(حبيس المنزل) أسير قاصر: كنت أتعب عندما لا آخذ إبرة الأنسولين

راديو موال-“أصعب إشي كان التحقيق في غرف 4 والنقل بالبوسطة.. كنت اتعب كتير لأني ما كنت آخد إبرة الأنسولين”، كلمات اختصرت ألم المرض والسجن لطفل لم يتجاوز الــ 15 عاما، تنقّل بين المعتقل والمحاكم وصولا الى الابعاد عن منزله.

الفتى المقدسي حربي الرجبي الذي أفرج عنه قبل عدة أيام من سجون الاحتلال، بعد قضائه 3 أشهر، متنقلا بين سجن المسكوبية بالقدس الغربية وبين سجن مجدو، يجلس حبيس منزل شقيقته في حي كفر عقب شمال القدس حتى انتهاء الإجراءات القانونية ضده.وأضاف الرجبي: “أشتاق لمنزلي في سلوان، واشتاق لمدرستي و صفي، لا اعلم كم هي الفترة التي سأقضيها في الحبس المنزلي والإبعاد”.

تحقيق غرف “4” والمساومة على أبسط الحقوق

بدأت فصول حكاية الفتى حربي الرجبي في سجون الاحتلال (والتي لم تنتهِ بعد) منتصف تموز- يوليو الماضي حين اقتحم جنود الاحتلال منزله فجرا واعتقله منه واقتيد وهو مقيد اليدين ومعصوب العينين الى غرف التحقيق في مركز شرطة المسكوبية، ليتعرض خلال تلك الفترة للضرب والتخويف لعدة أيام، حقق معه عدة مرات لساعات متتالية فيما يعرف ب “غرف 4″، لانتزاع الاعترافات منه، وكان مقيد اليدين ومعصوب العينين في معظم التحقيقات.

ويذكر الرجبي أن المحقق في التحقيق الأول كان يقول له “أحكي.. بدك تحكي” دون توجيه أي سؤال أو تحديد التهمة له، وعند سؤال حربي “شو أحكي” يتم ضربه بقوة على وجهه وظهره وداس أحد المحققين على رأسه.

أبسط حقوقه الطبية تمت مساومته عليها، حيث قال له الحقق :”اعترف بتروح على الحمّام..اعترف بتاخذ الدواء إبرة الانسلوين”، وأوضح الرجبي :”عندما كان يرتفع معي معدل السكري احتاج للذهاب للحمام، لكنهم كانوا يرفضون، وقد أغمى علي في احدى التحقيق ورغم ذلك تعرضت للضرب والشتائم”.وأضاف :”كانوا يضعون أسلاك على رقبتي وأذني ويضعون زجاجة ماء ساخنة على راسي والتهديد بصعقي بالكهرباء واعتقال والد، كنت أسمع أصوات المكبس اليدوي وكأنه مسدس كهربائي”.

“البوسطة”

وعن البوسطة قال الرجبي: “سيارة نقل الأسرى “البوسطة” كانت صعبة للغاية، فالمساحة المخصصة لكل أسير صغيرة، ونبقى داخلها أكثر من 8 ساعات متواصلة، وفي كل مرة أنقل بالبوسطة أشعر بالتعب الشديد والاعياء بسبب ارتفاع وهبوط السكري وعدم اعطائي الطعام اللازم وإبرة الانسولين في موعدها المخصصة ومنعي من الذهاب لدورة المياه.رغم طلبي المتكرر وعلمهم بمرضي، فالجواب يكون “بمعابر الرملة بتاخد شو بدك”، وعند وصوله يتم تأخير الإبرة بشكل متعمد ولذلك هبوط وارتفاع طوال فترة اعتقالي الاولى”.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل اعتدي عليه بالضرب المبرح في قاعة مبنى المحكمة المركزية عقب انتهاء جلسة له داخل مصعد المحكمة، ولم يكترث “النحشون” لصراخه وتعبه ونقلوه بعد حمله الى غرفة الانتظار ثم الى سيارة البوسطة، علما أن حربي يومها اصيب قبل موعد المحكمة داخل”البوسطة” بحالة إغماء في سيارة “البوسطة” لعدم تناوله الطعام والدواء الخاص به.

من جهته أوضح والد الطفل حربي، نضال الرجبي أن القاضي رفض الافراج عن نجله للحبس المنزلي في منزله ببلدة سلوان، فاضطررنا للموافقة أن يكون عند شقيقته لان وضع حربي الصحي بحاجة لمتابعة من حيث أخذ الدواء “إبرة الانسولين” في مواعيدها المحددة، والطعام المناسب، وأي ارتفاع او هبوط في سكري له آثار سلبية على صحته”.وقال: “الحبس المنزلي فرض على حربي، وكذلك علي وعلى والدته، فيجب أن يبقى أحد منا برفقة حربي، تشتت عائلتنا بقرار ابعاده عن منزله”.

وتفرض سلطات الاحتلال الحبس المنزلي على المقدسيين كبديل عن الحبس الفعلي، بشروط قاسية، منها عدم الخروج من المنزل لأي سبب كان، ويجبر الأهل على التعهد بذلك، ويتحول منزل الطفل الى سجن ووالديه الى سجانين، ومدة الاعتقال المنزلي لا يتم احتسابها من مدة الحكم “السجن الفعلي”، ويتم اقتحام منزل المعتقل لفحص التزامه الحبس المنزلي.

123 122