راديو موال — اروى ابو مفرح —بدأنا نسمع عن تراجع نسبة الأمل بين الشباب فمن لا يملك الأمل لا يملك المستقبل فَهُما صُنوان لا يفترقان .
أيُعقل شباب بعمر الورود أصبحوا فاقدين للأمل بكل شيء حتى بتحقيق أبسط أحلامهم فكيف تدير أجيال المستقبل ظهرها للمستقبل ..
الشباب كالمعادن يصدئوا بالملل ويتمددوا بالعمل ويَنكمشوا بالألم فلا بد من خلق علاقة إيجابية بينهم وبين محيطهم لتحفيزهم بدون استثناء صغارا وكبارا شيباً وشباباً من كافة الطبقات..
فالشباب بحاجة إلى وجود جانب معنوي أساسي يكون بمثابة البُنية التحتية للأرضية التي سيجد فيها الأمل جذوره بتربة خصبة بمعنوياتها لتكون مؤهلة لجذب العناصر الضرورية لصناعة الأمل ..
فمن أراد أن يصنع لوطنه وأمته مستقبلاً فعليه أن يهتم بالشباب ومن أراد أن يرى إنتاجاً فريداً متميزاً فعليه ان يهتم بشبابه فالمجتمع الذي يهتم بأبنائه وشبابه فإنه يهتم بالمستقبل فالإنسان كالنبتة الصغيرة التي تحتاج إلى الرعاية والسقاية والعناية دون ذلك لن يستطيع أن يلوم الرياح إن كسرتها لأنه لم يحميها..
فمن الضروري توثيق الصلة بين الشباب والعملية الإبداعية وزيادة الإيمان المطلق بهم وتكريس الجهود الحثيثة لتنمية قدراتهم وتوجيهمم التوجيه السليم فمن خلال إتاحة الفرص للشباب وتمكينهم جدير بأن يجعل الوطن في طليعة الأمم الحية والمتحضرة سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً وفكرياً ..
فيؤلمني جداً عندما يدور حديث ونتناقش فيما بيينا في الجامعات والمجالس والندوات في كل المستويات إلى ما وصلوا إليه احوالهم من يأس وإحباط ومستقبل مظلم بلا أمل وبلا طريق واضح أمامهم لا في أممهم ولت مجتمعاتهم ولا حتى في سياسات وبرامج وخطط حكومتهم فقد تعبنا من إرشادات وإستراتيجيات مكتوبة ع الورق وكلام صحافة ومؤتمرات لا تحقق المنشود ولا تعطي أمل يُرجى ..
فاليوم فقد كَثُرت الشكوى وأنهار الأمل أمام السيل المتدفق من الخريجين والخريجات والعاطلين عن العمل الذين تقطعت بهم السُبل وهم يلهون في أشياء لا تُجدي ولا تنفع ..
فلا بد من وضع استراتيجيات وخطط لِتُطبق على أرض الواقع لا خلف المكاتب والأدراج وفنادق الخمس النجوم في الريف والبادية والمخيم والغور ثمة من يُطل برأسه على أمل وتحت سقوفها بشر وطاقات شباب وشابات كُثر تنتظر من ينقذها ويمد لها الأمل ..
فلا بد من أمل وطني مجتمعي يعيد للشباب دورهم وللوطن هيبتهِ بهم فالشباب خيمة الوطن ودرعهِ الحصين وقوتهُ الكامنة وعمادهِ الذي لا يلين وهم الأمل الباقي الذي يعلن شأن الأمة وسيُثبت أن التجدد مستمر وأن الخير كله مرهونُ بالعقول الفتية المتوهجة التي تضج بالحياة والحماسة والإندفاع وحب التطور .،