راديو موال- حذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من مغبة استمرار القيادة الفلسطينية المتنفذة في أساليب التضليل لشعبنا ومحاولاتها المستميتة العودة من الأبواب الخلفية للمفاوضات واللقاءات العبثية مع الاحتلال رغم قرارها فك الارتباط معه، واعترافها بفشل نهج التسوية.
واعتبرت الجبهة أن استمرار هذه القيادة بتجاوز القرارات الوطنية وعدم وضعها موضع التنفيذ هو إمعان في سياسة التهرب من الاستحقاقات المطلوبة لمواجهة خطورة المرحلة الحالية والمحاولات المستميتة لتمرير مشاريع مشبوهة.وفي هذا السياق، استنكرت الجبهة استمرار قيادة السلطة في لقاءاتها مع مسئولين صهاينة، والتي كان آخرها لقاء رئيس الوزراء رامي الحمد الله مع ما يُسمى منسق الحكومة الإسرائيلية ” يؤاف مردخاي” في رام الله، ولقاء وزيرة الاقتصاد عبير عودة في باريس مع ما يُسمى وزير الاقتصاد الإسرائيلي ” ايلي كوهين”، مؤكدة أن الاستمرار في هذه اللقاءات يعكس استهتاراً بشعبنا وبقرارات المؤسسات الوطنية ويؤكد عدم رغبة هذه القيادة في اتباع نهج جديد، واستمرارها في مربعات الانتظار والمراوحة رغم قرارات فك الارتباط ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال بكافة أشكاله، والانفكاك من علاقة التبعية الاقتصادية التي كرستها اتفاقية أوسلو من خلال اتفاقية باريس المدمرة.
وأوضحت الجبهة بأن الاستمرار بهذه السياسة المدمرة سيؤدي إلى استفراد الاحتلال بشعبنا، وتفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية خصوصاً في قطاع غزة المحاصر، والذي ينتظر من هذه القيادة الإعلان الواضح والصريح عن وقف كامل للإجراءات العقابية المفروضة عليه، وتحمّل مسئولياتها الأخلاقية الملقاة على عاتقها لمواجهة الأزمات الخطيرة التي تواجه القطاع.كما رفضت الجبهة أية صيغ لإدارة الاشتباك السياسي والدبلوماسي مع الاحتلال لا تنسجم مع قرارات الشرعية الدولية التي أكدت على حقوق شعبنا والزام الاحتلال بتنفيذ هذه القرارات، معتبرة محاولات السلطة استبدال الرعاية الأمريكية للمفاوضات بصيغة دولية موسعة مرفوضة وغير مقبولة لأنها لا تختلف على الإطلاق عن ما يُسمى اللجنة الرباعية التي اكتوى شعبنا بنار قراراتها وانحيازها للاحتلال وفرضها الوصاية على شعبنا، وفي ظل حالة الاجماع الرافضة للاستمرار بهذا النهج الذي ثبت فشله.
وشددت الجبهة بأنها ومعها كل الوطنيين الرافضين ستواجه بقوة وإصرار هذا النهج المدمر وممارسات هذه القيادة حتى تلتزم بالقرارات الوطنية، وبطي صفحة التسوية إلى الأبد كمقدمة لترتيب البيت الفلسطيني وصوغ استراتيجية وطنية كفاحية لمواجهة التحديات وضخ دماء قيادية شابة تقود مقاومة وانتفاضة شعبنا وتكون قادرة على الارتقاء بمستوى التحديات وحجم التضحيات الجسام.