راديو موال – التقت السيدة أميرة حنانيا مدير عام اللجنة الرئاسية لشؤون الكنائس بوفد طلابي من جامعات مختلفة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية ومن تخصصات مختلفة تعنى بشؤون الشرق الأوسط في اطار برنامج مع مؤسسة مبادرة شجرة الزيتون (Olive Tree Initiative) وبالتعاون مع دائرة الدبلوماسية والسياسة العامة في منظمة التحرير الفلسطينية.
في بداية الاجتماع رحبت حنانيا بالوفد وأعربت عن سعادتها باهتمام المؤسسة لجلب طلاب أمريكيين الى فلسطين ورؤية الواقع كما هو بدون أي تشويش إعلامي. وتحدثت عن اصرار القيادة الفلسطينية على تحقيق السلام من خلال تمسكها في الاتفاقيات الدولية التي تضمن لأبناء الشعب الفلسطيني الحق في اقامة دولته المستقلة على كامل أراضيها عام 1967. وأكدت أننا لن نقبل بالمساومة على أي من القضايا وعلى رأسها القدس وحق عودة اللاجئين.
وفي ردها على سؤال حول صفقة القرن ومقاطعة الإدارة الأمريكية، أكدت أن الشعب الفلسطيني ملتف حول قيادته ممثلة بالسيد الرئيس محمود عباس. مضيفة أن موقف الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة برئيسها دونالد ترامب أساء للشعب الأمريكي ودوره في منطقة الشرق الأوسط، كونه أخذ جانب الاحتلال الاسرائيلي الذي يتفنن كل يوم في انتهاك القانون الدولي ومواثيق الشرعية الدولية. وتسائلت كيف يرضى الشعب الأمريكي على هذا الموقف المسيء للقيم التي تتغنى بها أمريكا من الديمقراطية وحماية حقوق الانسان.
كما وأطلعت الوفد على عدد من المواضيع بما فيها الدور الذي تقوم به اللجنة الرئاسية للعمل على تثبيت الوجود المسيحي التاريخي في وطنه من خلال دعم المؤسسات الكنسية المحلية، وأكدت حنانيا على أن ما تحاول دولة الاحتلال ترويجه عن كون الصراع ديني بين يهود ومسلمين هو منافي للواقع الذي نعيشه في فلسطين، فان المسيحيين من الفلسطينين يعانوا من الاحتلال و ممارساته كأشقائهم المسلمين مؤكدة الصراع هو صراع بين شعب يخضع تحت الاحتلال بمسيحييه ومسلميه، بمساجده وكنائسه، بمقابل دولة اسرائيل القائمة بالاحتلال على شعبه و اراضيه، مذّكرة الوفد باجراءات دولة الاحتلال قبل شهور قليلة ضد الكنائس بالقدس بمحاولة فرض ضريبة الاملاك عليها و على المؤسسات التابعة لها، والتي قابلتها الكنائس باغلاق ابواب كنيسة القيامة لايام احتجاجا على ذلك، كما اشارت الى قانون القومية الاخير و الذي يعد اكبر دليل على عنصرية دولة الاحتلال و التي تمنح من خلاله الافضلية في المواطنة داخل اسرائيل لليهود على حساب باقي المواطنين بمختلف مذاهبهم واديانهم، وتمنحهم الحق بتقرير المصير بينما تمنعه على الاخرين فيها، والمتمعن في هذا القانون يراه نسخة اكثر تشوها من نظام الابارتهايد في جنوب افريقيا .
كما وأطلعت الوفد على عزم دولة فلسطين بالمضي قدما في خطى التحرر من الاحتلال من خلال الضغط على المجتمع الدولي لاخذ خطوات فاعلة من خلال الاعتراف بدولة فلسطين والانضمام الى جملة من الاتفاقيات الدولية التي يوازيها العمل على التحرر الاجتماعي، حيث تحدثت عن تفاصيل مشاركة دولة فلسطين في الجلسة التي عقدت في جنيف مؤخراً حول اتفاقية سيداو، وأشارت إلى دور المرأة الفلسطينية في النضال الشعبي ضد الاحتلال الاسرائيلي والانتهاكات التي تتعرض لها يومياً من قبله.
وفي الختام، شكرت الطلاب على حضورهم واهتمامهم بالمعرفة من الجانب الفلسطيني. كما دعتهم أن يحملوا رسالة الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه وأن ينقلوا الحقيقة كما عاينوها بانفسهم في فلسطين.