تفاصيل “الدولة الفلسطينية” ومصيرها المستقبلي وفق “الخطة الأميركية” كما كشفها كوشنر

موال –  كشف جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تفاصيل خطة السلام “صفقة القرن” والتي كشف عنها مساء أمس الثلاثاء، في البيت الأبيض، خلال مؤتمر صحفي عقده رئيس الولايات المتحدة بحضور بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، وشخصيات سياسية أميركية وإسرائيلية ودولية، وبعض سفراء الدول العربية.

وقال كوشنر، إن الخطة التي وصفها بـ “رؤية السلام” تحدد بشكل واضح إقامة دولة فلسطينية تكون عاصمتها في أجزاء من القدس الشرقية. مشيرًا إلى أن مساحتها ستكون قريبة من مساحة الضفة الغربية وقطاع غزة قبل عام 1967.

واعتبر كوشنر   أن الحل السياسي الذي طرح خلال الخطة، هو الأكثر تفصيلًا في تاريخ الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن إسرائيل ستقدم بعض “التنازلات التاريخية” كبادرة “سلام” لصالح الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي.

وقال “بعد ثلاث سنوات من التحليل والعمل، يسعدني أن يرى الشعب الفلسطيني هذه الرؤية التي أطلقتها إدارة الرئيس ترمب، وتهدف إلى التعامل مع طموحات الشعب الفلسطيني والوصول أخيرًا إلى حل لهذا الصراع”.

وأضاف “تدعو الرؤية إلى إقامة دولة فلسطينية تكون عاصمتها في أجزاء من القدس الشرقية، وتضمن لكل المسلمين الذين يرغبون بالصلاة سلميًا في الحرم الشريف أن يكونوا قادرين على ذلك”.

ودعا كوشنر، الشعب الفلسطيني إلى قراءة الرؤية ليروا بأعينهم أننا نأخذ الطموحات السياسية لهم على محمل الجد. كما قال.

ولفت المستشار الأميركي، إلى الخريطة التي نشرها ترمب عبر حسابه في تويتر، مشيرًا إلى أنها تظهر ما ستكون عليه دولة فلسطين المستقبلية. مبينًا أن إسرائيل وافقت عليها رسميًا بناءًا على إجراء مفاوضات مبنية على هذا المبدأ.

وقال “هذه هي المرة الأولى التي توافق فيها إسرائيل على هذه التنازلات الكبيرة، ولقد استخدمت الولايات المتحدة علاقتها الوثيقة مع إسرائيل لإقناعهم بأن هذه التنازلات التاريخية لخلق دولة فلسطينية مستدامة ومزدهرة تصب في مصلحة اسرائيل على المدى البعيد”.

وأضاف “الرؤية للسلام التي أطلقها الرئيس ترمب متجذرة في مبدأ أن السلام الدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين يجب أن يكون مبنيًا على اتفاقية ترضي الطموحات الأساسية للشعبين – بشكل يضمن الأمن والكرامة وتوافر الفرص للجميع”.

وشدد كوشنر على أن هذه الرؤية تدعو إلى قيام دولة فلسطينية معترف بها دوليًا بما يحقق الطموخات الفلسطينية في الإستقلال وتحقيق الحكم الذاتي والكرامة الوطنية. مشيرًا إلى أن الإدارة الأميركية مستعدة للعمل مع القيادة الفلسطينية والمجتمع الدولي لبناء المؤسسات الفلسطينية والاقتصاد الفلسطيني للوصول إلى نتيجة ناجحة.

وجدد تأكيده على أن عاصمة دولة فلسطين ستكون القدس، وستشمل مناطق في شرقي المدينة، مشيرًا إلى أن إدارة بلاده ستقف مع القيادة والشعب الفلسطيني بعد إبرام اتفاقية سلام مع إسرائيل، وحينها ستفتح سفارة للولايات المتحدة في دولة فلسطين. كما قال.

وحول الخريطة المنشورة ضمن “الخطة الأميركية”، قال كوشنر إنها خريطة تظهر حدود تلك الدولة الفلسطينية المستدامة والمترابطة والتي ستقارب مساحتها، مساحة أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة قبل عام 1967. مشيرًا إلى أن إسرائيل أيضًا وافقت على الاعتراف بهذه الدولة بناءًا على هذه الخريطة، وهو أمر غير مسبوق. كما قال.

وأضاف “حتى خلال مفاوضات اتفاقية أوسلو لم تكن إسرائيل مستعدة للإعتراف بدولة فلسطينية، وخلافًا لجهود الماضي، ما بين أيدينا الآن ليست مجرد خطة وأفكار، بل شيء يمكن أن يتحقق فعليًا”.

وبشأن المسجد الأقصى، قال كوشنر إن الإدارة الأميركية تدرك مدى أهميته وقيمته للمسلمين حول العالم، وفي إطار الخطة ستكون الأماكن المقدسة مصونة، مع ضمان حرية العبادة للجميع ليأتوا ويصلوا بسلام، مما سيمكن أكثرمن 1.5 مليار مسلم من زيارة الأماكن المقدسة في المدينة والصلاة فيها.

وعن إمكانية تقديم إسرائيل تنازلات بشأن المستوطنات والأراضي، أكد كبير مستشاري البيت الأبيض، أن “رؤية السلام” توجب على إسرائيل أن توقف التوسع في المستوطنات لمدة أربع سنوات على الأقل لكي تتيح للقيادة الفلسطينية الفرصة للتفاوض على صفقة نهائية.

وقال “إذا كان لدى الفلسطينيين تعليقات أو إقتراحات لتحسين الخريطة، فنحن ندعوهم للحضور إلى المفاوضات لعرض آرائهم”.

وحول الشق الاقتصادي من الرؤية الأميركية التي تم الكشف عنها في البحرين في حزيران/ يونيو من العام الماضي، قال كوشنر إن من أكبر الأفكار التي خرجنا بها من ندوة “السلام إلى الإزدهار” في المنامة هي أن العالم يؤمن بالشعب الفلسطيني ويود مساعدته.

وأضاف “الفكرة الأخرى التي خرجنا بها هي أن إسرائيل لم تكن سبب معاناة الشعب الفلسطيني بقدر ماكان السبب هو غياب القيادة وسوء الحكم، ولو تمكنا من تحقيق تقدم في هذين الأمرين، فسوف تتدفق الإستثمارات وفرص العمل .. لدى الشعب الفلسطيني إمكانيات كامنة عظيمة، ويدرك كبار رجال الأعمال الإمكانيات العظيمة الموجودة هنا والتي لم تستغل بعد”.

وتابع “الخطة الإقتصادية التي أعلنا عنها، في ظل البيئة السياسية المناسبة، ستمكن الفلسطينيين أخيرًا من التحكم بمستقبلهم الإقتصادي .. مبلغ الخمسين مليار دولار في شكل إستثمارات في خطتنا سيكون عامل تغيير كبير للشعب الفلسطيني، وسيكون له صدى واسع عبر المنطقة”.

وواصل “قام أفضل الإقتصاديين في العالم بتحليل الرؤية للسلام وإمكانيات الإقتصاد الفلسطيني الكامنة، واستنتجوا أنها ستخلق أكثر من مليون فرصة عمل جديدة وستضاعف الناتج المحلي الإجمالي وستهبط بمستوي البطالة إلى أقل من عشرة بالمئة وستقلل من مستوى الفقر بنسبة 50 بالمئة”.

وأردف “هذا هو المستقبل الذي نرغب به أنا والرئيس ترمب للفلسطينيين، وأنا سعيد بأنه لدينا الآن طريق حقيقي للوصول إلى هذا المستقبل .. هناك إهتمام كبير بتمويل هذه الخطة بشرط الوصول إلى صفقة سلام نهائية. أكرر، هذه فرصة تاريخية”.

وعن الفوائد الإخرى التي ستعود على الإقتصاد الفلسطيني من هذه الرؤية، قال كوشنر “أحد أهداف الرؤية للسلام هو ضمان أن يكون لدى الفلسطينيين والإسرائيليين نفس الفرص المتاحة لغيرهم بالعالم .. هذه الرؤية ستخلق سبل مواصلات لتسهيل الحركة بين غزة والضفة الغربية وكامل دولة فلسطين، وستسمح أيضًا بإستغلال وإدارة المنشآت المخصصة في مينائي حيفا وأسدود إلى أن يتمكن الفلسطينيون من إنشاء ميناء خاص بهم”.

وأضاف “تشمل الرؤية أيضًا إنشاء منطقة منتجعات في شمال البحر الميت واستمرار أنشطة الفلسطينيين الزراعية في وادي الأردن، وأيضًا إمكانية إنشاء مطار جديد في غزة، إلى جانب إمكانية مناقشة إتفاقية تجارة حرة بين الولايات المتحدة ودولة فلسطين المستقبلية”.

وتابع “في ظل الحرية السياسية وتوافر هذه الإستثمارات أعتقد أن العالم سيرى أخيرًا ما يستطيع الشعب الفلسطيني أن يحققه”.

وبشأن قضية اللاجئين، قال مهندس الخطة الأميركية، إن هذه الرؤية تقدم حلاً عادلاً للاجئين الفلسطينيين بما يضمن أن تكون لديهم الفرصة لإعادة بناء حياتهم في أرض توفر لهم الأمن والأمان.

وبين أنه سوف يُعرض على اللاجئين أن يختاروا ما بين العودة إلى دولة فلسطين المنشأة حديثًا، أو الإندماج في الدول التي يقيمون فيها حاليًا، أو الإستقرار في دولة ثالثة.

ولفت إلى أن الرؤية تهدف أيضًا إلى إنشاء وديعة مالية كبيرة لدعم اللاجئين وتعويضهم، وستضمن أن جميع اللاجئين سوف يكون لديهم أخيرًا مكان يعتبرونه موطنًا لهم. كما قال.

وحول الأسباب التي قد تدفع القيادة الفلسطينية للتفاوض على ذلك، قال كوشنر “في الماضي كان هناك الكثير من لإستعراض والوعود الكاذبة، ولكن هذه الرؤية، بالإضافة إلى الإتفاقيات مع الإسرائيليين، هي شئ حقيقي، وهذا الصراع يمكن أن ينتهي لو كانت القيادات مستعدة”.

وأشار إلى أن الجانب الإسرائيلي أكد للرئيس ترمب أنهم متحدون ومستعدون للتفاوض مع الفلسطينيين، وأنه سوف يكون لديهم المرونة لمحاولة الوصول إلى صفقة نهائية.

وقال “إذا كانت لدى القيادة الفلسطينية أية إشكالات مع الرؤية فإنه يجب عليهم دراسة تفاصيلها والتعبير عن إعتراضهم على أمور محددة على طاولة المفاوضات .. تكرار التشدق بالشعارات القديمة والشتائم لم ينجم عنه حياة أفضل للشعب الفلسطيني الذي بات يدرك أفضل من غيره مدى الصعوبات التي يواجهها في ظل الوضع القائم .. ولكي نضع نهاية لهذا النمط من المعاناة للأجيال القادمة من الفلسطينيين والإسرائيليين فإنه يجب علينا أن نتحرك الآن”.

وأضاف “هذه الرؤية، إذا ما تم تطبيقها بشكل صحيح، ترى مستقبلاً به دولة فلسطين معترف بها دوليًا، ومستقلة إقتصاديًا، ومزدهرة .. أوجد الرئيس ترمب فرصة تاريخية لتغيير مصير الشعب الفلسطيني، وكلي أملٌ أن تكون لدى القيادة الفلسطينية الشجاعة للسعي بهذا الإتجاه”.