راديو موال-احتفلت جامعة بيت لحم أمس الاثنين بتخريج الفوج الـ42 من طلبتها والذي سيستمر لمدة يومين متتاليين، وسط حضور شعبي ورسمي، على مسرح المركز الثقافي الاجتماعي في الحرم الجامعي.
وقد خصصت جامعة بيت لحم اليوم الأول لخريجي كلية العلوم، وكلية شكري ابراهيم دبدوب لإدارة الاعمال، وكلية التمريض والعلوم الصحية، ومعهد ادارة الفنادق والسياحة والبالغ عددهم 358 خريجا وخريجة من أصل 712 من حملة درجة الماجستير والبكالوريوس والدبلوم العالي والدبلوم المتوسط.
ورحب عريف الحفل رئيس دائرة اللغة العربية/قسم الصحافة، د.سعيد عياد، بالحضور متمنيا التوفيق للجميع، وقال “أربع سنوات مضت هي ليست مجرد زمن انقضى، أربع سنوات في جامعة بيت لحم لها معنىً مختلفاً سكنت فيكم معرفة وقيماً ورسالة، رسالة الانسانية ورسالة العلم، انتم اليوم منارات الجامعة في كل فضاء ستحلّون فيه.”وشكر عياد اخوة دي لسال، القائمين على والمؤسسين لجامعة بيت لحم.
وبدوره، هنأ نائب الرئيس الأعلى للجامعة بيتر براي، الطلبة بهذه المناسبة، وخاطب ذوي الخريجين قائلاً: “يسرّني في هذا اليوم الاحتفالي أن أشارككم فرحتكم بتخرّج أبنائكم الذين سيتسلّمون أوّل شهادة جامعية، فقد عملوا جاهدين من أجل الحصول عليها خلال السنوات الأربع الماضية، وهذا هو الوقت ليحتفلوا بجني ثمار عملهم. ويعود الفضل أيضًا إليكم بدعمكم واهتمامكم بأبنائكم لكي يصلوا إلى هدفهم.”
وأضاف براي: ” تدعو رسالة جامعة بيت لحم إلى توفير التعليم العالي المتميّز للشباب الفلسطيني، ولهذا يبذل المدرسون والموظفون كل جهد مستطاع في تطوير طلابنا – أبنائكم. ونحن نولي العمل الأكاديمي الذي يقوم به الطلبة اهتمامًا كبيرًا. ومن خلال النشاطات المكمّلة للمنهاج تطوّر أبناؤكم في مفهومهم للقيادة وممارستها وتَعزّز إيمانهم، وتنامت مهاراتهم وقدراتهم، كما طوّروا علاقات جيدة مع الآخرين أساسها الاحترام المتبادل.
وألقت رئيسة مجلس امناء الجامعة السيدة كلوديت حبش، كلمة المجلس، هنأت فيها الخريجون والخريجات، وهنأت الجامعة على المجهود الذي قامت به جميع طواقمها لإيصال هؤلاء الطلبة الى مرحلة التخرج.
وأكدت حبش على تمسك جامعة بيت لحم برسالتها التي انشئت من أجلها منذ البداية، وقالت “نفتخرُ برسالة الجامعة القائمة على إعداد الأجيال كي تستطيع الجمع بين العلم والثقافة، والاَخلاقِيات المِهنية، والانتماء للوطن واحترام التعددية. نحارب بالعلم وبالثقافة الجَهل والتخلّف والاستعمار. نصقُل الطاقاتِ من أجل المساهمة في تحقيق الحرية لشعبنا، وتحقيق الطّموحات والآمال لأجيالنا القادمة.”
واردفت “ولأننا نُؤمن أن علينا كمسيحيين فلسطينيين واجبٌ وطني، انفتحنا على مجتمعنا الفلسطيني بكل مكوناته، فأصبحنا منارهً للعلمِ وللوطنية الحَقّة. وبكونِنا شعبٌ تحت الاحتلال، وَجَب علينا التدخل في الواقع من حولنا، من أجل تغييرِهِ وتطويره، وقمنا بهذا العمل كي نُحاول أن نَصنع لشعبِنا مكاناً في هذا العالم المتغير والمتطور دوماً، على أساسٍ من النِدّية والمعرفة المتنورة. خطواتٌ صغيرةٌ ولكنها تراكمية وصنعت التغيير!”
ومن جهتها، عبرت الليدي ايفا بولاندر، رئيسة بلدية جلاسكو الاسكتلندية، خطيبة الحفل، عن سعادتها بوجودها في مدينة بيت لحم في هذا اليوم المميز، وأكد على عمق العلاقة التي تربط بين مدينتي جلاسكو وبيت لحم. وتابعت ان تطوير برنامج الدبلوم العالي في تمريض الأورام والعناية التلطيفية التي طرحته الجامعة قبل عامين، جاء كنتيجة للعمل الدؤوب الذي تلى زيارة عميدة كلية التمريض والعلوم الصحية مريم عوض الى جلاسكو في العام 2011 ولقائها مع جيري اوهير، المتخصص في هذا الموضوع، وها نحن الان نحتفل بتخريج الفوج الأول منهم.
وقالت للخريجين، اعلموا ان لكم أصدقاء في جلاسكو، مستعدون لمساعدتكم لتطوير مستقبلكم المهني” واختتمت كلمتها بشكر كل من ساهم في تطوير الشراكة القائمة بين بيت لحم وجلاسكو والتعاون المشترك لمنفعة المواطنين.
وألقت كلمة الخريجين، خريجة كلية ادارة الاعمال لارا نايف نجيب كسبري، الأولى على الجامعة لهذا العام بمعدل 3.93 (حوالي 98%)، فقالت “أيها الخريجون والخريجات، من مختلفِ الكليات.. سنحملُ المسؤوليةَ من الآن فصاعدًا أنْ نوظفَ كلَّ ما تعلمناه في خدمةِ الوطن.. لا أخفي فرحتِي، وأنا أقفُ الْيَوْمَ لأرى هذا العددَ الهائلَ من الخريجاتِ والخريجين.. إنني أرى أملاً لبناءِ مجتمعٍ يخطو نحو العدالةِ والمساواةِ الجندرية”.
وتحدثت كسبري عن التحديات التي تواجه الطلاب والخريجين، وعن أهمية الصمود في وجه هذه التحيات، فقالت “كطفلةٍ صغيرةٍ نشأتْ في بيت لحم، لم أتوقع يومًا أنْ أقفَ هنا الْيَوْم، ما أجملها من رحلةٍ، وما أعظمه من شرف، ما أذكره بالتحديد من طفولتي هو الجدار، كنت دومًا أتساءلُ كيف يأتي بابا نويل في ليلة عيد الميلاد .. كبرنا بجانبِ الجدارِ.. كان جدارًا ضخمًا مَهُولاً أمامنًا كصغار، وكلما كبُرنا كبُرَ هذا الجدارْ، ولكننا تعلمنا كيفَ نواجهُه، كتبنَا عليهْ.. رسمنَا عليهْ.. ورمينا الحجارةَ عليهْ..
وطلبنا العدلْ، ولكنه لم يوقفْنَا يومًا، ولن يُوقِفَنا، أمامَ تحقيقِ ما نريد؛ لا .. ولا أقصدُ جدارَ الفصلِ العنصريٍّ فقط، بل كلَّ ما يَقفُ في طريقِنا من عَقباتْ، وكلَّ الأصواتِ التي تُخبرُنا أنَّنا لا نَستحقُّ أنْ نكونَ ما نُريد، ولكننَّا فلسطينيون لا نعرف الهزيمةْ .. ولا نَرضخُ لجدارْ، وهذا اليوم يُثبتُ أننا لا نهاب الجُدران، ولا تقفُ عائقًا أمامَ أحلامِنا وطموحاتِنا رغمَ مرارتِها . وفي هذا اليوم نحصدُ ما زرعنَاهُ، ونُثبتُ للجميعِ بأننا أصحابُ إرادةٍ وتصميمٍ نستحق ما وصلنا إليه”.
وفي نهاية الاحتفال قام عمداء الكليات بتسليم الخريجين شهادات تخرجهم.ومن الجدير ذكره ان ادارة الجامعة قد قررت تكريم الطالب أنس محمد حساسنة الذي كان طالبا في كلية العلوم في برنامج المعلومات الحاسوبية وكان يجب ان يتخرج مع هذا الفوج، لكنه توفى في العام 2016 في الحرم الجامعي فقامت الجامعة بالمناداة على اسمه مع زملائه وقدمت لذويه درعا تكريميا يحمل اسمه، تخليدا لذكراه، تسلمه بالنيابة عنهم شقيقه.