راديو موال-صدرت أخيراً عن المؤسسة العربية للدراسات، فى بيروت، ترجمة كتاب “أرض ميعادي، إسرائيل النصر والمأساة” للكاتب والصحافي الإسرائيلي آري شبيط.والكاتب هو أول إسرائيلي نشر مقالات عام 1982يناهض فيها حركة الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكتابه يقدم رؤى جديدة للصراع على الأرض والتاريخ.
ولذلك حقق موقعاً متقدماً على قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في العالم ولمدة طويلة بحسب ما أورده المترجمان الأردنيان عماد الحطبة ووسام عبد الله. كما حاز على العديد من الجوائز.وفى تعريف الناشر بالكتاب جاء: “هذا الكتاب واحد من أهم الكتب التى تشرح آلية نجاح الحركة الصهيونية فى بناء “مجتمع إسرائيلي”، وهو يقدم رؤية للبوتقة التي صهرت فيها المكوّنات العرقية والثقافية المختلفة لتحولها إلى شعب، ولتقيم له دولة”.
ويرى الأكاديمي الكويتي الدكتور حامد الحمود العجلان، الذي كتب المقدمة الأولى للكتاب الذي يقع في 486 صفحة من القطع الكبير، أن الكتاب ليس عملاً أكاديمياً في التاريخ، خاصة وأنه يجمع خلاصة تجربته الصحافية على مدى أكثر من ثلاثة عقود، بما في ذلك لقاءات مع عسكريين وعلماء وتجار وسياسيين، ومن ضمنهم ضباط إسرائيليون شاركوا في مجازر ضد الفلسطينيين في اللد ودير ياسين في عام 1948.
فهو يستعيد معهم ذكرياتهم لهذه المجازر. كما أستطاع أن يلتقي بفلسطينيين كانوا هم أنفسهم ضحايا المذابح التي ارتكبت في اللد. كما قابل فلسطينيين تحولت حياتهم من ميسوري الحال إلى لاجئين في مخيمات وكالة الأونروا.ومن الجدير ذكره بأن آري شبيط هو أحد النقاد الجذريين لتوجهات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وللكثير من الممارسات الصهيونية.
وهو شديد التأييد للتوصل إلى اتفاقيات سلام تؤدى لقيام دولة فلسطينية وإخلاء المستوطنات الصهيونية فى الضفة الغربية وحتى لا يلتبس الأمر فإن شبيط يكتب من منظور صهيونى وهو ينتقد “الانحرافات” عن المشروع الصهيوني.وكان من أبرز ما كتبه أري شبيط فى مقالته المعنونة “أسبوع الإرهاب اليهودي” فى كانون الأول – ديسمبر عام 2015، حين أدان حرق الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير. وفى مقال آخر له عام 2017، دعا صراحة إلى مغادرة جماعية للإسرائيليين سواء من المستوطنات أو من كيان “إسرائيل” نفسه والهجرة إلى الخارج.
وقال: “يمكن أن يكون كل شيء ضائعاً، ويمكن أننا اجتزنا نقطة اللا عودة، ويمكن أنه لم يعد من الممكن إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وتحقيق السلام، ويمكن أنه لم يعد بالإمكان إعادة إصلاح الصهيونية وإنقاذ الديمقراطية وتقسيم البلاد.و إذا كان الوضع كذلك، فإنه لا طعم للعيش في البلاد، وليس هناك طعم للكتابة في “هآرتس” ولا طعم لقراءة “هآرتس” يجب فعل ما اقترحه “روغل ألفر” قبل عامين، وهو مغادرة البلاد”، أي فلسطين المحتلة.