انتحار ابنة أحد الأسرى بسبب تدني علاماتها الدراسية

راديو موال-أفاد الناطق باسم الشرطة المقدم لؤي ارزيقات بأن الشرطة والنيابة العامة في جنين تحققان بظروف وملابسات وفاة طفلة 14عام من سكان مدينة جنين.

وأضاف ارزيقات أن الطفلة وصلت لمشفى جنين الحكومي متوفية .والضحية هي الطفلة لين سائد محمد صلاح 14 عام من قرية كفر دان قرب جنين وقامت بشنق نفسها بسبب تدني علاماتها المدرسية علما ان والدها معتقل لدى قوات الاحتلال ومحكوم 27 عام ولها شقيق عمره عام تقريبا تم انجابه عن طريق النطف المهربة.

وكتب ياسر مناصرة عن الأسير سائد:

“عندما دخل الأسير سائد صلاح السجن بعد عملية بطولية نفّذها ضد أحد معسكرات الاحتلال، كان حلمه بسيطاً أن يخرج من غياهب الجبّ مثقفاً تفتخر به ابنته لين، حيث كان لا يُحسن القراءة والكتابة قبل ذلك.

إصرار سائد وحرصه على التعلم وحضور كافة الجلسات في السجن، حقق له مقولته التي كان دائماً ما يرددها “بدي أطلع من السجن إنسان ثاني، واعي، ومثقف، وعندي علم ومعرفة وأفرجي الناس قديش السجون بتغير الانسان للأحسن وأخلي لين تفتخر بأبوها”.

في سجن “مجدو” مع بداية اعتقاله، بعث لي رسالة بخط غير مفهوم، لكي يخبرني أنه بدأ الطريق الذي عاهد على أن يمضي فيه، حتى يحصل على كل المعارف والعلوم الممكنة مع ظروف السجون الصعبة.

التقيته في الزنازين وقد حدثني كيف توفي والده وهو صغير، ولحق به شقيقه الوحيد بعد معاناة مع مرض السرطان، وبقيَّ له والدته الحاجّة حمدة التي توفيت لاحقاً، وزوجته كفاية وطفلته لين، لكن كل هذه المصائب لم تمنعه من الحفاظ على ابتسامة تخفف عن الأسرى صعوبة السجن، ومقولته المشهور “يزلمة بكفي محبوسين .. اضحك، وافرد وجهك عشان الحبسة ما تصير حبستين”.

نفّذ سائد عملية إطلاق نار مع صديقه علام مطر ضد معكسر “دوتان” التابع لجيش الاحتلال قرب جنين، انتقاماً لاغتيال صديقهم محمود أبو خليفة، والذي استشهد بانفجار سيارة مفخخة في جنين، وقد باع مصاغ زوجته لشراء السلاح وتنفيذ العملية، وبعد اعتقالهم حاول سائد إخراج صديقه علام من القضيّة لكن الأخير رفض ذلك، وقال: “بديناها مع بعض بننهيها مع بعض”.

حلم سائد أن يخرج لابنته “لين” مثقفاً ومتعلماً تفتخر به، لن يتحقق بكامله لأنها فارقت الحياة لتزيد ظلمات السجن عليه ظلمات أخرى، حاملة معها القهر الأكبر من ابتسامته التي ظلّت معلّقة بخيال بنته التي كبرت دون أن يكون معها ويرعاها كما يشاء.

لصديقي سائد كل التعازي وأسأل الله أن يلهمه الصبر والسلوان، وأن يعوّضه خير العوض، ويمن عليه بحرية قريبة تعالج بعض من جراحه”.