مهام عاجلة على أجندة حكومة الاحتلال القادمة

راديو موال – قال كاتب إسرائيلي إن “أجندة الحكومة الإسرائيلية القادمة بعد انتهاء الانتخابات، وبدء تشكيلها، ستكون مزدحمة على الصعيدين الداخلي والخارجي، ما يزيد من أعبائها وتحدياتها السياسية والعسكرية، لا سيما أن إسرائيل شهدت عاما كاملا من الشلل الحكومي؛ بسبب انشغالها بدورتين انتخابيتين في نصف عام، ما سيزيد من مهام الحكومة القادمة”.

وأضاف أريئيل كهانا في مقاله المطول بصحيفة إسرائيل اليوم، أن “المهمة الأولى العاجلة والطارئة أمام الحكومة الإسرائيلية القادمة هي الحفاظ على هذا المستوى من العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، فبعد عامين كاملين من التنسيق الكامل بينهما لمواجهة إيران، ها هو الرئيس دونالد ترامب بدأ يتحلل من التزاماته السابقة لإسرائيل”.

وأشار إلى أنه “رغم أن ترامب ما زال يفرض العقوبات على طهران، لكن إقالته لمستشاره لشؤون الأمن القومي جون بولتون، وموافقته على انضمام وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لحضور قمة “G20″، وإعلانه الاستعداد للقاء الرئيس حسن روحاني، كل ذلك يشير إلى أننا أمام تغيير جدي في مسار ترامب نحو إيران”.

وأوضح أن “التحدي الأساسي لرئيس الحكومة الإسرائيلية القادم أن يحافظ على إبقاء السياسة الأمريكية في الموضوع الإيراني قريبة من إسرائيل، وعدم العودة لسياسة الرئيس السابق باراك أوباما حين فقدت إسرائيل كل تأثير على مضمون الاتفاق النووي مع إيران”.

وأكد أن “المهمة الثانية للحكومة الإسرائيلية القادمة تتمثل في وضع حد للسياسة الإيرانية في المنطقة، من خلال الاستمرار في مهاجمتها، كما هو الوضع السائد حاليا، بتوسيع رقعة استهداف قواعدها وتواجدها العسكري في كل أنحاء الشرق الأوسط لمواجهة الخطة الإيرانية المتمثلة في محاصرة إسرائيل من خلال حلفائها، وشراء مزيد من الوقت بانتظار حيازتها للقنبلة النووية”.

وأوضح أن “التحدي الذي يواجه الحكومة الإسرائيلية القادمة أنه من دون الغطاء الذي توفره الولايات المتحدة، فلا يمكن لها الاستمرار بهذه السياسة تجاه إيران، صحيح أن أمريكا ترامب تدعمنا تلميحا أو تصريحا، لكن هذا الموقف قد يتغير من خلال قدوم إدارة جديدة، ما يتطلب من الحكومة الإسرائيلية القادمة الحفاظ على شرعية أي سلوك عسكري لها تجاه إيران”.

وأشار إلى أن “المهمة الثالثة لرئيس الحكومة الإسرائيلية المقبل تتمثل بترميم وزارة الخارجية في ظل إمساك بنيامين نتنياهو بزمام الأمور فيها، ونقل بعض صلاحياته ومهامه إلى جهاز الموساد ومجلس الأمن القومي ووزارات الحكومة الأخرى، ولعل التسريبات التي استهدفته مؤخرا جعلته يفضل العمل في مجالس أكثر انغلاقا، الأمر الذي لا يتوفر في وزارة الخارجية”.

وأضاف أن “المهمة الرابعة تتمثل في الانخراط الإسرائيلي أكثر في السياسة الداخلية الأمريكية، ووضع حد للانقسام الحزبي الأمريكي حول دعم إسرائيل، وإعادة مسألة دعمها لتتجاوز الاستقطابات الحزبية كما حصل في الآونة الأخيرة، لا سيما أن تصريحات صدرت عن قادة في الحزب الديمقراطي الأمريكي اعتبرت نقدية حادة لإسرائيل، فضلا عن كونها معادية، ما يزيد من ظهور قادة من الحزب أكثر يسارية وبعدا عن إسرائيل”.

وحذر الكاتب أن “هذا الأمر يجب ألّا يستمر بأي حال من الأحوال، خشية أن تفقد إسرائيل دعم الحزب الديمقراطي، على اعتبار أنه عاجلا أم آجلا سيأتي رئيس أمريكي من هذا الحزب، وقد أشارت حقبة أوباما كيف أن إسرائيل بحاجة لغطاء ودعم دبلوماسي في الأمم المتحدة”.

وانتقل المقال إلى “المهمة الخامسة التي تتمثل في ترميم العلاقات الإسرائيلية الأوروبية، وهي القارة الغنية، وإدارة الخلافات معها، سواء فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أو الملف الإيراني، فهي لم تغير مواقفها في هذين الموضوعين، ما يتطلب من إسرائيل الوصول أكثر إلى الرأي العام الأوروبي ودوائر صنع القرار؛ لإقناعهم بمواقفها من هاتين القضيتين”.

وختم الكاتب مقاله بالحديث عن “المهمة السادسة أمام الحكومة الإسرائيلية القادمة، وتتمثل في المسألة الصينية المعقدة، ففي الوقت الذي تشهد فيه علاقات إسرائيل معها تقاربا ملحوظا، فإن بكين تخوض مع واشنطن حربا تجارية اقتصادية، وإدارة ترامب طلبت من إسرائيل خطوات لا تسمح بتجاوزها، أهمها الجد من خطواتها التقاربية مع الصين”.

وأشار إلى أن “هناك مخاوف إسرائيلية أمنية داخلية من توسع سيطرة الصين على منشآت البنى التحتية الإسرائيلية، سواء الموانئ البحرية أو شبكات الهواتف المحمولة، وفي ضوء تنامي القوة الصينية التدريجية من جهة، وحالة الضعف التي تظهر على السياسة الأمريكية من جهة أخرى، فإن إسرائيل مطالبة بالاستمرار في بناء علاقاتها مع هذه القوى العظمى، لا سيما الشرقية منها، فمن يعلم، فقد نحتاجها على المدى البعيد.