وسائل التواصل الاجتماعي سلاحُ ذو حدين

راديو موال — دنيا غنيم —تحتل مواقع التواصل الاجتماعي اليوم مكانة أساسية في حياة الناس عقب ثورة هائلة شهدتها وسائل الاتصال والتواصل التي افضت إلى سهولة وسرعة تدفق المعلومات، وباتت هذه المواقع هوية شخصية ترتبط إلى حد ما بواقع يعيشه الافراد في مجتمعاتهم، فكان لها إيجابيتها وسلبيتها في حياتهم ما دفع البعض الى وصفتها ب “سلاحٌ ذو حدين” يستدعي الحذر في التعامل معه.
ويقوم مبدأ عمل هذه المواقع على تناقل المعلومات والبيانات على شكل صور وفيديوهات ونصوص تعكس الحياة الخاصة للأفراد والعامة للجماعات من خلال سرعة الحصول على الأخبار والمعلومات وتسويق المنتجات ومساعدة الباحثين عن فرص عمل وطلاب العلم والباحثين وتشكيل الصداقات وتوثيق الذكريات هذا من ناحية إيجابية، وسحبت البساط من تحت الحكومات ووسائل الإعلام التقليدية من خلال إتاحة الوصول إلى المعلومات وبالتالي ضمان حق المعرفة للأفراد في مجتمعاتهم.
لكن من جهة أخرى يشوب هذه المواقع أيضا العديد من السلبيات: مثل إضاعة الوقت والذي قد يقود الى الإدمان ومن ثم الانعزال عن الواقع وتفكيك العلاقات الاجتماعية والإنسانية بين أفراد الأسرة الواحدة، وقد يتفاقم الأمر الى العزلة وقلة التفاعل وجهاً لوجه، وأيضا قد تقود الى بث الشائعات والأكاذيب والجرائم مثل الابتزاز الالكتروني وبالتالي انتهاك الحقوق وزعزعة السلم الأهلي.
وعليه وأمام هذه المحاذير والتحديات يلزم المستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي أن يكون واعياً بالدرجة الأولى لكل صغيرة وكبيرة يفكر ويقرر أن ينشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي، ويفكر ملياً بنوعية الأصدقاء والصفحات التي يتابعها حتى لا يعرض نفسه لأي نوع من الخطر أو الابتزاز أو المسألة القانونية والأخلاقية في حال وقعت تعديات، وهذا لا يعني أن الوصول إلى الملاذ الآمن يكون من خلال عدم استخدامها وإنما ما نريد أن نوصله هو تقنين استخدامها والوعي في التعامل معها.
ويبقى السؤال المطروح ” هل وسائل التواصل الاجتماعي مصدراً للحقيقة البناءة أم الإشاعة الهدّامة؟