راديو موال- انطلقت اليوم في قصر جاسر ببيت لحم، أعمال المؤتمر الفلسطيني التاسع للتوعية والتعليم البيئي، الذي يحمل عنوان “تعزيز العمل البيئي في فلسطين: آليات وخطط وقرارات”، وينعقد تحت رعاية مطران الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، سني إبراهيم عازر، بمشاركة محافظ بيت لحم كامل حميد، ونائب رئيس سلطة جودة البيئة جميل المطور ممثلًا عن رئيس الوزراء ورئيس سلطة جودة البيئة، ومدير عام الصحة المدرسية محمد الريماوي ممثل وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم، ووزارات ومؤسسات أهلية وأمنية ومنظمات وجمعيات أهلية ورؤساء بلديات وجامعات، ومنظمات دولية تنشط في قطاعي البيئة والتربية والتعليم، وبرعاية إعلامية من تلفزيون فلسطين مباشر”
وقال عاز إن المؤتمر نافذة أمل تؤكد على الشراكة والتعاون التي تربط الكنيسة والمركز بالمؤسسات الرسمية والأهلية والقطاع الخاص. ودعا إلى إطلاق صناديق التوفير الخضراء، لتنفيذ مبادرات بيئية في المدارس والأحياء، كغرس الأشجار، وحملات النظافة، وأعمال مجتمعية تزرع روح التطوع، وتنمي الإحساس بالمسؤولية البيئية.
وحث على اعتبار غزال الجبل رمزًا فلسطينيًا جديدًا، يضاف إلى عصفور الشمس، والسوسن، وخاصة أننا شهدنا قبل أيام سطو الاحتلال على أفعى فلسطين. وأطلق عازر مبادرة “مدارس خالية من النفايات”، يتم خلالها استبدال كل شيء يستخدم مرة واحدة ببدائل مستدامة، وتعلم الأطفال الحرص على بيئتهم، ولتكون المقاصف خالية من أي سلعة تهدد الصحة، وتعيد التعريف بأطباقنا التراثية. وجدد الدعوة إلى اعتبار الخامس من آذار اليوم الوطني للبيئي، محطة وطنية للزراعة، والتطوع، وحماية التنوع الحيوي والنظافة.
بدوره، أشار الريماوي إلى أن المؤتمر يمثل مساهمة في حماية البيئة، وإيجاد أنظمة لحمايتها، وتعزيز الوعي بقضاياها، وتحديد المعيقات التي تحول دون التقدم الخطط والسياسات الخاصة بها. وأكد أن وزارة التربية تعزز الوعي البيئي من خلال المنهاج الفلسطيني، الذي يضم ممارسات وقضايا حماية البيئة، كما تعكف على تنفيذ أنشطة وبرامج لاصفية تعزز ممارساتهم، وتدرب مئات المعلمين على تطوير الوعي البيئي، وتطلق 600 من النوادي البيئية في المؤسسات التعليمة.
وأوضح الريماوي أن الوزارة أقرت أول سياسة وطنية لحماية البيئة في الشرق الأوسط، وتسعى في خططها إلى خلق جيل ينهض بمحيطه.
وقال المحافظ إن المؤتمر جزء من التغيير البيئي، الذي صار ركنًا من التوجهات العالمية، ويؤكد أن الكنيسة الإنجيلية اللوثرية تمارس ما حثت عليه الأديان من احترام للبيئة، وصون للتنوع الحيوي، ووقف للتعديات عليها، وهو ما يدعو المساجد والكنائس ورجال الدين لأخذ دورهم في حماية محيطهم.
وأشار إلى أن الاحتلال يُعد أكبر ملوث للبيئة في فلسطين والعالم بالاستيطان وعمليات التدمير اليومية المنظمة.
وبين حميد أن بيت لحم أطلقت أول تجمع بيئي رسمي عام 2004، وبعدها تأسست مجالس الخدمات المشتركة للنفايات الصلبة، التي تؤدي اليوم دورًا هامًا. وأردف أن البيئة تلعب مؤشراً اقتصاديًا وثقافيًا واجتماعيًا، ومن المخجل استمرار التعديات بحقها، وإلقاء النفايات في كل مكان، ما يعكس مؤشرًا مقلقًا، وخاصة في محافظات تستقطب السياحة من العالم كما في بيت لحم.
فيما أكد المطور على دعم الرئيس ورئيس الوزراء للبيئة، ومساندتهم الدائمة للتوجهات والسياسات الخضراء، وحرصهم على صونها، وتعزيز التنمية المستدامة، وتبني أهدافها ضمن الإستراتيجيات الوطنية المختلفة.
وأوضح أن المؤتمر يبرهن على سعي منظميه لاستلهام الدروس والخبرات، واغناء العمل الحكومي والأهلي المشترك، لتعزيز الوعي وتبني ممارسات وقرارات داعمة للبيئة على مختلف المستويات.
وقال المطور إن “جودة البيئة” من خلال الإستراتيجية البيئية عبر القطاعية 2017-2022 والخطط المدعومة من الحكومة تعمل على تحسين الأداء وتطوير الأنظمة وإنفاذ التشريعات، وضبط الأنشطة الاقتصادية، ومكافحة تهريب النفايات، وتغير المناخ، وتكريس الإنتاج والاستهلاك المستدامين.
وأردف أن الاحتلال يعمل ليل نهار على إنهاك بيئتنا، واستنزاف مواردها، ما يخلق مسؤوليات مضاعفة في التصدي لانتهاكات الاحتلال من جهة، وضمان حقنا في التمتع ببيئة نظيفة ومتوازنة من جهة أخرى.
وذكر المطور أن فلسطين انضمت مؤخراً إلى 13 اتفاقية دولية بيئية، منها اتفاقية التغير المناخي، والتنوع الحيوي، واتفاقية بازل، وغيرها للاستفادة منها وطنيًا وتوظيفها في ملاحقة انتهاكات الاحتلال بحق بيئتنا كتهريب النفايات.
واختتم بالدعوة إلى إسناد تنفيذ الفعاليات المزمعة السنة القادمة لقرار مجلس وزراء البيئة العرب باعتبار وإعلان القدس عاصمة البيئة العربية، والذي يتطلب التعاون والمشاركة في ترجمة القرار من أجل عاصمتنا الأبدية.
وأكد عوض أن المؤتمر يهدف إلى تشجيع المؤسسات المختلفة على تبني قرارات حساسة للبيئة، لا تساهم فقط في تغيير الواقع البيئي نظريًا، بل تطور من موقع البيئة في مختلف نواحي الحياة، ولنصل في النهاية إلى خطة مشتركة نتبناها معًا، ونشرع في تجسيدها إلى واقع.
وأضاف إن المؤتمر سيخرج بخطة عمل تجمع كل الغيورين على بيئتنا، والساهرين على خدمتها، ويتوج برسالة إلى صناع القرار تدعو لاتخاذ خطوات وتفعيل قرارات وقوانين تغير الحال البيئي. وأنهى عوض بإن المؤتمرات الماضية استطاعت تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج كإعلان يوم وطني للبيئة، واعتبار عصفور الشمس طائرًا وطنيًا، وتشكيل منتديات بيئية للنساء والمعلمين والشباب واليافعين، وإطلاق رياض أطفال خضراء، والمضي في حصة في الطبيعة، والهوية الوطنية، والنوادي البيئية، ومهرجانات الربيع، وحملات النظافة والتشجير، وتنفيذ 11 أسبوعًا وطنيًا لمراقبة الطيور وتحجيلها، وغيرها في محافظات الوطن.
ويشمل اليوم الأول ثلاث جلسات، تناقش الأولى تأثير التلوث في وادي غزة على المناطق المحيطة بالوادي، يقدمها أحمد حلس من سلطة جودة البيئة، وعزام أبو حبيب من جامعة الأزهر، وتتبع هيام أبو ميالة، وريم الجعبة من مديرية التربية والتعليم بالخليل مستوى الوعي البيئي لدى طلبة الثانوية العامة في مديرية الخليل في ضوء بعض المتغيرات، ويناقش محمد شتيه من جامعة الاستقلال إستراتيجية العمل التطوعي في حماية البيئة الفلسطينية، ويستعرض العقيد حسن الجمل شرطة السياحة والآثار وملف حماية البيئة، ويقدم إسماعيل دعيق وزير الزراعة السابق ومدير عام الإغاثة الزراعية السابق دراسة تطوير إنتاج وتصنيع وتسويق التمور والاستفادة من مخلفات النخيل في الوطن العربي، ويناقش أمجد جبر من سلطة جودة البيئة المخلفات والمواد السامة المنتجة بمكب النفايات الاسرائيلي المقام في محافظة أريحا والاغوار والمروجة على انها سماد عضوي للمزارعين الفلسطينيين ودور لجنة السلامة العامة في محافظة أريحا والاغوار في محاربتها.
وتتبع الجلسة الثانية حرق النفايات الإلكترونية من الظاهرة إلى البدائل الاقتصادية تقدمها صفا سلطان من جمعية الأرض الخضراء للتنمية الصحية ولؤي قباجة، مازن السليمية من غرفة تجارة وصناعة شمال الخليل، ويناقش سمير النحّال من جامعة الأزهر، وسمير عفيفي من الجامعة الإسلامية تحديات الاستدامة في خدمة إدارة النفايات الصلبة في قطاع غزة: مدينة رفح نموذجً، وتستعرض جين هلال، وإلياس أبو مهر من معهد الأبحاث التطبيقية (أريج) تعزيز الإدارة المتكاملة والمستدامة للمياه العادمة على المستوى المحلي وإمكانية توسيع نطاق استخدامها في فلسطين المحتلة، فيما يقدم الخبير البيئي عقل أبو قرع انتقال مبيدات كيميائية خلال الحمل إلى الأجنة وآثارها، ويعالج عروة أبو بكر من شركة أوستري للتنمية الزراعية صناعة إعادة التدوير بين المأمول والتحديات.
فيما تقدم الجلسة الثالثة أثر تحلّل المادة العضوية في التربة على التغيرات في النظم البيئية لضياء ردايدة، وجواد شقير من جامعة القدس، والسياحة البيئية لمنال مخلوف من وزارة التربية والتعليم العالي، والتخطيط المكاني للنشاط الترفيهي في محمية وادي القف يقدمها أحمد اغريب من جامعة الخليل، وتعرض لينا التميمي، وعصام الخطيب من جامعة بيرزيت ورقة إدارة مياه الأمطار وتأثير على الصحة في الشرق الأوسط: بلدة يطا كحالة دراسية، فيما تقيم المنافع البيئية والاقتصادية لاستخدام الطباخ الشمسي من منظور الأسر في قطاع غزة ضحى حمّاد من الجامعة الإسلامية، ويستعرض عمر الطيطي من اتحاد لجان العمل الزراعي سبل الاستفادة من المياه الرمادية المعالجة في زيادة المساحات الخضراء وحماية التنوع الحيوي.
وينتهي اليوم الأول بحلقة تلفزيونية حوارية حول الشرطة الخضراء، ينقلها “فلسطين مباشر”، بمشاركة نائب رئيس سلطة جودة البيئة، ومدير شرطة السياحة والبيئة، والمدير التنفيذي لمركز التعليم البيئي، ويعدها الصحافي عبد الباسط خلف، وتقدما الصحافية فانتينا الشولي.
ويحمل اليوم الثاني تقييم درجة الثبات لأنواع مختلفة من الحمأة الناتجة من محطات فلسطينية مختارة لمعالجة مياه الصرف الصحي وصلاحيتها للاستخدام الزراعي تعرضه ميساء هيجاوي، وراشد الساعـد من جامعة بيرزيت، تليها ورقة حول تحسين الوعي البيئي لدى طلاب المدارس بشأن المياه المعالجة وإعادة استخدامها تعرضها هديل فطافطة، وجواد شقير، وسامر خلف من جامعة القدس.
وتقدم الجلسة الثانية ورقة الممارسات الخضراء لإدارة الموارد البشرية بين شركات التصنيع الفلسطينية: دراسة استكشافية يقدمها سامر عرقاوي وأحمد زيد من جامعة فلسطين التقنية (خضوري)، تليها مبادرة المضامين البيئية في المناهج الفلسطينية ومعوقات تطبيقها لمخلص سمارة من وزارة التربية والتعليم العالي، فورقة زيادة الغطاء النباتي من خلال زراعة البذور البلدية البعلية تقدمها دعاء زايد من اتحاد لجان العمل الزراعي.
وفي الجلسة الثانية تقيم ريم حلبي من جامعة بيرزيت الجوانب القانونية والتقنية والاقتصادية لإدارة حمأة الصرف الصحي في المناطق الحضرية الفلسطينية، وتستعرض سمر المساعيد من مدرسة فاطمة الزهراء ببيت لحمم مبادرة مدرستي جنتي، ويقدم جمال الطميزي من سلطة جودة البيئة مبادرة حاميات البيئة الفلسطينية، تعقبها مبادرة رئة جديدة للبيئة التي اختنقت من التلوث
تقدمها روند الخطيب، وشيماء الجعبة من جامعة بولتيكنيك الخليل، فيما تقيم إسراء العصا، وجواد شقير من جامعة القدس استجابات النظام البيئي للتغيرات في استخدامات الأراضي: وادي النار نموذجَ.
وينتهي المؤتمر بإعلان خطة عمل للمؤسسات العاملة في البيئة، ورسائل لصناع القرار تحثهم على تبني توجهات خضراء.