102 الخط الساخن الأكثر استخداماً في فصل الشتاء

راديو موال : في هذا الوقت من السنة يُقبل المواطنون على اقتناء وسائل التدفئة التي تعمل بالغاز أو الكاز أو الحطب أو الكهرباء لمواجهة برد الشتاء القارس، وعلى الرغم من أهمية وسائل التدفئة للناس في هذا الفصل، فإن إساءة استخدامها تشكل خطراً حقيقياً على حياتهم.

ولهذا، فإن من أهم الأمور التي يجب أن تُتبع عند شراء وسائل التدفئة مراعاة إحراءات الأمان أثناء استخدامها، فكثيراً ما نسمع عن حدوث الحرائق والاختناقات جراء سوء الاستخدام.

الدفاع المدني: وفاة 5 أطفال جراء عدم اتباع وسائل الأمان في وسائل التدفئة
في نهاية العام الماضي، لقي طفلان مصرعهما جراء حريق اندلع في منزل عائلتهما في مدينة يطا، جنوب الخليل، وآنذاك، عملت طواقم الدفاع المدني على إخلاء الطفلين اللذين أُصيبا بحالة اختناق وسلمتهما للطواقم الطبية، إلا أن النجاة لم تُكتب لهما.

وتشدد طواقم الدفاع المدني على الدوام على ضرورة الاستخدام الآمن لوسائل التدفئة، ومراقبة الأطفال وعدم تركهم بالمنزل وحدهم، والاتصال السريع على رقم الدفاع المدني 102 عند وقوع الحوادث أو الحرائق.

ومؤخراً، تسببت وسائل التدفئة بحريقين منفصلين في العمارة ذاتها، فقد اشتعلت النيران في إحدى الشقق السكنية، جنوب شرق نابلس، وهرعت طواقم الدفاع المدني وتمكنت من السيطرة على الحريق، وبعد إخماد النيران تفقد المحققون الموقع لمعرفة سبب الحريق ليتضح أن الاستخدام الخاطئ لوسيلة تدفئة كهربائية تم تركها مشتعلة بالقرب من الكنب كان السبب في وقوع الحريق.

وعلى الدوام، يؤكد الدفاع المدني ضرورة الانتباه إلى وسائل التدفئة وعدم تركها مشتعلة عند مغادرة المنزل أو بقرب الستائر والكنب، إلا أن تلك النصائح لم تؤخذ على محمل الجد من قبل المتواجدين ، ففي ساعات العشاء هبت ألسنة اللهب في شقةٍ سكنيةٍ أُخرى في العمارة نفسها، وكان السبب في اشتعالها وجود المدفأة قرب الستائر، وبحمد الله وفضله كانت الخسائر مادية، ولم تكن هناك خسائر في الأرواح.

وبحسب الإحصاءات الصادرة عن الدفاع المدني عام 2019، فقد توفي خمسة أطفال في مدينة الخليل ويطا وآخر في مدينة نابلس، جراء عدم اتباع وسائل الأمان في وسائل التدفئة.

وأوضح الدفاع المدني أن السبب الرئيس لوفاة الأطفال كان المدافئ، فقد اندلعت النيران وحاصرت الأطفال إلى أن قضت عليهم.

وكشفت الإحصاءات وقوع 560 حريقاً داخل المنازل جراء حدوث (تماس كهربائي، وحرائق عمد، والاستخدام غير الآمن لوسائل التدفئة).

 

تلاعب وغش في أسطوانات الغاز
يُعد التلاعب والغش في أُسطوانات الغاز من أكثر القضايا التي تؤرق المواطنين، فهناك بعض التجار الذين يلجأون إلى بيع أسطوانات الغاز التالفة التي تُسبب الحرائق وتسريب الغاز، خصوصاً في ظل عدم وجود صيغ تعريفية على العديد من الأسطوانات كتاريخ الإنتاج والانتهاء والعمر الافتراضي.

وأثناء جولة تفقدية لمديرية الدفاع المدني في محافظة الخليل بداية هذا العام، تم ضبط ثلاث عشرة أُسطوانة غاز غير مطابقة لشروط السلامة العامة في مستودع لتوزيع الغاز المنزلي، ومتعرضة لضربات وانبعاج ومعمول عليها إصلاحات ولحام، ما يشكل خطراً عند تعبئتها واستخدامها في المنازل.

ويلفت المقدم نائل العزة، مدير العلاقات العامة والإعلام في الدفاع المدني إلى “أن كثيراً من حالات تسريب الغاز تنجم عن عدم تغيير ملحقات أُسطوانات الغاز التي تُعرضها للتلف، ومن ثم حدوث المشاكل”.

ويبين المدير الإداري لمجموعة السلام الاستثمارية عدلي النتشة أنّ هناك بعضاً من التجار من ذوي النفوس الضعيفة يلجأون إلى إعادة بيع أسطوانات الغاز المتلفة من قبل إسرائيل إلى المواطنين، فأُسطوانات الغاز في فلسطين ملك للمواطن وليس للحكومة، ولهذا يلجأ بعض المواطنين إلى شرائها بأسعار أقل من أسطوانات الغاز الجيدة، حتى وإن كانت غير مطابقة للمواصفات والمقاييس”.

ويضيف النتشة: “تلك الأسطوانات تخرج من داخل المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في الداخل ليتم بيعها كحديد، وللأسف تباع لدى بعض التجار من ضعاف النفوس كأسطوانات للغاز للمواطنين”.

بدوره، يقول العزة إن “هذا الكلام لا أستطيع نفيه أو تأكيده، ولكن الدفاع المدني يعمد إلى إتلاف أُسطوانات الغاز المستخدمة أكثر من خمسة عشر عاماً على الدوام، واستطعنا بحمد الله أن نغير أكثر من 70% من تلك الأسطوانات”.

ويضيف: “بمجرد إتلاف تلك الأسطوانات لا يمكن إعادة تصنيعها أو استخدامها مرةً أُخرى، ويتم إرجاعها لأصحابها لبيعها كحديد لا أكثر”.

ويلفت العزة إلى أن “جمعية المستهلكين تراقب الأوزان والمقاييس، لأنّ أي تلاعب يضر بسمعة صاحب وكالة الغاز ويعرضه للمساءلة القانونية، خاصة أن المواطن يستطيع أن يعرف وزن الأسطوانة وكمية الغاز فيها”.

 

تسرُّب الغاز.. خطر داهم
ويبين أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة وعضو جمعية طب الأطفال الفلسطينية الدكتور حاتم شحادة أن “انبعاث الغاز في الجو يصل إلى الدماغ ويؤدي إلى حدوث التسمم، وترافق هذه العملية بعض الأعراض مثل: الدوخة والتسارع في دقات القلب والصداع، كما يؤثر نقص الأكسجين على الدماغ فيعجز عن الدفاع ليحدث الإغماء ومن ثم الاختناق”.

ويقول شحادة: “يمكننا تفادي خطر وسائل التدفئة عن طريق فتح النوافذ والسماح بدخول الهواء النقي والتخفيف من حدة نسبة أول أكسيد الكربون في الغرفة، وفي حال كان الشخص مغمى عليه ولم يفارق الحياة يجب نقله فوراً إلى المستشفى، لإعطائه الأكسجين الصافي 100%، ولذلك أُشدد على أهمية فتح النوافذ ودخول الهواء إلى الغرفة على الدوام لنتفادى سموم التدفئة القاتلة”.

ويؤكد أن “استخدام وسائل التدفئة عن طريق الفحم يشكل خطراً كبير على الأشخاص الذين يعانون من أمراض التهابات الجهاز التنفسي، لأن تعرض الفحم للهواء أو الرياح قد يؤدي إلى حدوث الحرائق في المنزل”.

ويضيف: “كما يجب تجنب وضع المدفأة بقرب الستائر والمواد القابلة للاشتعال، وعدم استخدام المدفأة لأغراض الطهي أو التسخين أو تجفيف الملابس، خصوصاً في ظل وجود الأطفال حولها، ويجب مراقبة المدفأة باستمرار وعدم الذهاب للنوم وتركها خوفاً من حدوث ما لا يُحمد عقباه وزيادة ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون السام الذي يحل محل الأكسجين ويؤدي إلى الاختناق”.

ويشدد شحادة على “ضرورة الابتعاد عن تعبئة المدافئ بالغاز أثناء اشتعالها لأن ذلك يزيد من اللهب، و يؤدي إلى حدوث الحرائق في المنزل بشكل مفاجئ”.

 

آراء المواطنين في المدافئ الأكثر أماناً
تفضل المواطنة لينا جبور استخدام المدافئ المعبأة بالكاز في فصل الشتاء، وتقول: “لأننا من ذوي الدخل المحدود فإن “صوبات الكاز” هي الحل الأمثل للتدفئة في بيتنا، فالعين بصيرة واليد قصيرة، ولا أكترث لمخاطرها، فالله هو الحافظ، والبرد لا يرحم الصغار ولا الكبار”.

أما المواطن محمد بطاينة فيعتبر أن “وسائل التدفئة بالغاز سريعة التدفئة، وهي الأفضل، ولكن المشكلة تكمن حينما يتم الانتقال من غرفة دافئة إلى أُخرى باردة، فإن ذلك يؤدي إلى الإصابة بأمراض تقلبات الجو”.

ويكتفي الحاج أبو عمر بـ”استخدام البطانيات كوسيلة من وسائل التدفئة نظراً لأن مخاطر وسائل التدفئة أكثر من فوائدها، ولأنها وسائل تدفئة طبيعية ولا تشكل خطورة على حياة الإنسان وتعتبر من الوسائل الآمنة للتدفئة”.

تعليمات وإرشادات
يشدد مدير العلاقات العامة والإعلام في الدفاع المدني المقدم نائل العزة على أن “وسائل التدفئة بجميع أنواعها يجب أن تكون ذات مواصفات جيدة وجودة عالية وتحتوي على وسائل الأمان في حال حدوث أي مشكلة فيها”.

ويبين أنه “يجب عند استبدال أسطوانة الغاز الفارغة بأُخرى مليئة أن يغلق صمام الأسطوانة ومفتاح الفرناولا، ومن ثم تركيب منظم الغاز للأسطوانه ووضع قطعة بلاستيك ما بين المنظم والأسطوانة لمنع تسريب الغاز”.

ويشدد العزة على “ضرورة عدم استعمال القوة أو الشد الزائد عند التركيب، وأن تكون الأسطوانة في وضع عمودي، ولا تتعرض لأشعة الشمس أو الحرارة”.

ويلفت إلى ضرورة “تغيير خرطوم الغاز في حال وجود تشققات به والتأكد من عدم وجود تسريب للغاز”.

ويقول العزة: “يتم الكشف عن التسريب بواسطة إسفنجة أو فرشاة مبللتين برغوة الصابون، وعدم استعمال اللهب أو الكبريت في الكشف عن التسريب، لأن ذلك قد يؤدي إلى حدوث انفجار”.

ويوضح العزة أنه “في حال وجود تسريب يجب إغلاق صمام الأسطوانة ومعرفة سبب التسريب ومكانه، وهذا يتم بوجود شخص ذي خبرة لأن أي خطأ يشكل خطورة كبيرة على الموجودين”.