راديو موال – افتتح جاليري ذا وولد اوف هوتيل ” الفندق المحاط بالجدار معرضا فنيا للفنان الفلسطيني هاني خوري من الداخل المحتل عام 1948 بعنوان فوضى الحواس حيث جرت مراسم الافتتاح وسط حضور جماهيري وفني كبيران حيث لاقى المعرض اهتمام من قبل الحضور .
وافتتاح المعرض بكلمة ترحيبية من مدير فندق وولد اوف هوتيل “الفندق المحاط بالجدار: وسام سلسع الذي رحب بالحضور واكد ان افتتاح معرض فوضى حواس يمثل نقلة جديدة من النلات التي يسعى الفندق والجاليري فيه لاحداثها في مجال تعزيز الحياة الثقافية والفنية بالمجتمع الفلسطيني كون المعرض يحاكي تجارب ومعاناة شخصية للفنان المتميز هاني خوري.
واشار سلسع الى ان المعرض يستمر لعدة ايام وهو يشكل رسالة بضرورة العمل على الامور الداخلية وتحدي كل التناقضات والتي استطاع الفنان هاني خوري ابن الجليل بالداخل الفلسطيني التغلب عليها مثمنا تعاون وجهود كافة من عملوا على تحقيق هذا المعرض المتميز.
واضاف سلسع المعرض هو عبارة ونتاج مشاكل عاشها الفنان واستطاع ان يتعافى من هذه المشاكل من خلال الفن موضحا ان المعرض يختلف كثيرا عن المعارض التي تم تنفيذها في الفندق بشكل خاص وفلسطين بشكل عام حيث تتناول الواقع السياسي لكن هذا المعرض يتناول طرح المشاكل الاجتماعية والنفسية التي يعتبرها البعض نوع من العيب من خلال اخراجها للعلن عبر اللوحات الفنية ويحول فيها الانهزام الى نصر
واكد سلسع ان الفن في النهاية عبارة عن رسالة من الفنان وهي تجربة انسانية تشارك مع جميع الناس والفن فكرة يقدمها الفنان من خلال لوحاته المختلفة.
واكد سلسع ان الفندق وادارته تعمل على تشجيع جميع الفنانين من خلال ايجاد منبر حر للتعبير عن قضاياهم ليس السياسية فقط بل الاجتماعية والنفسية والتي لا يتحدث الكثيرون عنها مشددا ان معرض فوضى الحواس يتناول قضايا يعتبرها البعض بالعيب وهو عبر عنها من خلال ريشته حيث لم يستطع ان يعبر عنها بلسانه او قلمه بل عبر عنها بالوانه وافكاره.
من جهته قال جورج الاعمى القيم على المعرض الفني ان الفنان هاني خوري عمل على نفسه منذ عشر سنوات مشيرا الى ان معرضه هذا يمثل انعكاس تجارب ومعاناة والم شخصي تعني له الشيئ الكثير.
واشار الاعمى ان المعرض يتضمن ستة عشر عمل فني مع منحوتة واحدة تمثل جوانب من الحياة التي مر بها الفنان هاني حيث تم اخراج المعرض ليكون بعنوان فوضى حواس شعر بها الفنان وهو يقوم برسمها وشكلت له حالة شفاء من تجربته الانسانية.
وقال الاعمى ان المعرض سيتضمن ايضا عمل لقاء مفتوح مع الفنان هاني خوري يشمل اسئلة واجوبة حيث سيتم دعوة نقاد وكتاب متميزون للحوار مما سيشكل فرصة لايجاد حالة فنية ونقدية نامل ان تكون خطوة ومبادرة متواصلة في تعزيز الحياة الفنية والحياة النقدية بما سيساهم بتطوير وتعزيز الفن في المجتمع الفلسطيني.
واكد القيم على المعرض انه جرى للخروج بهذا المعرض منذ وقت كما تم بذل جهود كبيرة معربا عن امله بان ينال اعجاب الجمهور ويتذوقه شاكرا كل من عمل على الوصول لافتتاح فوضى حواس وعلى راسهم الفنان هاني خوري وادارة و ممثلي جاليري السلام كما عبر عن شكره لادارة الفندق وكامل الطاقم فيه على عملهم ومساعدتهم في انجاز المعرض بهذا الشكل.
واشار الاعمى ما يميز المعرض هو انه معرض فنان شاب وهو ما شكل نقطة انطلاق جديدة للفن بشكل عام وله بشكل شخصي بعد ان مر بظروف فنية وشخصية واجتماعية دفعته للهجرة الى كندا حيث عاد الى بلاده مع فن يعكس تجربته الشخصية والالام التي واجهها الى جانب الحل لهذه المشاكل والتي ترجمها من خلال لوحاته موضحا ان الرسالة من هذا المعرض هو اعطاء فرصة للفنانين الشباب الذين لا يستطيعون ان ياخذوا فرصتهم بالمجتمع.
بدوره قال الفنان هاني خوري ان الفنان عبارة عن وجع واذا لم يستطع ان يخرج فنه و لوحاته من خلال هذه الوجع فانه لن يكون صادق مشددا على ان اللوحات تعكس قصة وجع عايشها في سنوات عمره.
وقال الفنان خوري ان اللوحات هي نتاج عدة تجارب استمرت عشر سنوات انتقل فيها من الرسم التقليدي الى الى الرسم الحالي وهو يحاكي عشر سنوات في محاولة النضوج مشيرا الى انه يتبع في لوحاته المعروضة حاليا اسلوب تقني جديد حيث اكتشف اهمية تخطي الفن التصويري وانتقل الى مرحلة انقل فيها بصمتي الخاصة وبالتالي قرر انتاج شيئ جديد من خلال هذه اللوحات التي يطلقها اليوم بدعم من الباحث والقيم على معرضه جورج الاعمى وادارة الفندق المحاط بالجدار وعلى راسه وسام سلسع.
واكد ان رسالة لوحاته تمثل ثورة ضد الذات حتى نستطيع النضوج علينا ان نخرج من الصراع الموجودين فيه داخليا بحيث يتوجب ان نصلح ما بداخلنا حتى نتقدم مشددا على ان المعرض يمثل الشعب الفلسطيني خارج النطاق التقليدي.
وتطرق الفنان خوري في كلمته بافتتاح معرض فوضى الحواس الى قصة خلال صغره وشغفه بالفن حيث كان قد احب الرسم لكن وضع العائلة التي يفتخر بالانتماء لها لم يكن يسمح له بتوفير مواد الرسم فقامت والدته بالنزول الى محيط المنزل وخلط التراب بالماء الى جانب قطف بعض الزور ونقعها بالمياه ومن ثم فك احد رفوف الخزانة وقالت له انه يستطيع الرسم عليها مما حفز فيه الرغبة بالرسم منذ ذلك الحين ليكون وفيا لمن كان مؤمنا به بدء من والدته وعائلته واصدقاءه وكل من يدعمه وانه يواصل الرسم من اجلهم جميعا .
و وجه خوري رسالة شكر لنفسه اولا قائلا:” ان من لا يؤمن ومن لا يشكر نفسه ويحب نفسه لا يمكن ان يكون صادقا مع الاخرين”مشيرا الى انه يعيش مرحلة تقبل نفسه من خلال الريشة التي اخرجت فوضى الحواس التي تمثل حالة شفاء لي التي يعايشها من تجارب شخصية مؤلمة”.
و شكر الفنان خوري القيم على معرضه جورج الاعمى على تعاونه ودعمه كما وشكر الفندق المحاط بالجدار ومديره و سام سلسع على استضافته ودعمه كما عبر عن تقديره باصدقاءه يوسف الياس وسامح صيفية و امير دلالال الى جانب مخائيل حلاق الذي عمل على توجيهه وصقل به امور شخصية وفنية عديدة شكلت له حالة فنية وعلاجية وشفاء كما عبر الفنان خوري عن عميق شكره لذويه والجمهور الذي رافقه من الداخل الى جانب الجمهور من بيت لحم والذين جاؤوا للمشاركة بافتتاح المعرض الفني الخاص به.
من جهته قال الدكتور حسني الخطيب شحادة كانز المعرض الدائم في الفندق ان المعرض فرصة للفلسطينين من فنانين وغيرهم والذين ياتون من شتى بقاع الارض للتعرف على مضامين المجتمع الفلسطيني حيث يؤكد هذا المعرض ان الشعب الفلسطيني ينتج ويعمل فن راقي ومتميز مما يجعله جزء من العمل الاعلامي والثقافي الذي يوصل رسالة شعبنا الى العالم.
واشار الخطيب الى ان المعرض مميز بما انه معرض جديد من ناحية المضامين ومن ناحية سفره الى كندا مما يساهم بادخال مضامين على واقع الفن التشكيلي الفلسطيني كما و واكد الخطيب ان لافن رسالة يمكن ان تصل الى ابعد المضامين كما انها فرصة لايصال الرسالة الفلسطينية بكل مضامنيها الى العالم اجمع.
من جهته قال الباحث والفنان الفلسطيني احمد كنعان ان هذا المعرض يمثل نقلة واضافة جديدة للحركة الفنية مشيرا الى ان الفنانين الفلسطينين يتاثرون منذ الصغر بالفنانين السابقين واعمالهم وبالتالي فان حالة التجديد بالفن من خلال مدخلات ومضامين جديدة امر مهم للغاية.
واكد كنعان ان كل نشاط جديد مثل معرض الفنان هاني خوري فوضى الحواس يضيف للحركة الفنية والثقافة بعدا جديد وياتي في اطار الحركة الفنية المتنامية في فلسطين حيث نشهد مؤخرا هناك الكثير من النشاطات التي تشجع الحركة الفنية وتطورها كما ان الجمهور اصبح يهتم بالفن بشكل اكبر الى جانب اهتمام من قبل جهات تدعم الحركة الفنية مثل الفندق المحاط بالجدار الذي اصبح منصة جديدة للفنانين الفلسطينين اينما وجدوا.