بعد 4 سنوات على الجريمة.. احمد دوابشة يشق طريقه نحو الدراسة

راديو موال – في إحدى ليالي شهر تموز من عام 2015، تسللت عصابة من المستوطنين إلى قريةِ دوما إحدى قرى مدينة نابلس، التي يبلغ عدد سكانها 2674 نسمة، بعد دقائق قليلة من خروج العصابة من القريةِ بدأ الدخانُ يتصاعد بكثافة ليملأ سماء القرية الذي تحول إلى ظلام حالك في دقائق معدودة، وإذا بسكان القرية يركضون للبحث عن مصدر هذا الدخان، إذ لا أحد يعلم أن هناك جريمة من المستوطنين قد وقعت.

إن النار التي تتصاعد في تلك الليلة أشبه بحيوان مفترس يلتهم البيت بما فيه، فعائلة سعد دوابشة أصابها القدر بفاجعة، أتت على الزوج سعد والزوجة والأم ريهام والرضيع علي الذي بلغ عام ونصف ، وشقيقه أحمد.

لقد رحل الرضيع علي شهيداً، ولم يكن يعلم أن حياته عبارة عن شهور معدودة بين أحضان عائلته، فلم يعش ليكبر ويحقق الاحلام التي رسمها له والداه قبل قدومه على الحياة، وبعد أسبوع من الألم الذي عاشته عائلة دوابشة وسكان دوما جميعا اسبوعاً على فراق علي لم يستطع والداه تركه وحيداً صغيراً وإنما رافقوه إلى السماء.

لم يبقَ من العائلة سوى أحمد الذي كان عمره حينها 4 أعوام ، لم يعلم هو الأخر أن القدر سوف يفرقه عن شقيقه علي، وبقي وحيداً يعاني وجع الفراق وألم الحريق.

فالحياة جرعته كأس الألم والقسوة منذ نعوم أظافره، وبدأ رحلت العلاج من الحروق التي أتت على جسده الصغير، ثم تبدأ معاناته عندما يبدأ بالسؤال عن عائلته أين هي الآن؟

اليوم بعد 4 سنوات على الجريمة، أحمد يشق طريقه في السنة الدراسية الثانية، بعد ان قضى سنوات في التنقل بين المستشفيات، وقد التحلق بمدرسة تحمل اسم شقيقه ” مدرسة الشهيد علي الدوابشة”، والتي كانت “دوما الأساسية” سابقاً قبل أن يتم تغييرها بقرار من وزارة التربية والتعليم .