك إقامة دولة فلسطينية، وهو ما يرفضه نتنياهو بالمطلق.
ويدور الخلاف داخل الإدارة الأميركية بين مستشار ترامب وصهره، جاريد كوشنر، وبين السفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، الذي يتبنى موقف نتنياهو بالكامل بتنفيذ ضم أحادي الجانب وبشكل فوري. ويرى كوشنر أن على الإدارة الأميركية أن تؤيد تنفيذ “صفقة القرن” فقط لا غير ومن خلال إجماع داخل حكومة الاحتلال ، معتبرا أنه بذلك ستتمكن الإدارة من دفع “صفقة القرن” والحصول على تأييد دول عربية.
عرب 48