راديو موال – بقدر الغضب الذي تفجر على الأرض بعد اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل تفجرت طاقات إبداعية لدى سينمائيين فلسطينيين آثروا التعبير عن وجهة نظرهم على الشاشة ومن بينهم المخرجة الواعدة أميرة
دياب صاحبة الفيلم القصير (سيلفي زين).
الفيلم الذي تبلغ مدته 11 دقيقة هو العمل الأول لمخرجته ولاقى استحسانا من الجمهور والنقاد على حد سواء لدى عرضه العالمي الأول بمهرجان الجونة السينمائي في مصر هذا الأسبوع.
يتتبع الفيلم مغامرة الفتاة زين من مدينة بيت لحم بالضفة الغربية التي ما أن تسمع باعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل حتى تنطلق من فورها نحو المسجد الأقصى في رحلة غير محسوبة العواقب.
تصطدم زين بداية بالجدار العازل الذي لا تستطيع تجاوزه فتلجأ بعد ذلك لخداع أسرة من المستوطنين اليهود وتستقل سيارة كبيرة حتى تتسلل إلى البلدة القديمة في القدس حيث تراوغ الشرطة وتنجح في الوصول لأحد أبواب المسجد الأقصى الذي تتوق للصلاة فيه.
وقالت أميرة، ابنة مدينة الناصرة، في مقابلة مع رويترز “عند إعلان ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لليهود صار اضطراب كبير بالعالم العربي، ونحن كفلسطينيين شعرنا أن الأفراد منزعجون أكثر من الحكومات والقيادات، لذلك فكرت في نقل قصة زين إلى الشاشة”.
وأضافت “تصرف زين نابع من إحساسها الشخصي، لم تنتظر تحرك أحد أو تستمع إلى خطب ونصائح، كانت تشعر أنها حتى إذا لم يكن بمقدورها تحرير المسجد الأقصى فعلى الأقل ستشعر بالراحة والتحرر إذا وصلت هناك”.
وتحكي المخرجة، التي جاءت من عالم مغاير تماما للسينما حيث كانت تعمل بالقطاع المصرفي والاستثمار المالي، عن صعوبات كثيرة واجهتها في تنفيذ فيلمها الأول.
وقالت “القدس مدينة يصعب جدا التصوير فيها خاصة بالأماكن المقدسة فهناك جهات إسلامية ومسيحية ويهودية يتعين استصدار تصاريح منها للدخول والتصوير، ورغم حصولنا عليها كان الأمر على الأرض شاقا”.
وأضافت “شكلنا طاقم تصوير مصغرا من ثمانية أشخاص فقط، واستخدمنا كاميرا صغيرة لكن الشرطة الإسرائيلية طاردتنا بالمسجد الأقصى الذي له أكثر من باب واضطررنا في النهاية لتهريب الممثلة من باب والمصور من باب والكاميرا من باب آخر”.
وينافس الفيلم ضمن مسابقة الأفلام القصيرة بمهرجان الجونة السينمائي الذي يسدل الستار على دورته الثالثة اليوم.
وعن دلالة اسم (سيلفي زين) قالت أميرة “اخترت أحد مرادفات الحياة المعاصرة، والمقصود منه هو الصورة الشخصية الذي نلتقطها لأنفسنا بالهواتف المحمولة، وهنا زين تخوض مغامرتها بمفردها”.
وأضافت “الفيلم يعكس رؤية شخصية للبطلة، كيف تفاعلت مع قرار اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وعلى مستوى التصوير يمكن أيضا ملاحظة أن معظم الكادرات أشبه بصور التليفون التي نلتقطها لأنفسنا”.
بعد ظهور فيلمها الأول كمخرجة تتطلع أميرة إلى لعب أدوار أخرى على الساحة الفنية إذ انتهت من كتابة مسلسل بعنوان (نساء الملك) كما تعمل حاليا على كتابة فيلم روائي طويل.
وقالت “القضية الفلسطينية في القلب وستظل كذلك، أتمنى بجانب هذا تقديم أعمال تعبر عن المرأة العربية بشكل عام”.