راديو موال – يوافق يوم الثلاثاء الأول من أكتوبر، ذكرى المجزرة التي ارتكبها طيران الاحتلال في “حمام الشط” جنوب العاصمة التونسية، واستهدف خلالها مقرّات لمنظمة التحرير الفلسطينية. ليمتزج الدم الفلسطيني بالدم التونسي.
وفي صباح يوم الأول من أكتوبر لعام 1985، أغار سرب من الطائرات المقاتلة التابعة لسلاح جو دولة الاحتلال تُغير على المربع الأمني في ضاحية حمام الشط، جنوب العاصمة التونسية، مُخلفة وراءها 50 شهيدا فلسطينيا و18 شهيدا تونسيا و100 جريح، وخسائر مادية قُدرت بـ8.5 مليون دولار.
هذه العملية التي سماها الاحتلال “عملية الساق الخشبية” العديد من المقار التابعة للمنظمة: مكتب الرئيس ياسر عرفات، بيته الخاص، مقر القوة 17 الحرس الرئاسي، الإدارة العسكرية التي تحتفظ بأرشيف مقاتلي الثورة الفلسطينية، الإدارة المالية وبعض بيوت مرافقي أبو عمار والموظفين في مؤسسات المنظمة، جميعها سُويت بالأرض خلال أقل من عشرة دقائق.
علمت مخابرات الاحتلال أن القيادة الفلسطينية على موعد مع اجتماع كبير ومهم في مربعها الأمني في حمام الشط عند التاسعة والنصف من صباح الثلاثاء الأول من أكتوبر 1985، فأعد عدته للهجوم على الاجتماع وكسر ما لم يتطع كسره في احتلاله ومحاصرته لبيروت طيلة 88 يوم في صيف عام 1982. بعدها وجدت منظمة التحرير نفسها مجبرة على النزوح من بيروت لتعمل إسرائيل على تتبّع أعضائها في مختلف البلدان العربية لتدمير مقرّاتها والقضاء على قياداتها.
وكان رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات قد دعا القيادة العسكرية لعقد اجتماع بتونس، وقامت المنظمة بدعوة ضباطها وقادتها في الجزائر وتونس واليمن للالتحاق بالاجتماع، وفي صباح يوم الاجتماع كان ياسر عرفات يتمشى على شاطئ البحر وفي حوالي الساعة التاسعة، أبلغه مدير مكتبه العسكري بتأجيل الاجتماع لأن عدداً من كبار الضباط لم يتمكنوا من الوصول إلى تونس بسبب حجوزات الرحلات الجوية مما حتم تأجيل الاجتماع للمساء.
وبرغم علم الموساد بتأجيل الاجنماع، إلا أن الطائرات الإسرائيلية كانت قد اقتربت من الشواطئ التونسية وانهالت في الساعة العاشرة صباحا بوابل من الصواريخ على مقر قيادة الأركان الفلسطينية في منطقة حمام الشط، كما قصفت القوات الإسرائيلية مقرّ ياسر عرفات ومكتبه.
وقد أدت الغارة إلى مقتل 50 فلسطينيا و18 مواطنًا تونسيًا وجرح 100 شخص، والتصق اللحم التونسي باللحم الفلسطيني.