احتفلت مدينة بيت ساحور، مساء امس السبت، بإضاءة شجرة الميلاد، إيذانا بالبدء باحتفالات أعياد الميلاد المجيدة.
قالت وزيرة السياحة والآثار رولا معايعة ممثلة عن رئيس الوزراء، “يسعدني أن أكون معكم اليوم هنا في بيت ساحور التي شكلت عبر التاريخ نموذجا يحتذى في النضال والعطاء والمحبة، هذه البلدة التي في سمائها رنمة الملائكة ترنيمة السلام الخالدة”.
وأشارت معايعة إلى أن نور شجرة الميلاد هو رسالة إنسانية معناها كبير، حيث أن كلا منا وبحسب قدرته ومن موقعه يضيء درب الآخرين، كما أننا بإضاءة شجرة الميلاد في بيت ساحور نصلي أن يشع نورها لتضيء قلوب جميع أبناء البشرية، ونستقبل زمن الميلاد، ونأمل أن نستقبل في أقرب وقت زمن الاستقلال والحرية وبناء دولة القانون والسيادة والكرامة دولة فلسطين الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
وأضافت “نحتفل هذا العام ونحن نعيش في ظل واقع صعب، ومع ذلك نصنع مساحة للتفاؤل والفرح، ورجاؤنا أن تبقى نجمة بيت لحم مشعة تقود العالم إلى السلام، وأجراس كنائس فلسطين تقرع إلى الأبد، مذكرة العالم بمعجزة الميلاد، فالميلاد هو وعد بالخلاص، ونقل البشرية من عصر الظلمات إلى زمن النور، وبالميلاد يتجه العالم بأنظاره نحو فلسطين، للفرح والابتهاج بنور الإيمان، لكنه يجدها محاطة بالجدار ومحاصرة بالمستوطنات من كلّ ناحية”.
وأوضحت معايعة أن بناء جدار الضم والتوسع العنصري فصل مدينة بيت لحم عن مدينة القدس المحتلة للمرة الأولى منذ نشأة المسيحية قبل أكثر من 2000 عام.
وأكدت أنه لا بد من التأكيد على الدور الكبير الذي تقوم به الكنائس المحلية في فلسطين، التي ملأت هذه الأرض ليس بكلمات الأمل والقديسين فحسب، بل أيضا بالمؤسسات التي تخدم جميع أبنائنا الفلسطينيين بغض النظر عن دينهم.
وقالت “إننا سنقوم بمواصلة العمل من أجل نيل حريتنا وعودة شعبنا الى أرضه، وسنواصل العمل من أجل إحقاق حقوقنا وإنهاء الاحتلال”.
وأشارت معايعة إلى أن عيد الميلاد يأتي ونحن في ذروة الموسم السياحي الذي يسجل أرقاما قياسية غير مسبوقة في تاريخ فلسطين من حيث أعداد الزوار وليالي المبيت في الفنادق الفلسطينية، فالسياحة إلى فلسطين هي ساحة أخرى من ساحات الصراع مع الاحتلال، ونؤكد من خلالها على الحفاظ على الموروث الثقافي الفلسطيني والتراث المادي، ونثبت فلسطين على خارطة السياحة العالمية كمقصد سياحي.
بدوره، قال رئيس بلدية بيت ساحور جهاد خير “إن ميلاد المسيح رسالة محبة وسلام وفرح، ورسالة عدل وسلام، فمن حق هذه الأرض المقدسة مهد الديانات السماوية والانبياء أن تحظى وشعبها وكل من يعيش على أرضها بالسلام الحقيقي العادل والشامل، لكن أي سلام وشعبنا الفلسطيني ما يزال يعيش تحت الظلم وبطش الاحتلال، الذي ما زال يمارس كافة أشكال العنف والاضطهاد من اعتقال وقتل وتشريد وهدم للمنازل والهجمة على المقدسات الدينية”.
وأضاف “على أرض فلسطين ما يستحق الحياة، ما يستحق أن نعيش من أجله، ومع إضاءة الشجرة نقول للعالم بأسره باقون على هذه الأرض كبقاء شجرة الزيتون وسنبقى صامدين”.
وحضر الحفل محافظ بيت لحم كامل حميد، ورجال دين، وممثلو دول مالطا، وفرنسا، وليتوانيا.وسبق حفل الاضاءة، مسيرة تقليدية تقدمتها فرقا كشفية، انطلقت من أمام مقر بلدية بيت ساحور مرورا بمنطقة “ارارات”، فسوق الشعب، حيث ذروة الاحتفالات.