راديو موال- يُختتم اليوم دور الـ 16 في مونديال روسيا، حيث تجد إنكلترا نفسها أمام فرصة مثالية لبلوغ ربع النهائي للمرة الأولى منذ 12 عاماً، بينما تبحث سويسرا عن ذلك للمرة الأولى منذ 1954.
وتلتقي سويسرا والسويد عند الساعة 17,00 بتوقيت القدس الشريف في سان بطرسبورغ، على أن يختتم الدور الثاني للمونديال الروسي بلقاء إنكلترا وكولومبيا الساعة 21,00 على ملعب سبارتاك بموسكو.ويكمل الفائزان عقد الدور ربع النهائي الذي يقام الجمعة والسبت.
وتأمل إنكلترا في تفادي مصير منتخبات كبرى ودّعت مبكراً، مثل ألمانيا حاملة اللقب والأرجنتين بطلة 1978 و1986 وإسبانيا بطلة 2010، ومواصلة السعي لإحراز اللقب للمرة الثانية بعد 1966 على أرضها.وبعد بلوغ ربع النهائي مرتين توالياً (2002 و2006)، ستحاول إنكلترا العودة اليه بعد خروجها من ثمن نهائي 2010 والدور الأول 2014.
وتعول إنكلترا على تشكيلة شابة يدرّبها غاريث ساوثغيت، ويبرز فيها القائد هاري كاين متصدر ترتيب الهدافين (5 أهداف). وبعد أداء جيد في الدور الأول شمل الفوز على تونس 2-1 وبنما 6-1 والخسارة أمام بلجيكا 0-1 في مباراة خاضها المنتخبان بتشكيلتين رديفتين، ينصبّ تركيز الإنكليز على تخطي عقبة كولومبيا وقائدها الهداف راداميل فالكاو الذي خاض تجربة مخيّبة في إنكلترا مع مانشستر يونايتد وتشلسي.
وقال ساوثغيت: “من غير المفيد التفكير بما سيحصل بعد ذلك (ثمن النهائي)، نحن مركّزون” على مباراة اليوم، مضيفاً: “مضت 12 سنة لم نفز خلالها بمباراة في الأدوار الاقصائية. هذه فرصة ممتازة لهذا الفريق للذهاب أبعد مما وصلت اليه تشكيلات (إنكليزية) أكثر خبرة، وأعتقد أن أمامه فرصة”.
في دور المجموعات، أثبت ساوثغيت نجاح رهانه على تشكيلته، على رغم أن المباراة ضد كولومبيا ستكون التحدّي الأبرز له في المونديال الروسي.وصبّت الخسارة أمام بلجيكا (غير المؤثرة في ضمان التأهل الى ربع النهائي) لصالح “الأسود الثلاثة” لكونها أبعدتهم عن القسم الأصعب من الأدوار الاقصائية، واحتمال أن يواجهوا منتخبات كفرنسا والبرازيل.
وإضافة إلى فالكاو، تنتظر كولومبيا التي تصدّرت المجموعة الثامنة بخسارة أمام اليابان 1-2 وفوزين على بولندا 3-0 والسنغال 1-0، لمعرفة ما ‘ذا كان نجمها وهداف مونديال 2014 خاميس رودريغيز، جاهزاً للمشاركة بعد خروجه في المباراة الأخيرة بسبب إصابة في ربلة الساق.
والاثنين، طمأن المدرب الارجنتيني لكولومبيا خوسيه بيكرمان إلى أن إصابة خاميس “ليست خطيرة”، وأن القرار بشأنه سيُتخذ اليوم.وفي أي حال، أكد بيكرمان ثقته “بجميع اللاعبين (…) نريد الإظهار بأن بإمكاننا المنافسة ضد أي مرشح” رغبة في تحقيق نتيجة أفضل من مونديال 2014، عندما بلغ ربع النهائي.وستكون مباراة المنتخبين إعادة للقاء الدور الأول من مونديال 1998 (فازت إنكلترا 2-0). وسيلتقي الفائز السويد أو سويسرا.
وتمكّن المنتخبان الأخيران بفضل الأداء الجماعي وفي غياب أي نجم أوحد تقريباً، من تحقيق المفاجأة والوصول إلى الدور ثمن النهائي. فسويسرا حلّت ثانية في المجموعة الخامسة خلف البرازيل، بينما تصدرت السويد المجموعة السادسة التي شهدت المفاجأة الكبرى بخروج ألمانيا.
وتأهلت السويد بعد فوز مقنع على المكسيك بثلاثية نظيفة في آخر مباراة لها في الدور الأول، بعد تحقيق فوز صعب على كوريا الجنوبية 1-0، والسقوط في الوقت القاتل أمام ألمانيا 1-2.وواصل السويديون مسيرة لافتة بدأت في التصفيات الأوروبية، حيث تأهّلوا من مجموعتهم على حساب هولندا، وحرموا بنتيجة الملحق، إيطاليا بطلة العالم أربع مرات، من المشاركة في النهائيات للمرة الأولى منذ 60 عاماً.
ويحلم السويديون بتكرار انجاز 1994 عندما بلغوا نصف النهائي وأنهوا البطولة في المركز الثالث، على رغم أنهم يخوضون النهائيات الحالية بغياب أبرز نجومهم زلاتان إبراهيموفيتش الذي اعتزل اللعب دولياً في 2016، ولم تقابل تلميحاته للعودة بترحيب من المدرب يانه أندرسون.وقال القائد أندرياس غرانغكفيست أن غياب المهاجم عنى أن “آخرين أُتيحت لهم الفرصة للتقدم بعدما خسرنا أحد أفضل لاعبي كرة القدم في العالم”.
وأضاف” منذ تولي يانه المسؤولية كمدرب، بنينا ووضعنا أسساً جديدة.على مدى التصفيات في العامين الماضيين، قاتلنا من أجل بعضنا البعض، وأظهرنا ذلك بوضوح”.ولم يتّضح ما إذا كان غرانغكفيست سيشارك اليوم نظراً لأن زوجته من المقرر أن تضع مولوداً في الوقت نفسه.في المقابل، فرض الانضباط الاندفاعي لسويسرا حضوره بتعادل 1-1 مع البرازيل، وفوز لافت على صربيا 2-1، وتعادل مع كوستاريكا (2-2).
وبلغت سويسرا ثمن النهائي للمرة الرابعة في آخر خمس مشاركات (بعد 1994 و2006 و2014 و2018)، علماً أن أفضل نتيجة لها تبقى بلوغ ربع النهائي ثلاث مرات (1934 و1938، و1954 على أرضها). وتعوّل سويسرا في ذلك على نجميها غرانيت تشاكا وشيردان شاكيري اللذين قلبا التأخر أمام صربيا في الدور الأول، وأفلتا من الايقاف على خلفية احتفالهما “السياسي” في مواجهة المشجعين الصرب، على خلفية أصولهما العائدة لإقليم كوسوفو.وتقدم سويسرا في روسيا أداء ثابتاً بإشراف مدربها فلاديمير بتكوفيتش.
وقال الأخير عشية المباراة” لدينا أفكار ايجابية حتى الآن. نحن مرتاحون وتحضّرنا بشكل جيد للمباراة”، معتبراً أن أسلوب المنتخبين يختلف “لكن إذا ما نظرنا إلى النوعية، ستكون مباراة صعبة جداً”.وشدّد على أن “هذه مباراة نريد السيطرة عليها”.