الصحفي معاذ عمارنة: ان اقتلعوا عيني فلن يتمكنوا من اقتلاع عين الحقيقة

راديو موال : نجيب فراج – اجريت للمصور الصحفي معاذ عمارنة “35 سنة ” عملية جراحية معقدة في مستشفى هداسا الاسرائيلي بالقدس المحتلة في عينه اليسرى اليوم السبت جرى خلالها استئصال عينه من جراء رصاصة من نوعر “روجر” اطلقها باتجاهه احد جنود الاحتلال الاسرائيلي خلال قمع مسيرة شعبية في بلدة صوريف احتجاجا على مصادرة اراضيها وذلك يوم امس الجمعة حيث كان عمارنة الذي يعمل لصالح وكالة “جي ميديا ” يقوم بواجبه المهني فاصيب اصابات بالغة في عينه اليسرى وخضع الزميل معاذ عمارنة لعملية جراحية وبسبب تضرر العين بشكل حاد تم استئصالها، واستخراج شظايا الرصاصة من العين، لضمان عدم الاضرار بتوازن النظر للعين السليمة، ومن ثم سيتم تركيب عين تجميلية، وذلك بمشاركة اربعة اطباء. وكان المصور قد برصاصة مطاطية اطلقها جنود الاحتلال الاسرائيلي على الصحفيين خلال تغطيتهم لفعاليات جماهيرية شعبية سلمية في بلدة صوريف الى الشمال الغربي من محافظة الخليل. وبحسب الصحفيين المتواجدين بالبلدة قام جنود الاحتلال باطلاق رصاصة معدنية”روجر” حيث اصابت الزميل معاذ في طرف عينه وان بعض الشظايا على ما يبدو دخلت في عينه حيث تم نقله الى مستشفى الاهلي في مدينة الخليل لتلقي العلاج، ومن ثم نقل الى مستشفى الجمعية العربية في بيت جالا قبل ان يتم تحويله الى مستشفى هداسا. وادلى عمارنة ببعض التصريحات وهو على سرير الشفاء بمستشفى الجمعية العربية حيث اظهر رباطة جأش ومعنويات عالية حيث قال ان جنود الاحتلال وخلال العشرة ايام الماضية في ميدان الاحداث التي شارك بتغطيتها في محافظتي بيت لحم والخليل اظهروا استهدافا واضحا للصحافين من خلال ملاحقتهم والاعتداء عليهم وطردهم من الميدان واستهدافهم بالرصاص وقنابل الغاز وهذا كان جليا من خلال تغطية المظاهرات في العروب حيث شارك في تصوير حدث اطلاق النار على الشاب عمر البدوي من مسافة صفر في حادثة اعدام ميداني واضحة ما ادى الى استشهاده كما شارك في تغطية مظاهرات اندلعن عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم لثلاثة ايام احتجاجا على العدوان الاخير على غزة ومن ثم المشاركة في فعاليات مشابهة بالخليل توجت في بلدة صوريف باطلاق النار علي بشكل متعمد وكانت هذه الاحداث مليئة بالاعتداءات على الصحافيين واستهدافهم في اشارة واضحة على اجبارهم لعدم تغطية جرائمهم وهم لا يدركون ان كل ما يملكوه من ادوات قتالية عاجزة عن ان تقلع عين الحقيقة، مختتما حديثه بالقول ” ومع ذلك اقول الحمد لله فانا لا زلت على قيد الحياه ، فغيري يدفع حياته ثمنا للحقيقة”. واظهرت فيديوهات تناقلها الصحفيين على مواقعهم قيام جندي احتلالي بمطاردة الصحفيين الذين هبوا لمساعدة الزميل عمارنة من اجل تصويره وحالوا ايقافهم بالقوة الا ان الصحفيين واصلوا حملهم لزميلهم المصاب وقاموا بنقله الى المشفى. هذا وشكلت اصابة الصحفي عمارنة وهو من سكان مخيم الدهيشة صدمة كبيرة في صفوف زملائه بشكل خاص وفي صفوف جموع المواطنين. وقال الصحفي اياد حمد منسق نادي المصورين الصحفيين ان هذه الجريمة تضاف الى سلسلة الجرائم الاسرائيلية بحق الصحفيين الفلسطينيين موضحا انها تندرج في اطار السياسة التي تنتهجها سلطات الاحتلال الاسرائيلي لمنع نقل الرواية الفلسطينية من خلال عدسات المصورين. واشار حمد الى ان كافة المصورين الصحفيين في الخليل وبيت لحم وكافة المحافظات الفلسطينية يتعرضون لحملة تنكيل واستهداف اسرائيلي بشعة ومنظمة من اجل منعهم من القيام بمهامهم مشددا على مطالبة الصحفيين والمصورين الميدانيين الجهات الدولية ومؤسسات حقوق الصحفيين وحقوق الانسان العمل على وقف الجريمة المتواصلة بحق الصحفيين والتي كان اخرها استهداف المصور عمارنة. هذا ودعت نقابة الصحفيين الفلسطينيين لوقفة احتجاجية ضد استهداف الصحفيين الفلسطينيين من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي وجرائمها بحقهم والتي كان آخرها يوم امس باستهداف الزميل الصحفي معاذ عمارنة مما تسبب بفقدانه لعينه اليسرى نتيجة إصابته بعيار ناري اثناء تغطيته للأحداث في بلدة صوريف، وذلك غدا الأحد الساعة الحادية عشرة ١١ ظهرًا امام البرج العسكري على المدخل الشمالي لبيت لحم (قبر راحيل)