راديو موال : صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجمتها وانتهاكاتها في المسجد الأقصى المبارك، واعتقلت ظهر الثلاثاء أربعة شبان وفتاة من أمام مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك، بعد أن اعتدت عليهم وعلى عدد من المصلين.
بدوره، حذر مجلس الأوقاف والشؤون والـمقدسات الإسلامية من جر المدينة والمنطقة برمتها إلى صراع ديني لا يعلم مداه إلا الله، محملة سلطات الاحتلال مسؤولية التصعيد والانتهاكات التي يُستهدف فيها المسجد على أكثر من صعيد، وفي مقدمتها الاقتحامات الاستيطانية واعتداءات جنود الاحتلال، واستهداف أسوار المسجد الأقصى بالاعتداء، بذريعة الترميم الذي هو من صميم اختصاص ومسؤولية الأوقاف الإسلامية وحدها.
واعتدت القوات الخاصة الإسرائيلية المدججة بالسلاح وشرطة الاحتلال ظهر الثلاثاء على المصلين، بعد ساعات من تصديهم لمحاولات المتطرف ايهودا غليك سرقة كمية من تراب المسجد الأقصى أثناء اقتحامه المسجد الأقصى على رأس مجموعة من عتاة المتطرفين الذي انتهكوا حرمة المسجد واستفزوا المصلين بجولة في أروقة المسجد الأقصى وتأدية بعضهم صلوات واهتزاز.
وعندما تصدى المصلون لهذه الانتهاكات بالتكبير والصلاة وتلاوة القرآن في أروقة المسجد وساحة مصلى باب الرحمة، استنفرت شرطة الاحتلال واستدعت القوات الخاصة وعززت تواجدها في محيط باب الرحمة قبل أن تعتدي على الشبان بطريقة وحشية وتعتقل 5 شبان وفتاة منهم، وتنقلهم إلى باب الأسباط ومنه إلى معتقل المسكوبية.
ووثق مصلون عملية اعتداءات الشرطة والقوات الخاصة على المصلين من النسوة والشبان والفتية أثناء وجودهم في الساحة العلوية لمصلى باب الرحمة، ولاحقتهم واعتدت عليهم بالضرب، كما اعتدت على سيدةٍ كانت تحمل طفلها بيدها، وقامت بدفعها.
وقال الشهود إن قوات الاحتلال اعتدت على شابة بالدفع والضرب، ثم قامت باعتقالها، كما لاحقت 4 شبان واعتدت عليهم بالضرب المبرح وأوقعتهم أرضاً، ووضعت القيود بأيديهم واقتادتهم إلى مركز شرطة الاحتلال في باب الأسباط.
وشهد المسجد الأقصى المبارك توتراً، خاصة منطقة باب الرحمة، عقب الاعتداء على المصلين الذين كانوا يتواجدون في المكان دون سبب، حيث كانت مجموعة من النسوة والفتيات يجلسن في المنطقة، وبشكل مفاجئ جاء أحد ضباط الاحتلال وطالبهن بإخلاء المكان على الفور، وبدأ بإبعادهن عن المنطقة بالدفع، ولدى محاولة الشبان الوصول للمكان حاصرتهم القوات وقامت بضربهم بعنف، وذلك تزامناً مع اقتحامات المستوطنين الأقصى فترة بعد الظهر.
ولفت المصلون أن قوات الاحتلال تتعمد استفزازهم خاصة في منطقة باب الرحمة، حيث اعتدت قوات الاحتلال مساء الخميس الماضي على المصلين بالضرب وغاز الفلفل والاعتقال، علما ًأن تلك القوات تحاول منع المصلين من الجلوس في هذه المنطقة لتأمين سير اقتحامات المستوطنين.
وحذرت الأوقاف الإسلامية في القدس في بيان عاجل لها بعد هذه الاعتداءات من تصاعد الـمخاطر الـمحيطة بالـمسجد الأقصى الـمبارك والهجمة الشرسة من قبل حكومة الاحتلال، ومن خلفها مجموعات الـمتطرفين التي باتت جزءاً لا يتجزأ من مكونات الـمشهد الحزبي الـمساهم في صياغة سياسات الاحتلال وأهدافه، حيث تطال اليوم هذه السياسات كل ما يتعلق بالـمسجد الأقصى الـمبارك بشكل ممنهج لتستباح فيه ساحات الـمسجد الأقصى الـمبارك صباح مساء من قبل مجموعات الـمتطرفين الطامعين وبحماية من شرطة الاحتلال التي تتطور أدوارها بشكل مطرد لتشكل الذراع الذي يبطش بجموع الـمصلين والـمرابطين على أبواب الـمسجد الأقصى الـمبارك وفي ساحاته، خاصة في محيط مصلى باب الرحمة.
وأوضح البيان: “حيث بلغ صلف شرطة الاحتلال إلى تصعيد نوعي صارخ بتحريكها دعوى قضائية بالغة الخطورة قبل أيام قليلة تطالب فيه محاكم الاحتلال باستصدار أمر بتجديد إغلاق باب الرحمة، وذلك استناداً لأوامر قضائية سابقة خاصة بتقييد استعمال ما أسمته مكاتب لجنة التراث الوهمية التي تتخذها شمّاعة واهية لتعلق عليها أطماعها ومخططاتها بحق مصلى باب الرحمة، وذلك كما أسلفنا نيابة عن حراك الـمتطرفين ومجموعاتهم التي باتت تتحكم بنهجها وسلوكها”.
وقالت الأوقاف: “الشاهد في الأمر تزامن هذه الدعوات بتحركات مريبة تمارسها شرطة الاحتلال هذه الأيام على أرض الواقع في محيط مصلى باب الرحمة وكامل الـمنطقة الشرقية بالاعتداء على جموع الـمصلين ضرباً واعتقالاً وإبعاداً، وذلك بتحقيق تواجد شرطي غير مسبوق في محاولة لفرض واقع جديد يمهد لأدوار أكثر خطورة تتهدد الـمنطقة والـمسجد الأقصى بشكل عام، ناهيك عن تعطيل وتدخل شرطة الاحتلال السافر بمجمل مهام ووظائف دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون الـمسجد الأقصى الـمبارك من صيانة ومشاريع حيوية مهمة وضرورية لصيانة الـمباني التاريخية، التي باتت تعاني من آثار التلف نتيجة لتقادم مشاريع صيانتها وحفظها وتأخير مشاريع الاعمار الخاصة بها، وكل هذا يأتي في غمار محاولات آثمة بالغة الخطورة تسعى فيها سلطات الاحتلال إلى إقحام نفسها في كل ما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك، من خلال نصب سقائل وأعمال صيانة مريبة للأسوار الخارجية للمسجد الأقصى الـمبارك من الجهة الغربية والجنوبية في رسالة تحدٍّ وغطرسة غير مسبوقة، الأمر الذي نعتبره اعتداءً صارخاً على جزءٍ أصيلٍ من أجزاء الـمسجد الأقصى الـمبارك”.
وأكدت الأوقاف الإسلامية في بيانها أنه “إزاء كل هذه الخروقات بالغة الخطورة، وفي إطار الاجتماع الـمفتوح لـمجلس الأوقاف الإسلامي في مدينة القدس نؤكد ما يلي:
1. إلى كل من تسول له نفسه إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، أو التنكـّر لحقوقنا في إدارة وصيانة مقدساتنا، نؤكّد له أننا عقدنا العزم أن لا تُمس مقدستنا، فهذا مصلى باب الرحمة كان وسيبقى جزءاً أصيلاً من الـمسجد الاقصى الـمبارك الذي بارك الله حوله، بحكم قانون رباني قدر الله له هذه الـمنزلة والشأن مسجداً إسلامياً خالصاً للمسلمين وحدهم لا ينازعهم فيه إلا هالك، فلا اعتبار ولا مكانة لأي قانون عابر وضعي كان من كان صاحبه ولن يملى عليه أي قرار أو حكم، فلا محاكم الاحتلال ذات اختصاص ولا تشريعاته وقراراته محل اعتبار، واي قرارت تصدرها هذه الدوائر لن تلزمنا بشيء، خاصة مع استنادها إلى تلك الحجج والأباطيل الواهية التي تقترب للخيال أكثر منها للواقع.
2. إن كافة إجراءات الاحتلال بحق حراس الـمسجد الأقصى الـمبارك والـمرابطين والـمصلين من ضرب واعتقال وإبعاد لهي خير دليل على نوايا الاحتلال بدفع الـمنطقة إلى شبح صراع مرير باختلاق أزمة جديدة لتحقيق مآرب وأهداف لن تمر ولن تحمل معها إلا الـمزيد من الاسى والفوضى، بلا أدنى أشكال الـمسؤولية أو الحرص على حرمة دور العبادة وحرية ممارسة الشعار الدينية فيها، والاحتلال وحده من سيتحمل الـمسؤولية عن هذه الـمآسي الناتجة عن تصرفاته.
3. على سلطات الاحتلال احترام الوضع الديني والتاريخي والقانوني القائم في الـمسجد الأقصى الـمبارك، الذي تشكل فيه دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون الـمسجد الأقصى الـمبارك الجهة الرسمية والوحيدة الـمسؤولة على إدارة وصيانة كافة أجزاء الـمسجد الأقصى الـمبارك، بما فيها أسواره الخارجية تحت رعاية ووصاية جلالة الـملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه.
4.يا أبناء بيت الـمقدس وأكناف بيت الـمقدس، يا من استأمنتم على هذه التركة العمرية وهذا الإرث الصلاحي، إن مسجدكم هذا ليستصرخ نخوتكم لـمن أراد تجديد هذه البيعة والرباط فيه، فطوبى لـمن حظي بهذا الشرف العظيم، ليقيم صلاته وقيامه في هذه البقعة الطاهرة الـمباركة.
5. يثمن الـمجلس مواقف صاحب الوصاية والولاية والرعاية الهاشمية جلالة الـملك عبد الله الثاني بن الحسين الراسخة من الـمسجد الأقصى الـمبارك، ويؤكد الـمجلس قناعته بأن جلالته لن يتوانى في تحمل الـمسؤولية الدينية والتاريخية في الدفاع والحفاظ على الـمسجد الأقصى الـمبارك لحمايته والحفاظ على رسالته ومكانته الإسلامية.
6. ويحمل مجلس الأوقاف الإسلامي سلطات الاحتلال الـمسؤولية الكاملة تجاه أي محاولة لفرض واقع جديد في محيط مصلى باب الرحمة والمنطقة الشرقية، كما يحمّل سلطات الاحتلال مسؤولية أي أضرار معمارية تحدث لكافة الـمباني التاريخية التي أصبحت بحاجة ماسّة الى اعمال الترميم، وتطالبها بإزالة السقائل التي نصبتها في الجهتين الجنوبية والغربية على أسوار الـمسجد الأقصى الـمبارك، وعدم منع دائرة الأوقاف من ترميم هذه الأسوار”.
ويأتي اقتحام المتطرف يهودا غليك وعشرات المستوطنين صباح الثلاثاء المسجد الأقصى المبارك بدعوة من ما تسمى “جماعات الهيكل” المزعوم أنصارها من المستوطنين إلى المشاركة في اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، بذريعة إحياء ذكرى “حصار الهيكل المزعوم” بحسب النصوص اليهودية.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة بأن ٩١ مستوطنًا، بينهم المتطرف “غليك”، اقتحموا المسجد الأقصى خلال الفترة الصباحية، ونظموا جولات استفزازية في أنحاء متفرقة من باحاته.
وأوضحت أن مرشدين يهود قدموا للمستوطنين شروحات عن “الهيكل” المزعوم أثناء اقتحامهم الأقصى، وحاول بعضهم أداء طقوس تلمودية في باحاته.
وخلال جولاته الاستفزازية، حاول غليك برفقة وزير الزراعة الإسرائيلي السابق أوري أرئيل ومجموعة مستوطنين سرقة حجارة وأتربة من المنطقة الشرقية في المسجد الأقصى، إلا أن الحراس تصدوا لهم.
وأشارت الأوقاف إلى أن ١٦٥٠سائحاً أجنبياً اقتحموا المسجد الأقصى في الفترة الصباحية.
وقالت الاوقاف الاسلامية إن باب المغاربة تم اغلاقه بعد اقتحام ٥٧مستوطناً و٤٥ مما يسمى بضيوف الشرطة في الفترة الثانية من الاقتحامات بعد صلاة الظهر، وكانت أعداد السياح ١٠٨٠سائحا أجنبياً.
كما اعتقلت قوات الاحتلال حارس الأقصى سلمان أبو ميالة أثناء خروجه من المسجد، ومن ثم أفرجت عنه بعد احتجازه لمدة نصف ساعة.
وحررت شرطة الاحتلال هويات المصلين واحتجزت بعضها، خاصة النساء، أثناء دخولهم للمسجد، فيما واصلت منع عشرات الشبان والنساء من دخول المسجد منذ فترات متفاوتة.
واعتقلت شرطة الاحتلال: أسيل عيد ومحمد أبو شوشة وحبيب أبو شوشة وموجد كبها وإسلام غتيت بعد الاعتداء عليهم بصورة همجية في الساحة العلوية لمصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك.