راديو موال – أكد أسامة العيساوي، شقيق الطالبة المتوفاة مرح العيساوي، بأن العائلة لا تملك دليلاً حتى اللحظة يؤكد مصدر الفايروس الذي تسبب بوفاة ابنتها مرح، مطالباً وزارة الصحة يتزويد العائلة بمعلومات حول طبيعة الاجسام المضادة و”الغريبة” التي تم اكتشافها بعد اجراء فحص اخر على وحدة الدم التي تبرعت بها “مرح”، وهذا ما ورد في بيان صادر عن وزارة الصحة الجمعة الماضي.
وقال اسامة: “معرفة طبيعة الأجسام المضادة سيساعدنا في الوصول الى مصدر المرض، واتمنى على الوزارة أن تقدم لنا المعلومات الكافية وهي من ستحل القضية”، مشيراً بقوله بأن مرح قد توفيت بمرض غامص وغير معروف المصدر.
والجمعة، قالت وزارة الصحة في بيان لها: “بعد عمليات التبرع بالدم، نقوم بإجراء فحوصات على الوحدات المتبرع بها، للتأكد من سلامتها وخلوها من أمراض الكبد الوبائي والإيدز والسفلس، إضافة إلى فحص متخصص آخر للكشف عن الأجسام المضادة الغريبة، حيث كانت الوحدة المتبرع بها من قبل المرحومة سليمة من ناحية فايروس الكبد الوبائي من نوع B و C، إضافة إلى مرض السفلس والإيدز”.
واستدركت بالقول “شقيق المرحومة اتصل ببنك الدم المركزي أثناء العمل على فحص الوحدات المتبرع بها في تلك الحملة، وطلب إتلاف وحدة الدم الخاصة بشقيقته، بسبب تشخيصها بإصابتها بالفايروس، حيث قام بنك الدم المركزي بإجراء فحص متخصص آخر على وحدة الدم المتبرع بها من قبل المرحومة، وتبين وجود أجسام مضادة غريبة فيها”.
شقيق مرح :” توجهت للبنك المركزي بعد 8 ايام.. وليس في يوم سحب الدم”
وفي معرض رد العائلة على البيان الصادر عن وزارة الصحة وبخصوص وفاة “مرح”، قال شقيقها اسامة: نحن لا نتهم وزارة الصحة، وقد اصدرنا بيانا توضيحيا بسبب حدوث لغط في القضية تسببت به وزارة الصحة، حين خرج الناطق باسم الوزارة اسامة النجار عبر تسجيل صوتي له ليقول بأنني اجريت اتصالا مع الوزارة وفي اليوم الذي تبرعت به مرح بالدم، لأخبرهم بأن لا يستخدموا العينة المتبرع بها .. وهذا الحديث عار عن الصحة”.
وتابع حديثه : ” الحقيقة، بأنني توجهت لبنك الدم المركزي وبتاريخ 25/9/2019 أي بعد مرور 8 ايام على تبرع مرح بالدم، وليس بنفس يوم التبرع كما ذكر بيان الصحة، ولم نكن نعلم باصابة مرح بفايروس قبل تبرعها بالدم”.
وأوضح بأن مرح قد ظهرت عليها اعراض السخونة، والتقيؤ، بعد تبرعها للدم بشكل مباشر، واستمرت لعدة أيام، وعليه؛ تم نقلها الى المستشفى “الفرنساوي” في القدس وقد اجريت لها الفحوصات اللازمة، وقدمت لها المضادات الحيوية حيث افترض الأطباء إصابتها بالتهاب.
وقال : “بعد أن ساءت حالتها الصحية قمنا بنقلها الى مستشفى هداسا، وأجريت لها الفحوصات، وقد ظهرت على فرح اعراض مختلفة وصعبة، وعليه، فقد تبين للأطباء وبعد أخذ عينة من السائل النخاعي لديها بأنها مصابة بالتهاب فيروسي يقوم بمهاجمة الدماغ، وقد تفاقمت حالتها حتى توفت، وحتى هذه اللحظة لم تظهر أي نتيجة تؤكد نوعية الفايروس ومصدره”.
وأضاف أسامة: “نحن كعائلة حتى هذه اللحظة لا نملك أي معلومات او تقارير او نتائج تؤكد ما الذي اصاب مرح، ولكن نؤكد بأن مرح وقبل تبرعها بالدم لم تكن تعاني من اي مرض، وكانت تتمتع بصحة جيدة”.
وأشار بأن العائلة تسعى لمعرفة سبب وفاة ابنتها مرح، خاصة وأنها ما زالت مستمرة في البحث عن الحقيقة وعبر ارسال العينات للفحص الى مختبرات اكتثر تخصصاً خارج البلاد. وقال: “بالرغم من الفحوصات الكثيرة التي اجريت انه انه لم يتبين بعد مصدر الفايروس وطبيعته”.
وأوضح بأن مرح قد بادرت بالتبرع بدمها من باب حرصها وشغفها ونشاطها الدائم في تقديم العطاء للجميع، خاصة وأن تشارك دائما في مبادرات تطوعية هدفها خدمة الأفراد. موجهاً بقوله رسالة للمواطنين الفلسطينين باهمية ثقافة العطاء والتبرع بالدم.
وقال عن شقيقته مرح : ” مرح كانت نشيطة ومفعمة بالطاقة، وهي من نظمت حملة (انا انسان) لجمع التبرعات، وكانت تشارك في تنظيم ندوات تثقيفية في قرية العيساوية، كما كانت توثق الانتهاكات الإسرائيلية والاعتقالات، وحالات هدم المنازل في القدس”.
اسامة النجار : ” اتلفنا وحدة دم مرح قبل اتصال شقيقها ..”
من جهته، أكد الناطق باسم وزارة الصحة د. اسامة النجار بأن بنك الدم قد عمل على اتلاف وحدة الدم الخاصة بالمرحومة مرح العيساوي بنفس يوم تبرعها وقبل اتصال عائلتها ومطالبتهم بعدم استخدام العينة لوجود اجسام مضادة بها، وقد تضر بالاخرين، بحسب ما جاء في فحوصات مستشفى هداسا.
وقال النجار ” بعد سحب الدم، يتم نقله وعبر الثلاجة الى بنك الدم المركزي، وذلك لاجراء الفحوصات المطلوبة، وعندما اجريت الفحوصات لعينة دم مرح، تبين بأن دمها لا يمكن صرفه وقد أتلفت الوحدة الخاصة بها وبنفس اليوم”.
وتابع حديثه موضحاً ذات النقطة:” عندما اتصل بنا شقيقها وبتاريخ 22/9/2019 افترض بأنه قام بالاتصال وبعد دخولها مستشفى هداسا، والمستشفى عندما طلب منه التاريخ الطبي للفتاة، ذكر بأنها قد تبرعت بالدم ، وعليه يجب ابلاغ بنك الدم المركزي من اجل اتلاف الوحدة، ونحن قبل اتصاله كنا قد اتلفنا الوحدة ولم نكن نعلم لمن تلك الوحدة، ولكن تبين بان اسم مرح من بين الوحدات التي أتلفت”.
وأضاف: “وحدات الدم ارسلت الى بنك الدم، وخضعت لفحوصات التهابية رئيسية وهي فايروس الكبد الوبائي من نوع B و C، إضافة إلى مرض السفلس والإيدز، وعليه ظهرت النتائج سلبية، ومن ثم اجري فحص اضافي متخصص (غير مباشر) على عينة دم مرح، ويهدف للتأكد من خلو المريض من الاجسام المضادة الغربية، وعندما تبين بوجود تلك الأجسام في دم مرح، قمنا بائتلاف الوحدة وبحسب الاجراءات المتبعة في بنك الدم”.
وقال النجار رداً على أقوال العائلة بخلو مرح من الامراض وقبل تبرعها بالدم : ” نعم، لم تكن مصابة بأي شيء”
وأكد بأن وزارة الصحة ستقدم للعائلة ما توصلت اليه من نتائج ومعلومات حول طبيعة الأجسام المضادة الموجودة في دم “مرح”.
وعند سؤاله عن امكانية أن تكون الابرة المغلفة المستخدمة بالتبرع هي من حملت الفايروس للفتاة وتسببت بموتها، قال النجار : ” غير وارد هذا الامر، لأننا نقوم سنوياً بسحب (70-80) ألف وحدة دم سنوياً، ولم يحدث أي حالة مشابهة لما حدث لمرح، وقمنا بسحب دم أكثر من 100 طالب من نفس الجامعة وضمن الحملة ولم يتضرر أحد”.
وأكد الناطق باسم الصحة د.اسامة النجار بأن الاراضي الفلسطينية ومنذ قرابة 50 عاماً لم تعد تستخدم الحقن متعددة الاستخدام، وما يستخدم في بنك الدم المركزي حقن لاستخدام لمرة واحدة، حيث ان ابرة سحب الدم في البنك مرتبطة بمغلف معقم، كما أن الابرة مغلقة وعندما يتم استخدامها يجب كسرها.
وقال : ” هناك تعليمات واضحة وهو إجراء روتيني في حال تبين بان الابرة قد كسرت لسبب ما، وجب رمي المغلف جميعه، حيث أن في طبيعة الحال يجري سحب الدم بواسطة الابرة وتوضع الابرة في داخل المغلف، ولا يمكن أن يتم استخدامها لشخص أخر”.
وأوضح خلال حديثه بأن عمليات الرقابة على قضايا ( التبرع والسحب والصرف والتخزين) مشددة جداً، لأن الخطأ في مركز الدم خطأ “غير مرتجع” ولا يمكن أن يعاد تصويبه، حيث أن نسبة الخطأ صفر.