راديو موال-تحدث خبير بالشؤون الاسرائيلية أنس ابو عرقوب لراديو موال اليوم عن المسلسل الاسرائيلي وبإنتاج أمريكي والذي يسعى لترسيخ مفهوم أن الفسطيني ارهابي في عقول الشعوب.
بعد عام من شراء شركة “نتفليكس” الأمريكية لمسلسل الإثارة الإسرائيلي “فوضى”، صنفته مجلة “نيويورك تايمز” كواحد من بين أفضل المسلسلات الدولية لعام 2017. و”نتفليكس”، شركة ترفيهية أمريكية متخصصة في تزويد خدمة البثّ الحي والفيديو حسب الطلب، وبلغ عدد المنازل الأمريكية التي تمتلك مشغل أقراص الشركة ثلثي منازل الولايات المتحدة.
“فوضى” بثته قناة “yes Oh” الإسرائيلية التي تبث عبر خدمة الكوابل عام 2015، وتقوم كل حلقة على قصة يكتبها الصحافيان الإسرائيليان، آفي يسخارفوف، وليئور راز، وتتمحور في العادة حول خلية فلسطينية تنوي تنفيذ عمليات فدائية، فيما تقوم وحدة المستعربيين بالتعاون مع جهاز المخابرات الإسرائيلية “الشاباك” بإحباط الهجوم.
وتظهر الحلقات رجل “الشاباك” و”المستعرب” بصورة من يحرص على حقن دماء الأبرياء الفلسطينيين، خلال العمليات التي “يُضطر” لتنفيذها، وهي عمليات اغتيال بدون محاكمة لنشطاء فلسطينيين.
ويلازم عنصر الإثارة الحلقة من بدايتها إلى نهايتها، فمن كتب القصص يسخاروف، متخصص في الشؤون الفلسطينية، وقد ساعده في الكتابة غنون بن يتسحاك، وهو ضابط رفيع في جهاز “الشاباك”، وكذلك أفبرايم العاد، الذي عمل سابقاً في وحدة النخبة بالجيش “سيرت متكال”، وعاموس هرئيل المعلق العسكري في صحيفة “هآرتس”.
طاقم الإعداد المحترف، نجح في رسم صورة نمطية في غاية الدهاء، تقدم الفلسطينيين في صورة الإرهابيين المتعطشين للدماء، فيما يظهر “المستعرب” وضابط “الشاباك” بصورة الإنسان المتحضر الحساس الذي يُضطر لقتل الإرهابي الفلسطيني منعاً لسفك دماء الأبرياء.
هذه الصورة أصلاً مغروسة في ذهن المشاهد الإسرائيلي، ولكن بعد شراء الشركة الأمريكية للمسلسل، وإنتاجه مجدداً باللغة الإنجليزية وبثه لجمهور ناطق بالإنجليزية يبحث عن الترفيه والمتعة، فإن ذلك سيؤدي إلى ترسيخ صورة الفلسطيني المتوحش، والمستعرب النبيل، في ذهن المشاهد الأمريكي، كما استقرت قبل ذلك صورة الهندي الأحمر الوحش، والأمريكي الأبيض الملائكي. فالمشاهد الأمريكي ليس لديه متسع من الوقت للبحث والتدقيق فيما يراه، فهو أصلاً يسعى للمتعة، وتكرر القصص عبر المسلل يُرسخ في العقل الباطن وفي ثقافته الصورة التي يرسمها الإسرائيليون للصراع.
ومن أبطال الفيلم من الجانب الإسرائيلي، دورن كبيليف، الذي يجسد دور قائد وحدة “المستعربين”، فيقود العمليات لاغتيال القادة والنشطاء الفلسطينيين. والمسلسل مكون من جزأين، يتكون الأول من 13 حلقة، فيما يتكون الجزء الثاني من 22 حلقة، وقد تم بث الجزء الأول في الولايات المتحدة، فيما سيُبث الجزء الثاني مطلع عام 2018.
وتتناول عدة حلقات في الجزء الأول محاولة اعتقال قائد خلية فلسطينية، يلقب بالنمر، وهو مسؤول عن مقتل مئات الإسرائيليين. وفي هذه الحلقات، يتم عرض “الثمن النفسي الذي يدفعه المستعربون وعوائلهم جراء عملهم”. وقد تم تصوير أجزاء من العمل في بيتونيا غرب رام الله، ومناطق أخرى في الضفة الغربية، وشارك في العمل ممثلون من فلسطينيي 48.
وكشفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، عن أن شركة قناة “yes oh” الإسرائيلية طلبت من معدي مسلسل فوضى العمل على إنتاج جزء ثالث، وقد بدأ الكاتب يسخاروف بالفعل تأليف القصص التي ستكون جاهزة للبث عام 2019.
وكان ادام بركوفيتش، الوسيط في صفقة بيع حقوق بث “فوضى” للشركة الأمريكية، قال للقناة 13 الإسرائيلية، إن “فوضى” هو المسلسل الأول الذي يلاقي رواجاً وشهرة في العالم، وهو يبث الآن في 130 دولة، والناس هناك يسمعون اللغة العبرية لأول مرة.
المصدر: موقع الترا فلسطين
المزيد بالصوت: