راديو موال – بهدف تعزيز الرواية الفلسطينية ونشرها في كل الاماكن والساحات ،ولأن الفن كان ولازال افضل اداة لتعزيز هذه الرواية ونشرها تستمر فعاليات مهرجان فلسطين الوطني للمسرح في نسختها الثاني لليوم الثالث على التوالي بتنظيم من وزارة الثقافة وبالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح في الشارقة، على مسرح قصر رام الله الثقافي في مدينة رام الله.
فلسطين ” التاريخية ” تلتقي على خشبة المسرح …
فعاليات المهرجان التي ستستمر حتى الواحد والثلاثين من الشهر الجاري ستشارك فيها عشر فرق من الناصرة وصفد والرملة، والقدس وغزة وجنين ورام الله والخليل، فيما تتنافس في المهرجان ثمانية عروض على جوائز الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة ، وفي مشهد تلتقي فيه فلسطين على خشبة المسرح.
وزير الثقافة : احتضان فلسطين للمهرجان تاكيد على ان القضية حاضرة في عهدة ووعي المثقف العربي.
واكد وزير الثقافة عاطف ابو سيف ان احتضان فلسطين للتظاهرة الثانية لمهرجان المسرح الوطني الفلسطيني بمكوناته الوطنية والقومية وبمشاركة تتخطى حدود الوطن المحاصر بالنكسة والنكبة لهو تأكيد على ان فلسطين القضية حاضرة في عهدة ووعي المثقف والفنان العربي ، وليس غريبا حين نعيد المقولة التاريخية ان المسرح ” ابو الفنون ” وان المسرح اول فعلٍ ابداعي فني وجد في التاريخ البشري البصري .
كما اكد ابو سيف ان اهمية الدورة الثانية لمهرجان فلسطين الوطني للمسرح تنبع من رؤيته الواقعية والفنية لتأكيد اهمية اطر المسرحيين الفلسطينيين على امتداد جغرافية الوطن السياسية والثقافية اينما كانت حدود المشهد الذي يؤديه الفنان الفلسطيني ، اينما كان واينما وقف على منصة الكون الذي نحرص ان تكون رسالته الفنية والثقافية الوطنية محطة لحكاية النضال الفلسطيني الطويل .
كما اشار ابو سيف الى ان المسرحيات التي يتم عرضها خلال فعاليات المهرجان، جاءت من الجليل وغزة والقدس ومناطق الضفة الغربية، وهي تعكس حياة الشعب الفلسطيني ومعاناته المختلفة، كمسرحية قلنديا رايح جاي التي تسرد معاناة الفلسطينيين على حواجز الاحتلال، كما هي مسرحية غزة التي تسلط الضوء على معاناة الفلسطينيين في القطاع جراء الحصار المفروض عليه، او ما يعانيه اهلنا في الداخل المحتل من تمييز من سلطات الاحتلال.
واكد ابو سيف ان التواصل الفلسطيني بين ابناء فلسطين في كل اماكن تواجدهم لا يمكن تخليده الا باستمرار وجود الفلسطيني في ارضه وصموده، ومن ثم تخليد حكاية الصمود في الانتاجات الادبية والفنية والمسرحية والادبية والسينمائية والرواية.
واكد ابو سيف مشاركة فنانين عرب ومن دول المهجر في المهرجان ، لافتا الى ان اعضاء لجان التحكيم التي نظرت في المسرحيات المتقدمة بطلب المشاركة في المهرجان نصفها من الدول العربية.
الهيئة العربية للمسرح : من قلب التحديات يولد الابداع وفلسطين نموذجٌ لذلك …
من جانبه وفي كلمة له عرضت خلال فعاليات المهرجان اكد الامين المساعد للهيئة العربية للمسرح اسماعيل عبد الله الاعتزاز ان من قلب التحديات التي لم يعرف التاريخ مثلها والتي تعيشها فلسطين تاتي الدورة الثانية من مهرجان فلسطين الوطني للمسرح ، مشيرا في الوقت ذاته الى ان الانتصار لنبل الفكرة التي تاسست عليها مبادرة صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي في تنظيم مهرجان وطني للمسرح في كل دولة عربية ليكون رافعة ومحصلة للنتاج المسرحي ومناسبة لقراءة الحال وتنمية الامال وجمع شمل المسرحيين ونحن احوج ما نكون الى ذلك الان .
كما اكد الامين العام المساعد للهيئة العربية للمسرح ان تنظيم المهرجان والنجاح المتوقع له هو انتصار للعهد الذي جمع الهيئة العربية للمسرح ووزارة الثقافة والمسرحيين الفلسطينيين من كل فلسطين على انجاز المشروع والوقوف على التجربة وتقويمها والسير بها نحو الافضل .
اللجنة العليا للمهرجان : المهرجان حقق نجاحا لافتا في ايامه الاولى
ومشاركة الفرق فيه تتم وفق معايير واضحة للجميع …
بدوره اكد رئيس اللجنة العليا المشرفة على المهرجان رائد فارس ان اهمية المهرجان تاتي اولا بسبب حجم المشاركات وعمقها والشراكات التي تعقدها الوزارة مع الفرق والافراد المشتغلين في هذا الحقل الثقافي الهام ، مشيرا في الوقت ذاته الى ان الوزارة اطلقت عام 2018 هذا المهرجان تأكيدا على الاهمية التي يلعبها المسرح في الحياة الثقافية الفلسطينية على الدوام والذي شكل في دورته الاولى نجاحا نفتخر ونعتز به ، كما جاءت هذه الدورة الثانية لترفع من مستوى التنسيق بين الفرق والفعاليات المسرحية ولتراكم ايضا على ما حققته الحركة المسرحية في فلسطين على مدار الوقت من انجازات تتجاوز حدودها وهي تقدم الدليل الابداعي على حيوية المشهد .
كما اكد فارس ان المهرجان تميز هذا العام بعروض الفرق الممثلة لكل فلسطين التاريخية واقامة الندوات الفكرية ، مشيرا في ذات السياق الى التفاف قطاع المسرحين على نجاح المهرجان من خلال المشاركة والحضور لتثبيت استمرار هذا الحدث سنويا وتسليط الضوء على القطاع المسرحي ، ومن جانب اخر رفع التوصيات بالعمل على الإسراع بالاهتمام بالبنية التحتية كبناء قصور الثقافة والمسارح في محافظات مختلفة حيث بدا بناء مسرح وقصر ثقافي في محافظة طوباس كما سيتم العمل على دعم إنتاجات مسرحية جديدة ومسرحيات قديمة جدا فلسطينية وإعادة إنتاجها لعرضها في العام القادم .
كما أكد رئيس اللجنة العليا المشرفة على المهرجان اعتزازه بهذا القطاع المسرحي وكل المتطوعين والعاملين لانجاح هذا الحدث الثقافي الوطني الهام مشيرا الى ان عدد المشاركات من الفرق زاد عن الدورة الاولى وايضاً من خلال متابعة الجمهور واهتمامه بمشاهدة العروض .
وفيما يتعلق بكيفية اختيار الفرق المشاركة في المهرجان اكد فارس وجود ” لجنة مشاهدة واختيار ” تضم المخرج المسرحي خالد الطريفي من الاردن وعلي ياسين من غزة وراضي شحادة من الجليل وهي تقيّيم الفرق التي تتقدم للمشاركة وفق معايير واضحة للجميع .
المهرجان شكل منصة للمطالبة بتطوير واقع المسرح الفلسطيني ..
واستغل فنانون فلسطينيون المهرجان، للمطالبة بتطوير واقع المسارح في فلسطين كي تعكس الهم والمعاناة اليومية للمواطنين بشكل أفضل، مطالبين بدعم حكومي وتعاون مع وزارة التربية التعليم.
وقالت الفنانة فلسطينية ميساء الخطيب إن المسرح هو وجه حضاري لأي شعب في العالم، ومن المفترض أن نعزز ذلك في مسارحنا الفلسطينية، لكنه ككل مجالات حياتنا يفتقد الى الدعم المؤسساتي لهذا القطاع الهام، لذلك فإن المطلوب ترسيخه في حياتنا الثقافية والفنية.
فيما قال الفنان محمد البكري إن المطلوب من الحكومة الفلسطينية إقرار تدريس المسرح في المدارس منذ الصغر، تماما كالرياضيات واللغات والجغرافيا، وذلك بهدف زرع علم المسرح في الاجيال الشابة وصولا لتأسيس الثقافة المسرحية، التي من شأنها مستقبلا أن تخلق مبدعين مسرحيين وأعمال مسرحية متقدمة.
وضمن فعاليات المهرجان كرمت وزارة الثقافة المخرج المسرحي الاستاذ خالد طافش والاستاذة سامية البكري وخالد الطريفي وذلك تقديرا لجهودهم المميزة في العمل المسرحي ولدورهم الكبير في ذلك.